يبدو أن مظلومية الأساتذة المجازين العاملين بالإبتدائي والإعدادي قد أحرجت حكومة عباس الفاسي في آخر فترة ولايتها .فقد أعربت هذه الفئة عزمها على تصعيد نضالها عشية الدخول المدرسي الجديد مما يؤشر على أن الموسم الدراسي المقبل سوف لن يختلف عن سابقه من حيث تسطير المحطات الإضرابية. ويشار إلى أن الحكومة الحالية التي يرأسها حزب الإستقلال دأبت طيلة ولايتها على تجاهل مطالب الأساتذة المجازين العاملين بالإبتدائي والإعدادي وعلى رأسها مطلب فتح باب الترقي للدرجة الممتازة " خارج السلم" .ويعتبر حرمان هذه الفئة دون سواها من حاملي الإجازة في الوظيفة العمومية من ولوج درجة خارج السلم إقصاء تمييزيا وممنهجا لا يستساغ في دولة الحق والقانون . وبما أن حكومة عباس الفاسي قد تمادت في تجاهل هذا المطلب في ظل صمت وتواطؤ النقابة التابعة لها فإن الأساتذة المجازين المقصيين جورا من حق الترقي إلى الدرجة الممتازة ممتعضون من طريقة تدبير حكومة حزب الإستقلال للشأن العام بالمغرب كما يعتبرون إنجازاتها الإجتماعية التي تتشدق بذكرها غير عادلة وما حرمان الأساتذة المجازين العاملين بالإبتدائي والإعدادي من ولوج الدرجة الممتازة إلا خير مؤشر على ذلك. وإذا كانت بعض التسريبات الصادرة عن جهات محسوبة على حزب الإستقلال قد أفادت بأن حكومة عباس الفاسي قد أدركت مشروعية طلب فئة الأساتذة المجازين فإن التساؤل الذي يطرح هو : هل ستنصف حكومة عباس الفاسي هذه الفئة وتفسح لها المجال لولوج خارج السلم قبل انتهاء ولايتها أم أنها سترحل أم أنها ستلتزم بشعارها القائل " كم أمور قضيناها بتركها " ؟.