قال ناشطون حقوقيون إن عدد من قتل برصاص الجيش في حماة منذ الاثنين الماضي ارتفع إلى 22، وتحدثوا عن مئات اعتقلوا في عموم سوريا، في وقت طلبت فيه منظمة العفو الدولية تحويل ملف هذا البلد إلى المحكمة الجنائية الدولية، وتظاهر لاجئون سوريون في تركيا احتجاجاً على ما وصفوه بالمعاملة السيئة. وقال عمار القربي رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان ومقرها القاهرة إنه إضافة إلى القتلى سقط أيضا في حماة أكثر من 80 جريحاً، وتحدث عن مداهمة لمستشفى الحوراني، وهو أحد مسشتفييْن نقل إليهما الجرحى، وعن أعداد كبيرة من السكان نزحت إلى مدينتيْ السلمية ودمشق. وحسب رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، تجند السكان دفاعا عن المدينة التي يسكنها أكثر من 650 ألف شخص، وظلت حتى الاثنين الماضي في منأى عن العمليات الأمنية الكبيرة، أي منذ الثالث من حزيران / يونيو حين قتل فيها 48 شخصاً على يد الأمن. واستعمل بعض سكان حماة صناديق القمامة والإطارات المحترقة والأخشاب والحديد لمَتْرسة مداخل الأحياء السكنية منعًا لاقتحامها. وركزت هجمات الجيش على حييْن يقعان إلى الشمال من نهر العاصي الذي يقسم المدينة قسمين. ووصف الناشط نور الدين أبو أيوب في اتصال مع قناة "الجزيرة" من حماة الوضع بأنه هادئ نسبياً عصر اليوم، وقال إن الدبابات لم تدخل بعد مركز المدينة، التي أُعيدت إلى بعض أحيائها الكهرباء بعد مفاوضات بين الجيش والسكان على إزالة المتاريس. ويتحدث الجيش عن عصابات مسلحة يواجهها في حماة، قتلت حسبما قال لوكالة الأنباء السورية مسؤولاً أمنيًا وجرحت 13 جندياً. اعتقال 500 شخص
ويتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن 500 شخص اعتقلوا الأيام القليلة الماضية في عموم سوريا، بينهم أحمد طعمة أمين سر الأمانة العامة لإعلان دمشق الذي أوقف في عيادته في دير الزور. وبين المعتقلين أيضاً الناشطة بيسان حامد الجاسم، والمدون والصحفي عمر الأسعد والناشط أدهم القاق والمحامي مصعب باريش. وطالبت منظمة العفو مجلس الأمن بإحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية بعد أن وثقت ما اعتبرته جرائم ضد الإنسانية ارتكبها النظام في تلكلخ في أيار / مايو الماضي. وقد قُتل في الاحتجاجات منذ آذار / مارس الماضي أكثر من 1300 مدني حسب أرقام الناشطين، ونزح آلافٌ إلى الدول المجاورة خاصة تركيا، التي أعلنت مع ذلك أنها سجلت مؤخراً ارتفاعاً في أعداد العائدين إلى بلادهم، بينهم 267 غادروها أول أمس. وحسب الوكالة التركية لإدارة الأوضاع الطارئة، لا يزال 9678 لاجئا يقيمون في مخيمات الهلال الأحمر التركي في محافظة هاتاي. ويتراجع عدد الفارين بسبب الرقابة السورية على الحدود، أو ضمانات تلقاها بعض اللاجئين من سلطات بلادهم، كما أفاده دبلوماسي تركي. وقال مراسل الجزيرة عمر خشرم إن بعض اللاجئين في تركيا يشتكون ما وصفوه بسوء معاملة رجال الأمن وقلة الاهتمام، مما دفع مائة منهم إلى مغادرة مخيم كبير في أنطاكيا، والعودة إلى بلادهم. وتظاهر بعض اللاجئين في مخيم يايلا داغي، وقالوا إن السلطات التركية تضيّق عليهم وتحظر عليهم الخروج أو التواصل مع عائلاتهم في مخيمات أخرى، وتمنع الإعلام من تصويرهم والتحدث إليهم، ودعوا الأممالمتحدة إلى الإشراف على رعايتهم. وفي الأردن أعلن مركز حقوقي أمس أن 150 سوريا لجؤوا إلى منطقة المفرق بشمال شرق المملكة، وأنهم يعيشون في ظروف صعبة.