توصل موقع "هبة بريس" بشكاية من مواطنين شاءت الأقدار أن يزوروا مستشفى " موريزكو" بالدار البيضاء ، قصد زيارة أقاربهم المرضى ، بل من بين هؤلاء المواطنين مرضى يشتكون من المعاملة القاسية لرجال الأمن الخاص . فالمستشفى كما يعلم الجميع له بابان أحدهما في الشرق والآخر في الغرب ، وبينهما مسافة تقارب الساعة من الزمن مشيا على الأقدام ، ومع ذلك فإن الأمن الخاص يمنع الدخول من أحد البابين ، ليضطر الزائر ، مريضا كان أو معافى لقطع مسافة طويلة ليلج المستشفى . وأثناء هذه المسافة تضيع الزيارة على المواطن ، لأن وقتها محدود والمسافة المذكورة كفيلة بتضييع وقت الزيارة ، وما يقض مضجع المواطنين كون الباب يفتح في وجه البعض دون الآخر ، فالمحظوظون الذين يدهنون السير يسيرون ولا توصد الأبواب في وجوههم ، لكن المواطن المقهور الذي تكلفه القفة جزءا غير يسير من راتبه الضعيف هم الضحية . والمصيبة أن الباب الممنوع هو الذي يجاور أهم المرافق الحيوية والأجنحة التي يحج إليها الزوار بكثافة ، عكس الباب الآخر الذي وإن تكبد المواطن عناء قطع المسافة الفاصلة بينه وبين الممنوع ، فإنه يجد نفسه مرغما ليقطع مسافة مماثلة ليقضي أغراضه داخل المستشفى ، وتلك حكاية أخرى تستحق أكثر من مقال . قد يتسبب هذا الفعل اللاقانوني في ثورة إن آجلا أو عاجلا ، لأن أي مواطن لا يقبل أن يطبق عليه هذا الظلم ، خاصة وأنه في وقت الزيارة تحج للمستشفى عائلات مجتمعة ، ولو رضخت إحداها لهذا الأمر ، فلا أظن أن البقية ستتبع نفس المنوال ، إن المثل العربي يقول " ما كل مرة تسلم الجرة" . لماذا تصر مصالح ياسمينة بادو على تطبيق هذا "القانون" في الوقت الذي يدعو فيه العهد الجديد إلى تقريب الإدارة من المواطن ، ماذا ستخسر لو فتحت ذلك الباب أيضا في وجه الجميع ، أو على الأقل إنشاء أبواب أخرى قريبة من بعضها حتى لا تؤخر المواطن عن قضاء مصالحه . لقد حكى لي مواطن كيف أن أحد رجال الأمن الخاص للمستشفى حرمه من دخول المستشفى علما أنه يريد فقط أداء صلاة العصر في مسجد المستشفى ، وبعدما قطع كل تلك المسافة الفاصلة بين البابين وبعدما فاته وقت الصلاة فوجئ بمواطنين آخرين يدخلون بشكل عادي إلا عجوزا كان رجل الأمن في ملاسنة معها وبعدما رفضت أمره بالدخول من الباب الآخر قال لها بالحرف "ملي كاتشرفو، كاتهترو" . أبمثل هكذا معاملة تريد ياسمينتنا الضاحكة تحسين مردودية مستشفياتها و خدمة المواطنين الذين فرضت عليهم كل الخدمات بالمقابل ، أهذه هي سياسة تقريب الإدارة من المواطن ؟ إنها لعمري لسياسة تقريب "اللي ضارة من المواطن" . حذار يا ياسمينة إن شعب اليوم ليس كشعب الأمس ، الدولة أصبحت تسمح للباعة المتجولين بحرية البيع تفاديا لأي ثورة محتملة ، ومصالح وزارتك تراكم الخروقات تلو الأخرى ، وكلنا يعلم الحالة التي يكون عليها الزائر للمستشفى لزيارة قريب له بأخطر مستشفى بالمغرب "موريزكو" والذي لا تلجه إلا الحالات المستعصية من أغلب المدن المغربية . إن المواطن يحقد يوما عن يوم على مرؤوسيك ، وهذا الحقد قد يحوله لثور هائج يأتي على الأخضر واليابس ، والبلد كما تعلمين في حالة غليان ، ولا ينقصه مثل تصابي بعض موظفيك ، فلا أظنك تجهلين قصة الثائر الذي حمل سيفا وهاجم أحد مستشفياتك . حذار ثم حذار يا ياسمينة ، لقد بلغ السيل الزبى ، والمواطن "على سبة" ، وأنت ومرؤوسوك "تشعلونه" بهذه الأفعال التي لن تكلفكم أي خسارات لو تجنبتموها ، بل وستجعلكم في منأى عن مشاكل أنتم في غنى عنها ، كفى يا ياسمينة افتحي أبواب مستشفياتك قبل أن يقع الفاس في الرأس. حسن الخباز