اختار رئيس الحكومة عباس الفاسي أن يدافع عن حصيلة ولايته الحكومية، وأوضح أنها كانت إيجابية شملت ميادين كثيرة. رئيس الحكومة قدم بعضا من هذه المنجزات في حوار نشره موقع "مكاسب" الذي أنشأته الحكومة للتعريف بمنجزاتها لماذا اختيار تقديم إنجازات حكومتكم الآن وعبر موقع إلكتروني؟ « واجب المسؤولية يقتضي منا كحكومة ستنتهي ولايتها خلال الأسابيع المقبلة، تقديم الحساب للمواطن في ضوء الالتزامات التي سبق أن تعهدنا بها أمامه كأحزاب للأغلبية أثناء انتخابات 2007، وتضمنها بعد ذلك التصريح الحكومي الذي نال ثقة مجلس النواب. ومن هذه القناعة، كنت قد بادرت بصفتي رئيسا للجهاز التنفيذي إلى تقديم حصيلة منتصف الولاية الحكومية أمام ممثلي الأمة بمجلسي النواب والمستشارين.
واليوم، اخترنا أن نتوجه مباشرة إلى المواطنات والمواطنين، وعبر وسيط تواصلي إلكتروني يحظى بالذيوع والانتشار خاصة في أوساط الشباب، كي نعطي للأداء الحكومي وتدبير الشأن العام قيمته السياسية وعمقه الديمقراطي. المسؤولية لا يمكن إلا أن تتبعها المحاسبة تفعيلا للدستور الجديد الذي ارتضاه جميع المغاربة تعاقدا لحاضرهم ومستقبلهم. »
ما هي المنجزات التي تعتبرون أنها ذات أهمية كبرى بالنسبة إليكم؟ « من الصعب بالنسبة إلي أن أجزئ المكاسب التي تحققت خلال هذه الولاية التشريعية إلى مكاسب ذات أهمية كبرى وأخرى أقل أهمية، لأنها تمثل كلا لا يتجزأ. ويمكن أن نسجل بارتياح نتائج مرضية وملموسة لصالح بلادنا ومواطنينا في العديد من المستويات والمجالات، فيما يتعلق بملف وحدتنا الترابية على الصعيد الأممي والدولي، وما يهم خاصة الحياة اليومية وظروف عيش المواطن، من خلال دعم القدرة الشرائية وتوظيف حاملي الشهادات وتوسيع الحماية الاجتماعية وتطوير التجهيزات التحتية...إلخ. ويمكن الوقوف على أهم المكاسب والمنجزات التي تم تحقيقها على مدى الأربع سنوات الأخيرة، بنقط قوتها ونواقصها، من خلال الولوج إلى باقي نوافذ وأبواب هذا الموقع الإلكتروني.
وهي مكاسب ما كانت لتتحقق لولا الإرادة الملكية المتبصرة، والحرص على التضامن الحكومي، والتفاعل الإيجابي مع البرلمان أغلبية ومعارضة، وروح المواطنة العالية للفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والمجتمع المدني ومختلف القوى الحية، رغم الأزمة العالمية التي لا زالت تلقي بتداعياتها على بلادنا، وهناك التحديات المطردة للتنمية البشرية التي تستلزم منا مضاعفة التعبئة والجهود".
ما الرسائل التي ينبغي في نظركم استخلاصها من هذه المكاسب والمؤشرات الإيجابية المسجلة خلال ولايتكم الحكومية؟ « ومن المؤكد أن الأمر لا يتعلق هنا بالانتشاء بالمنجزات، أو الاكتفاء باستعراض الحصيلة، ولكنني أعتبرها مؤشرا على لحظة سياسية دالة ومؤسِّسة في مسار بلادنا، انطلقت بترسيخ المنهجية الديمقراطية من طرف جلالة الملك عقب الاستحقاق الانتخابي سنة 2007، وتوجت باستكمال بنائنا المؤسساتي والدستوري القائم على الخيار الديمقراطي والجهوية المتقدمة، وجعل خدمة المواطن هدفا أسمى وأولى أولويات تدبير الشأن العام.
وهذا يؤكد أنه عندما تجتمع الإرادة والتعبئة، تكون هناك فعالية ونتائج إيجابية. وبنفس الإرادية والتعبئة، نحن مدعوون كمواطنات ومواطنين إلى مواصلة أوراش البناء والإصلاح التي فتحها الدستور الجديد وخلق أجواء الثقة والاستقرار والتفاؤل نحو المستقبل، وتوفير مشاريع النجاح أمام شبابنا وفرص الارتقاء والحياة الكريمة للجميع".