شكلت الهزيمة أمام المنتخب التونسي في افتتاح مقابلات أسود الأطلسي في كأس أمم أفريقيا 2012 صدمة كبيرة لعشاق كرة القدم المغربية ومتابعيها. وانطلق المنتخب في النهائيات مرشحا قويا للفوز باللقب في ظل غياب الكبار مصر والكاميرون خصوصا وفي ظل تراجع مستوى أغلب المنتخبات القوية المشاركة ومن بينها خصمه في المقابلة الأولى نسور قرطاج والذي يدين لمهاجم الجديدة التشادي كارل ماركس بالتأهل حين سجل هدف التعادل أمام الملاوي. ورغم الترشيحات خسر غيريتس رهانه الأول بأخطاء رفض الاعتراف بها وهي الزج بعدة لاعبين يفتقدون التنافسية كأساسيين، وطالب بعض التقنيين بالمحاسبة وضرورة توفر الإتحاد المغربي على إدارة تقنية قوية تتدخل في مثل هذه المناسبات . وطفا على السطح مرة أخرى الراتب الحقيقي الذي يتقاضاه المدرب البلجيكي من الاتحاد المغربي والذي ظل سرا من أسرار الدولة لغاية أن وزير الشباب والرياضة المغربي السابق منصف بلخياط رفض الإفصاح عنه أمام البرلمان أعلى سلطة تشريعية في البلاد بدعوى أن المدرب البلجيكي اشترط عدم الإعلان عن الراتب. نفي الوزير ونفى الوزير أن يكون مبلغ 250 ألف دولار شهريا التي تداولته كل وسائل الإعلام المغربية هو الراتب الأصلي مكتفيا بالقول أنه أقل من ذلك بكثير وقال لبعض النواب بشكل ودي أنه في حدود 120 ألف دولار. وكان أول سؤال وجه للوزير الجديد للشباب والرياضة محمد أوزين هو الكشف عن راتب المدرب البلجيكي لأسود الأطلس وأجاب أنه سيكشف عنه في أول تصريح بعد حصول الحكومة الجديدة على مصادقة البرلمان رغم كونه بدأ فعليا في ممارسة مهامه وتسلم السلطة. ويعتقد الكثيرون أن عدم الكشف عن الراتب سببه الأساسي هو تجنب الانتقادات من طرف الجميع تقنيين مغاربة وإعلام في مقابل النتائج التي لم ترق للطموحات في البداية وجاء بعدها التأهل لكأس الأمم الأفريقية وقبله الانتصار الكبير على الجزائر ليدخل ملف راتب غريتس دائرة النسيان. وتشكل الهزيمة في افتتاح العرس القاري مجالا لإعادة الموضوع للواجهة خصوصا وأن الإعلان عن تعيين غريتس صاحبه مشروع إعادة هيكلة الفريق الأول بكل فئاته ووعد البلجيكي بتكوين فريق محلي والإشراف شخصيا على تهيئيه لعدة منافسات قارية وإقليمية.
غياب المحليين وغاب منتخب المحليين عن الألعاب العربية بقطر دون ضجيج كما يستعد للغياب عن كأس العرب القادمة، ومنذ اللقاء الودي أمام بوتسوانا لم يجر الفريق أي معسكر إعدادي أو المشاركة في أي دورة ودية حسب إعلان غريتس نفسه. فأين ذهبت وعود غرتيس الذي انشغل بالمنتخب الأول فقط وترك البقية دون اهتمام؟ ولماذا وجهت الانتقادات للهولندي بيم فربيك المدير العام للمنتخبات الصغرى؟ رغم كونه حقق نتائج جيدة كالتأهل لأولمبياد لندن وفوز منتخب الشباب بكأس العرب ومنتخب الفتيان بكأس شمال إفريقيا وحرص على استمرار الأطر التقنية المغربية على رأس كل الفئات واستمرت المعسكرات التدريبية لكل المنتخبات وأقنع عدة لاعبين صغار بحمل القميص المغربي؟ أسئلة يطرحها الشارع الرياضي المغربي بعد الهزيمة أمام نسور قرطاج ولن تشفع لغريتس المستوى الذي لعب به وتضييع عدة فرص كانت كفيلة بقلب النتيجة رأسا على عقب. ويبقى المرور للدور الثاني وتعويض إخفاق تونس السبيل الوحيد أمام البلجيكي غريتس لإخماد العاصفة التي ستندلع في حالة الإقصاء ولن يكون راتبه هذه المرة من أسرار الدولة والمحاسبة ستنتظره بقوة ومن عدة أطراف في ظل وجود حكومة جديدة ستكون من مصلحتها كسب تعاطف الرأي العام الرياضي على حساب مدرب يتقاضى راتبا خياليا دون نتيجة واضحة.