وتشير التوقعات إلى أن هذا الجزء المرشح لإطلاق ثلاثية جديدة من هذه السلسلة، قد يصبح أحد أفضل أفلام الأبطال الخارقين طوال موسم الصيف الحالي. قام بإخراج الجزء الأخير من سلسلة الرجال إكس الدرجة الأولى والمعروف تجاريا ب"الجيل الأول" أو "X-Men First Class"، الإنجليزي ماتيو فاجين (Mattew Vaughn)، حيث تعود الأحداث إلى ما وراء بدايات القصة عندما بدأ ظهور أوائل البشر المتحولين في العالم، قبل اكتشاف البروفيسير شارليز خافيير الملقب ب"دكتور إكس"، ويلعب دوره النجم جيمس ماكفوي (James McAvoy)، قدراته الخاصة، وتحول إيريك لنشير (مايكل فيشبندر)، إلى ماجنيتو (Magneto) عدوه اللدود وحول هذه العلاقة بين الصديقين اللدودين في الفيلم يؤكد النجم الإسكتلندي ماكفوي أن هذه العلاقة أشبه بقصص الحب على غرار "باتش كاسيدي أند ذي صندانس" أو (Butch Cassidy and the Sundance)، موضحا أنه "لأول مرة يلتقيان بشخص يماثلهما، شخص يفهمهما ويربط بينهما وقادر على تحفيزهما، فشارليز يعبر عن انبهاره بإيريك وقدراته ، أما بالنسبة لإيريك فشارليز هو الإنسان الوحيد الذي يستطيع الوثوق به فعليا ليكشف له عن ماضيه والتجربة المروعة التي عاناها". تدور الأحداث عام 1962 ، تزامنا مع أزمة الصواريخ الكوبية المعروفة تاريخيا باسم "أزمة خليج الخنازير". ويحاول الفيلم نسج علاقة متوازية بين الحدث التاريخي السياسي، الذي كاد ينذر بحرب نووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، والأحداث الخيالية للقصة، وكذلك حركة الحقوق الاجتماعية. وعلى غرار الأجزاء السابقة من السلسلة، لا يتطلب الجزء الجديد، أن يكون المشاهد ملما بأحداث الأجزاء السابقة، بالإضافة إلى تضمنه مؤثرات خاصة جديدة لا تتوقف عن إبهار المشاهد بعمليات التحول التي يتعرض لها الرجال إكس. جدير بالذكر أن الرجال اكس مقتبسة من سلسلة القصص المصورة الشهيرة والتي حملت اسم القصص نفسها وظهرت بالولايات المتحدةالأمريكية عام 1963 و هم مجموعة من الشخصيات الخارقة للمألوف، يجمعون بين السخرية ومعارضة المجتمع، كما يجتذبون التعاطف عند محاربتهم للأشرار الذين يقتحمون عالمهم، أو عند مواجهتهم لمبدأ الثقة في النفس، أو لمشكلات الحب. و في حين كان الرجال اكس ذوو القدرات الخارقة الأشرار في الجزء الأول يصارعون الخير، فهم يلتحمون في الجزء الثاني دفاعاً عن وجودهم ويحاربون العالم العسكري الشرير ويليام ستريكر ( برين كوكس ) الذي يتلخص هدفه في الحياة في رغبته أن يجعل العالم أفضل حالاً بعد القضاء على أولئك الخارقين. ظهر الجزء الأول عام 2000 وظهر الجزء الثاني بعد ثلاث سنوات، وكان الجزء الثالث عام 2006 واشترك فيها نجوم مثل هيو جاكمان وهال بيري، ولكنهم يغيبون عن الجزء الأخير، لعب أدوار ماجنيتو في الأجزاء السابقة النجم ايان ماكلين، أما دور البروفيسور فكان من نصيب باتريك ستيوارت. الجزء الجديد من المتحولون أو الرجال إكس، من إنتاج شركة فوكس للقرن العشرين "20th FOX"، ويسعى لأن يكون المقدمة لثلاثية جديدة، بدءا من علاقة الصداقة بين البروفيسير إكس، وماجنيتو، اللذان كانا يعملان معا مع فريق من المتحولين من أجل إنقاذ العالم من كارثة نووية محققة. وأثناء هذه العملية تبدأ جذور الشقاق في النمو بين الصديقين وهو ما يتمخض عن فكرة نشوب صراع لا يتوقف بين جماعة (ماجنيتو) وجماعة (البروفيسير إكس)، في البداية يطرح تصور مفاده أن إيريك (فيشبندر) هو شرير العمل ولكن بعد ذلك يتضح أن الشرير هو سباستيان شو (كيفن باكون)، زعيم جماعة سرية تطلق على نفسها اسم (نادي النار) أو "Fire Club"، والتي تسعى للسيطرة على العالم، وهو هاجس قديم، وموضوع مكرر سواء في أفلام جيمس بوند، أو معظم أفلام الأبطال الخارقين، مثل سبايدر مان أو سوبر مان. يضم فريق العمل بالإضافة إلى ماكفوي وفيشبندر، كلا من كيفن باكون وجنيفر لورانس مع حضور قوي للنجمة جينيواري جونز المرشحة لتكون حسناء الفيلم. يشار إلى أن الأجزاء الثلاثة من سلسلة أفلام الرجال إكس حققت إيرادات بلغت مليار ونصف المليار دولار في حين تكلفت ميزانية قدرها 545 مليون دولار وهو ما يشير إلى مدى النجاح الجماهيري الذي حققته هذه النوعية من الأفلام. وتدل المقالات النقدية الأولى التي ظهرت بعد مشاهدة الصحفيين للعرض الخاص للفيلم، على مؤشرات إيجابية، وذلك بالرغم من العثرات الأولى التي تعرض لها الفيلم في بداية مشواره حيث اضطرت الشركة المنتجة لتغيير المخرج برايان سنجر والاستعانة بفاجين، نظرا لارتباطه بمشروع فني آخر هو "جاك العملاق القاتل"، (Jack the Giant Killer)، كما انسحب أيضا عدد من الممثلين من العمل بعد بدء التصوير، لأسباب مختلفة مثل كالب لا ندري جونز الذي يقوم بدور بانشي الفتى العجيب الذي يصدر موجات صوتية مدمرة. وفي الوقت نفسه يتفق النقاد على أن الجزء الأخير من الرجال إكس يتوافق موضوعيا مع الأجزاء السابقة، مع الأخذ في الاعتبار البصمة الخاصة التي تركها المخرج فاجين على العمل.