بدأت الحرب تستعر في السوق المغربي للتبغ استعدادا لدخول فاعلين دوليين جدد إلى السوق المغربية لتوزيع السجائر. فبعد رفع الاحتكار داخل القطاع منذ يناير 2011 وضعت ثلاث شركات طلباتها لتسويق السجائر في انتظار رد اللجنة المكلفة بالتراخيص التابعة لمديرية المنشآت العامة والخوصصة التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية. وسيسشتد التنافس على استقطاب الزبناء بين الفاعلين الذين سينافسون «ألطاديس المغرب» التي اقتنتها مؤخرا المجموعة البريطانية «أمبريال توباغو»، من خلال عدد من الاستراتيجيات التواصلية بين الفاعلين الجدد لاستقطاب الزبناء. وفي سوق يستهلك خلاله المغاربة 15 مليار سيجارة في السنة، أكد «كميل وزاني» في حديث خص به مجلة «جون أفريك» أن سياسة شركته المسماة «كابيتال فينانس» التي وضعت طلبها لتسويق السجائر بالمغرب منذ مارس 2011 وتنتظر الرخصة، ستركز أساسا على استقطاب الشرائح غير المدخنة حاليا وأيضا شريحة النساء. في هذا الصدد، اعتبر عبد القادر برادة، أستاذ الاقتصادي، أن سياسة تحرير قطاع التبغ كشف عن مجموعات من اختلال تدبير عدد من القطاعات. مشيرا أنه عوض التحرير المطلق للسوق «سقطنا في منطومة الاحتكار، حيث انتقلنا من احتكار الدولة إلى احتكار شركات لايهمها سوى الربح على أنقاض الزبناء». وقال برادة، حتى أن سياسة الأسعار تخضع «لسوء تدبير»، فإذا كانت الحكومة قد وضعت كسعر أدنى لبيع الماركات الجديدة ثمن 25 درهما، فإن إحدى الشركات وضعت لماركتها المصنوعة بالمغرب ثمن 15 درهما، وهو مايكشف حسب برادة، أن هناك «نية لدى الشركات لاستقطاب زبناء آخرين من خارج دائرة المخنين الحاليين». ويستحوذ العملاق العالمي لتوزيع السجائر»أمبريال توباغو»(يحتل المرتبة الثالثة عالميا في إنتاج السجائر و تسويقها) على 70 بالمائة من حجم سوق التبغ بالمغرب، وينتظر أن لاتشكل دخول الفاعلين الجدد (خاصة شركة «كابتال فينانس « والشركة الاسبانية «كوميت») منافسة حقيقية للعملاق المحتكر لسوق التبغ بالمغرب الذي لم يعد من الناحية القانونية الفاعل الوحيد والمحتكر. وكشفت الإحصائيات أن «سياسات شركات توزيع التبغ بالمغرب» ستؤدي إلى مزيد من استقطاب عدد متزايد من زبناء السجائر. من جهة ثانية سجل تقرير سنة 2011 الصادر عن مديرية الجمارك والضرائب المباشرة أن 10 بالمائة كمتوسط سنوي من حجم السجائر المستهلكة في المغرب «تأتي من ظاهرة التهريب». كما كشفت الأرقام أن 23 مليون سيجارة مهربة تم حجزها خلال سنة 2008 فيما ارتفع الرقم المحتجز برسم سنة 2010 إلى مايزيد عن 100 مليون سيجارة. علي الباهي