استفحال ظاهرة الاستيلاء على المساكن الوظيفية ستة فيلات وظيفية بالحي الإداري بابن سليمان محتلة ومسؤولون جدد يرغمون على الكراء والتنقل ابن سليمان بوشعيب حمراوي استفحلت ظاهرة الاستحواذ على المنازل الوظيفية بشكل كبير في السنوات الأخيرة داخل تراب إقليم ابن سليمان، وخصوصا داخل أوساط موظفي الداخلية وبلدية ابن سليمان، حيث لازالت منازل محتلة من طرف موظفين سابقين بالبلدية، كما أن رجال السلطة الذين تم تعيينهم حديثا يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على سكن وظيفي يضمنه لهم القانون. فإلى حدود كتابة هذه السطور لازالت ستة فيلات بالحي الإداري محتلة. بعضها يستغل لقضاء العطل وبعضها لممارسة الفساد. ويتعلق الأمر بالفيلا رقم واحد التي يحتلها رئيس قسم الشؤون الداخلية السابق الذي تقاعد عن العمل ويقطن حاليا بمدينة فاس، والفيلا رقم اثنان التي لازالت محتلة من طرف رجل سلطة سابق متقاعد، والفيلا رقم ثلاثة التي لازالت في عهدة الكاتب العام السابق لبلدية ابن سليمان، والذي تقاعد بدوره، والفيلا رقم أربعة التي لازال يحتلها رئيس دائرة سابق محال على التقاعد، والفيلا رقم خمسة التي لازلت مستغلة من طرف مدير الديوان السابق بالعمالة والذي تقاعد، والفيلا رقم ستة التي لازالت في عهدة خليفة قائد سابق متقاعد. كما أن مسؤول بالعمالة يحتل منزل وظيفي بعمارة الاحباس غير مستغلة، وأخرى بمدينة بوزنيقة، فيما يستغل سيارة الدولة وببنزينها للتنقل يوميا من مقر عمله بالعمالة، إلى مقر سكنه بمدينة الرباط. هذا في الوقت الذي تعذر فيه على مجموعة من الموظفين الجدد حصولهم على مساكن وظيفية. كما هو الحال بالنسبة لرئيس دائرة ابن سليمان الذي اكترت له وزارة الداخلية منزلا. وأكدت مصادرنا انه بالرغم من أن تلك المنازل غير قابلة للتفويت وبالرغم من مجهودات عبد المجيد العلالي عامل الإقليم من أجل حل هذا المشكل الموروث، بما فيها اللجوء إلى المساطر القضائية الكفيلة بردع هذه الفئة من المتجاوزين للقانون، إلا أنهم يرفضون إفراغ تلك المنازل. وأكدت مصادرنا أن قائدي المقاطعتين الحضريتين الأولى والثانية ورئيس قسم الشؤون الداخلية عانيا الأمرين قبل تمكينهما من سكنين وظيفيين متدهورين، غير مرتبطين بشبكة التطهير السائل. وأضافت أن رئيس قسم الشؤون الداخلية السابق والذي أحيل على التقاعد، لازال يحتل السكن الوظيفي، وأن قريب له يقيم بالمنزل حاليا، في الوقت الذي ضل فيه رئيس قسم الشؤون الداخلي الحالي بدون سكن، إلى أن تدخل عامل الإقليم ومنحه منزل وظيفي ثاني على شاكلة منزلي القائدين. موضحين أن رئيس قسم الشؤون الداخلية وجد المنزل الوظيفي مخرب الأبواب والغرف والمطبخ، وأن القائد السابق الذي أرغم على الإفراغ، قام بتكسير كل محتويات المنزل، واقتلاع كل أجزاءه انتقاما منهم. كما سبق وانتظر باشا المدينة أكثر من سنة ليحصل على سكنه الوظيفي الذي كان محتلا من طرف الباشا السابق والذي عين بمدينة ايفران. وضل طيلة تلك الفترة يقطن بمنزل تابع للجمعية الخيرية الإسلامية. وسبق لرئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بابن سليمان أن طرح إشكالية احتلال مجموعة من المنازل الوظيفية من طرف موظفين أحيلوا منذ سنوات على التقاعد أو انتقلوا للعمل خارج الإقليم. وأكد محمد متلوف رئيس الفرع في تصريح للمساء أن مجموعة من هؤلاء ضمنهم رجال السلطة وموظفون في قطاعات الصحة والتعليم والداخلية... يمتلكون عقارات(منازل وعمارات وفيلات...) قاموا بتأجيرها بسومة كرائية شهرية مهمة، وآخرون أصبحوا يديرون شركات ومقاولات، ولازالوا يستغلون السكن الوظيفي الذي لم تعد تربطهم به أية علاقة، كما أن المنتقلين إلى مدن أخرى استفادوا من السكن الوظيفي بتلك المدن، ومع ذلك ضلوا يحتلون المنازل بالمدينة. وهو ما جعل مجموعة من الموظفين الوافدين الجدد إلى عمالة ابن سليمان يعانون من مصاريف الكراء وفاتورات الماء والكهرباء. وكان الفرع راسل العامل السابق في الموضوع، مطالبا إياه بالتدخل من أجل إفراغ هؤلاء (المحتلين) من المنازل الوظيفية ومنحها لمن يستحقها. ولو اضطر الأمر إلى اللجوء القضاء، بعضهم تتدخل الدولة من أجل توفير منازل وظيفية لهم مقابل سومة كرائية شهرية تخصم من أموال الدولة وهو ما اعتبره الحقوقيون نهبا للمال العام.