مصادر لا تستبعد احتمال تأجيل الانتخابات في القاهرةوالإسكندرية فقط سارعت وزارة الداخلية المصرية إلى توجيه اعتذار رسمي إلى عائلة الشاب الذي قضى، أمس، خلال المظاهرات التي قادها شباب من ميدان التحرير باتجاه مبنى مجلس الوزراء المصري وسط العاصمة القاهرة، وذلك لمنع رئيس الوزراء المصري الجديد المكلف كمال الجنزولي من دخول مكتبه. ولا تزال الاشتباكات مستمرة في الشوارع الجانبية المؤيدة إلى ميدان التحرير الذي بات محرك المشهد السياسي والأمني لمصر قبل ثلاثة أيام فقط من إجراء أول انتخابات برلمانية مصرية بعد سقوط نظام مبارك. يواصل شباب ميدان التحرير اعتصامهم لليوم السابع بعد مقتل ما لا يقل عن 35 شابا مصريا على يد قوات الأمن المصرية وبطريقة وصفتها منظمات حقوق الإنسان الدولية بأنها غير إنسانية، رغم جهود المجلس العسكري المصري لوضع حد لحالة الغليان الشعبي التي باتت تهدد انتخابات البرلمان المصري المزمع عقدها يوم الاثنين القادم، وسط تحديات كبرى سيما منها الأمنية. وشدد المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد في مصر على ضرورة إجراء الانتخابات وعدم الالتفات إلى حالة ”الفوضى” التي تعيش المحافظات المصرية التسع التي ستجرى فيها الانتخابات. ويصارع رئيس الوزراء المصري الجديد المعين من طرف المجلس العسكري لتشكيل حكومة وطنية، والتقى الجنزوري سبعة من شباب الثورة الذين قدموا لهم تصورهم عن الوزارة الجديدة، غير أن المتواجدين في ميدان التحرير أعلنوا رفضهم لجميع الجهود التي يقوم بها الجنزولي واصفينه بأنه ينتمي إلى النظام السابق خصوصا وأنه شغل مناصب هامة في عهد مبارك منها منصب رئيس الوزراء قبل نحو 11 سنة. وعلقت صحيفة الديلي تليغراف الأمريكية، في عددها الصادر أمس، على بيان البيت الأبيض الذي يحث فيه المجلس العسكري على سرعة تسليم السلطة لحكومة مدنية، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية ألقت بثقلها على المحتجين بعد أيام من اتخاذها مسارا حذرا بين المتظاهرين وحلفائهم من جنرالات المجلس. وقالت الصحيفة إنه في بيان تم إعداده خصيصا ليصل للمتظاهرين في ميدان التحرير، طالب البيت الأبيض القادة العسكريين بضرورة نقل السلطة إلى إدارة مدنية ديمقراطية جديدة. جدير بالذكر، أنه وبعد إعلان المجلس العسكري تكليف الدكتور كمال الجنزوري بتشكيل حكومة انتقالية جديدة خلفاً لحكومة الدكتور عصام شرف التي أسقطها الثوار، لا تزال أصوات ميدان التحرير تتعالى برفض قرارت المجلس العسكرى منددين بعدم شرعيته، ومطالبينه بالرحيل وتشكيل مجلس رئاسى مدنى وليس حكومة إنقاذ وطنى حتى لاتُختزل في شخص واحد. أنباء عن التأجيل في القاهرةوالإسكندرية والعفو الدولية تتقصى الأوضاع أعلنت منظمة العفو الدولية أن فريقا لتقصي الحقائق تابعا للمنظمة موجود حاليا في مصر لتقصي أوضاع حقوق الإنسان خلال المظاهرات التي تشهدها القاهرةوالإسكندرية وأماكن أخرى. وذكر بيان صادر عن منظمة العفو الدولية أن المنظمة تزمع كذلك مراقبة أوضاع حقوق الإنسان خلال الانتخابات المقرر أن تبدأ في مصر بعد غد الاثنين، مشيرا إلى أن المنظمة نشرت تقريرا عن حقوق الإنسان في مصر. ويضم وفد منظمة العفو الدولية الموجود في مصر حاليا كلا من سعيد حدادي مسؤول الأبحاث الخاصة بمصر وكاتي ألين مديرة المنظمة في لندن وإينا تين مدير الاتصالات في المنظمة بالنرويج ومحمد لطفي الباحث في شئون مصر بمنظمة العفو. وتأتي هذه التحركات الدولية وسط حديث بعض المصادر الإعلامية عن احتمال تأجيل موعد إجراء الانتخابات في اثنتين من أهم المحافظات المصرية وهي العاصمة القاهرة ومدينة الإسكندرية، وذلك بسبب تأزم الأوضاع الأمنية فيهما مع ارتفاع موجات الاحتجاجات المطالبة برحيل المجلس العسكري. وهو ما بات يشكل صعوبة على تنظيم الانتخابات في أجواء جيدة، بينما استبعدت المصادر أن يتم تأجيل موعد الانتخابات في باقي المحافظات المصرية التي يبلغ عددها 7 محافظات.