على إثر ما جاء في إحدى البرامج من تصريحات تستهين بمؤهلات الشباب المعطل وتحط من كرامته ،حيث نصح منشط البرنامج خريجي الجامعات بالتوجه لطلب قروض من الدولة قصد الاشتغال بمجال "تنظيف المراحيض" لكون هذا المجال يدر دخلا كبيرا على صاحبه حسب زعمه،ويعد من الخدمات الاجتماعية التي تفتقر لها العديد من المدن ،لاقت هذه التصريحات سخطا كبيرا في صفوف خريجي الجامعات ،معتبرين أنه استفزاز على الهواء لفئة المجازين المعطلين الذين يطمحون لإيجاد حل سريع وفعال لمشكلتهم التي دامت سنين حتى صار أهلهم وذويهم يعيرونهم بالشيب : "لقد هرمنا...هرمنا من أجل انتظار هذه الوظيفة ..." وفي ظل الإقصاء المريب والتهميش غير المبررين من لدن جهات رسمية فيما يخص حركات التوظيف المباشر على مدى ما يقارب العقدين،لم يتوانى المجازون المعطلون في الدفاع عن حقهم المشروع في الشغل وفي المعاملة كمواطنين من الدرجة الأولى وليس ك "منظفي مراحيض"كما تفضل منشط البرنامج لإنهاء حالة الفراغ على حد تعبيره المستفز،غير أن مطالب المجازين المعطلين في ظل مطالب حركة 20 فبراير لإسقاط الفساد وتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية تعد مشروعة ،ويجب على المسئولين الإنصات لها وطي صفحة المعاناة عنهم التي دامت سنين جرت عليهم الويلات والنكبات والنكسات : ( لي باع نعناع ولي باع فالجوطية ولي خدم ف téléboutique و...و...ولا حياة لمن تنادي... المجازون المعطلون دافعوا عن حقهم في التوظيف المباشر باستماتة حكومة حكومة ،ووزارة وزارة، ،غير أن السلطات المعنية لم تستجب لمطلبهم في التوظيف المباشر،معتمدة في ذلك على نهج الإقصاء والحيف والتمييز كما جاء في نص الرسالة التي رفعها المجازون المعطلون المتقدمون في السن لجلالة الملك فبراير الماضي... ومع بزوغ فجر حركة شبابية تتبنى إعادة الكرامة شرعتها وتحقيق العدالة الاجتماعية منهاجها، توسم المجازون المعطلون خيرا عل جراحاتهم يمتص رحيقها ربيع الثورة على الفساد ،إلا أن هناك من يحاول الالتفاف على مطلب هذه الفئة المقصية باقتراح بدائل تجعل المجاز المعطل يلعن اليوم الذي قرر فيه ولوج الجامعة، في إشارة منه إلى ضرب مصداقية الجامعة المغربية "سير أصحبي شوفليك شي مرحاض ودير كرسي قدامه، عرفتي تربح لفلوس مخير حسنليك ماتبقى تابع الدولة تخدمك..." " عرفتي أختي واحد مول تيليبوتيك كيقلب على شي بنت تكون قارية يعطيها 500درهم لشهر تبرعي مع راسك، وربما يشوفك شي ولد الناس بغى يتاصل ولا يشري روشارج وهانتي خدامة ومزوجة شكون بحالك..."، بقلب يعتصره الألم يقبل المجاز المعطل بهذه الحلول المهينة والترقيعية علها تغنيه ضعف الحال وفقر المآل،في الوقت الذي يتم فيه التوظيف لأشخاص بطريقة مشبوهة مبنية على المحسوبية والزبونية و"باك صاحبي"و يتم فيه توظيف أصحاب الماستر "دفعة 2010 توظيفا مباشرا ،لازالوا في زهرة شبابهم ،في حين يتم تجاهل مطلب المتقدمين في السن من المجازين المعطلين الذين ناهز سنهم 40 سنة فما فوق بدعوى تنظيم مباريات شفافة ونزيهة، عن أي مباراة يتحدثون؟ " وااااااااعباد الله ،لقد هرمنا...هرمنا "،كما جاء على لسان أحد المجازين المعطلين. وسواء اتفقنا على مدى كفاءة هؤلاء المجازين المعطلين أم لا ؟ واستفسرنا عن مدى استجابة شواهدهم لسوق الشغل أم لا ؟ ،يبقى حقهم في التوظيف المباشر مطلبا مشروعا لايمكن تجاهله بأي شكل من الأشكال، لا سيما ونحن مقبلين على بناء صرح ديمقراطي مجتمعي يعيد للشباب المغربي حقه في الكرامة والعيش الكريم ... مما يدفعني إلى التساؤل :كيف يعقل أن يتم التحضير لإصلاحات دستورية وسياسية في ظل غياب ممنهج لمقاربة اجتماعية تنتشل الشباب المغربي من مستنقع البطالة وشبح العنوسة ،أم أن الأمر لا يعدو بقاء دار لقمان على حالها ؟