ينتظر أن يحل وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الجديد، سعد الدين العثماني بالجزائر بداية الأسبوع المقبل، في زيارة رسمية، حسبما أفادت به اليوم الخميس 19 جانفي، مصادر دبلوماسية ل"كل شيء عن الجزائر". وتؤكد زيارة الدبلوماسي المغربي المرتقبة عودة الحرارة إلى العلاقات بين الجزائر والرباط، والتي بدأت مع الحكومة المغربية السابقة، ويسعى البلدين منذ بضعة أشهر للوصول إلى طريق للمصالحة بعد سنوات من القطيعة في أعقاب غلق الحدود البرية في أوت 1993.
وتأتي زيارة العثماني أياما قليلة قبل زيارة الرئيس التونسي منصف المرزوقي والذي من المنتظر أن يحل بالجزائر يوم 6 فيفري المقبل في زيارة تقوده أيضا إلى المغرب.
كما أن وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي سيلتقي مع نظيريه الموريتاني والليبي، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي واجتماع بلدان الجوار، المزمع انعقاده في فيفري المقبل، وسيتبع هذه اللقاءات، اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد المغاربي المقرر انعقاده منتصف فيفري بالرباط، لتنتهي اللقاءات باجتماع 5+5 يوم 20 فيفري بنابولي بايطاليا والذي سيكون فرصة لمدلسي من أجل لقاء نظرائه المغاربة.
وتأتي هذه الزيارات واللقاءات في الوقت الذي يسعى فيه اتحاد المغرب العربي إلى الإقلاع مرة أخرى، بعد الاضطرابات التي وقعت بالمنطقة عقب الربيع العربي الذي شهدته كل من تونس وليبيا وبحدة أقل المغرب، الذي عرف مؤخرا تغييرات كبيرة.
وقال مصدر دبلوماسي جزائري "إن الدبلوماسية الجزائرية تركز كثيرا على انتعاش وإعادة بناء الاتحاد المغاربي". ويمكن أيضا أن تفسر زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى تونس يوم 14 جانفي الماضي في الذكرى السنوية الأولى للثورة التونسية في هذا الإطار، فرغم أن الجزائر لم يمسها الربيع العربي إلا أنها تريد أن تكون جزء من المغرب الديمقراطي الجديد.