لعل المتتبع لاحتجاجات حركة 20 فبراير تنتابه ملاحظة مهمة جدا هو أن أتباع هذه الحركة لا يحملون العلم الوطني لأنهم بكل بساطة يكرهونه ويعتبرونه لا تمثل الهوية المغربية وتعود خلفياته وضعه وإنشائه للفترة استعمارية –لا يسع المجال هنا للحديث عن هذا - ، بل وصل بهم الأمر إلى منع كل شخص يقوم بحمله وهناك حوادث كثيرة في هذا السياق . وفي المقايل ترفع بكثرة وبشكل واضح الأعلام الأمازيغية الملونة والرايات السوداء لحركة 20 فبراير . ولكن مباشرة بعد الفرحة العارمة والكبيرة التي تلت فوز المنتخب المغربي على الجزائري والتي رفعت فيها الأعلام الوطنية بشكل كبير في مختلف أرجاء المملكة، انتبه أعضاء حركة 20 فبراير لهذا، حيث رأوا كيف خفق العلم الوطني عاليا وكيف خرجت الجماهير المغربية بشكل عفوي تحمل الأعلام الوطنية وجابت بها كل شوارع مدن المملكة . ولأجل هذا غيرت الحركة من استراتيجياتها في المسيرتين الأخيرتين ( 5 و 12 يونيو ) وأصبحت تحمل العلم الوطني (مصلحة فقط بالنسبة لأغلب أعضاء الحركة ) من أجل جلب التعاطف الشعبي الذي فشلت فيه سابقا، وحتى تستغل اللحظة وكذلك من اجل إبعاد الشبه التي أصبحت تثار حولها . وهنا يحق لكل مهتم بالحراك الشعبي بالمغرب أن يطرح عدة أسئلة لعل من بين أهمها : - فهل رفع العلم الوطني في المسيرات الأخيرة لحركة 20 فبراير يمثل بداية تراجع الحركة عن أفكارها وثوابتها مما يؤشر على بداية فشلها؟ - أم انه فقط تصرف مصلحي (براكماتي ) ومن أجل الكذب على الناس وكسب تعاطفهم ؟ - أم أن هذا التصحيح نابع من حسن نية على اعتبار أن الكل يخطئ وخير الخطاءين التوابين وخاصة وان الحركة من نسبة مهمة من الشباب لا خبرة لهم بالنضال السياسي ؟
- هل التيارات السياسية المكونة لحركة 20 فبراير هي التي كانت تقف وراء منع رفع العلم الوطني في الأشهر الأولى من الاحتجاج ؟