أول أغنية سيغنيها العربي باطما في مسيرته الفنية كانت لمغنية إسمها "هيبة " الطفل الذي أعجب بالأغنية و حفظها عن ظهر قلب قام بتأديتها في قسمه بالمدرسة , وحصل على أول تصفيقات إعجاب في حياته. باطما الذي كبر بين الحي المحمدي و بين البادية, بسبب الشجارات بين والديه, وجد في الغناء طريقة للتعبير عن ذاته. الطفل سيعيش ظروفا قاسية في أحياء الصفيح بالحي, قبل أن تنتقل عائلته إلى منزل إسمنتي. كان يمر كثيرا, رفقة أمه, من أمام سينما " شريف" التي سحرته, لكنه لن يتمكن من الدخول إليها. السينما سترافق مسار العربي باطما, حين عمل مساعدا لحارس دراجات, أمام سينما السعادة بالحي المحمدي و كان أجره 25 ريالا. هناك تعلم الحياة, كما يقول في سيرته الذاتية "الرحيل" : "تعلمنا أمامها الكثير من التجارب, الدفاع عن النفس و البحث عن الرزق بكل الوسائل". هذه الفترة عرفت الكثير من التحولات في حياته. كانت بداية تعرفه على المسرح و الموسيقى بدار الشباب, و هروبه في الوقت نفسه من الثانوية التى كان يدرس بها, ليضطر للعمل في الكثير من المعامل و الو رشات بالحي المحمدي كقصاب, أو في معمل أحذية. الشاب بالمقابل سيخرج بالكثير من القصص و التجارب, و سيتعرف على نمادج مختلفة من التراث الشفهي المغربي داخل بيت الأسرة, و من ساكني الحي, لينخرط في تجربة المسرح من الطيب الصديقي. أداؤه المميز سيجعل بوجميع يدعوه إلى تأسيس فرقة "ناس الغيوان". العربي سيظل وفيا لتربيته, و لحيه من خلال مشاهد ستبرز بشكل كبير في فيلم "الحال" لمحمد المعنوني, الذي يظهر العلاقة الاستثناية للمغني, مع أبناء الحي المحمدي. http://www.casa-news.com