أقدم طالب بمدرسة ثانوية في محافظة أريانة (شمال العاصمة تونس) على الانتحار بحرق نفسه داخل مكتب مدير المدرسة، بعد ساعات قليلة من دفن محمد البوعزيزي، الذي كان أحرق نفسه أمام مقرّ محافظة سيدي بوزيد (جنوب)، وتسبب في تفجير احتجاجات اجتماعية كبيرة في تونس. وقال سامي الطاهري الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي في تونس في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية :إنّ الطالب أيوب الحامدي (17 عاما) نقل إلى مستشفى أريانة ثم إلى مستشفى "الإصابات والحروق البليغة" في مدينة بن عروس (10 كلم جنوب العاصمة تونس)، بعد أن أصيب بحروق خطيرة إثر إقدامه على إضرام النار في نفسه داخل مكتب مدير مدرسة "الوفاء" الثانوية الواقعة في حي الغزالة بمحافظة أريانة. وأوضح أن مدير المدرسة الذي استدعى الطالب للتحقيق معه، بعد أن اشتبه أنه مدبر عملية إحراق أحد مكاتب إدارة المدرسة فوجئ بالشاب يضرم النار في نفسه، مشيرا إلى أن الشاب سكب على نفسه سائل "الدليون" شديد الاشتعال قبل دخول مكتب المدير. ورجح النقابي أن يكون بعض طلاب المدرسة أضرموا النار في المكتب المذكور، بعد أن تمّ منعهم اليوم من تنظيم "مسيرة تضامنية" مع أهالي محافظة سيدي بوزيد. ودفن في وقت سابق اليوم محمد بوعزيزي (26 عاما)، الذي توفي مساء الثلاثاء متأثرا بحروق بليغة أصيب بها، بعد أن أقدم على إحراق نفسه الشهر الماضي أمام مقر محافظة سيدي بوزيد احتجاجا على تعرّضه للصفع والبصق على الوجه من قبل شرطية (امرأة) تشاجر معها بعد أن منعته من بيع الخضر والفاكهة دون ترخيص من البلدية، ولرفض الولاية قبوله لتقديم شكوى ضد الشرطية. وقد فجرت هذه الحادثة احتجاجات اجتماعية وأعمال عنف غير مسبوقة في مدن أخرى بمحافظة سيدي بوزيد، وامتدت الاحتجاجات في وقت لاحق إلى مدن بمحافظات أخرى.