كشفت مصادر من داخل مصلحة الحرائق والمتفجرات بمختبر الشرطة العلمية بالدار البيضاء، أن تحليل المتفجرات التي نفذ بها عادل العثماني عملية تفجير مقهى اركانة في 28 من ابريل الماضي، كلف 20 ساعة من العمل المتواصل. إذ قام فريق متكامل وبمساعدة خبراء فرنسيين من تحليل وتحديد طبيعة المواد التي دخلت في تركيبة العبوتين الناسفتين. قامت عناصر الشرطة القضائية بأمن أسفي بتسليم عنصر جديد ضمن شبكة عادل العثماني، مفجر مقهى أركانة، إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء، وذلك لتعميق البحث معه. ويتعلق الأمر ب"محمد رضا" الذي اعتقل يوم الجمعة في أسفي للاشتباه في علاقته بالعثماني.
وكشفت بعض المصادر أن "محمد رضا" كان يعقد اجتماعات في أحد المنازل بحي لعريصة، ويلقي دروسا في الدين والجهاد بالرغم من أن مستواه التعليمي والثقافي محدود ، وتشتبه الشرطة في كون "رضا" كان مكلفا باستقطاب الأشخاص إلى خلية العثماني.
وينتظر أن تحيل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على الوكيل العام بالرباط، خلال الأيام المقبلة، المتهم الرئيس واثنين من شركائه، للشروع بعد ذلك في محاكمتهم في إطار قانون الإرهاب بمحكمة سلا المتخصصة في القضايا الإرهابية. والعبوتان، عبارة عن مسامير وشظايا حديدية وقطع من الثوب، بالإضافة إلى نترات الامونيوم، يباع بصفة عادية للفلاحين، بالإضافة إلى مواد أخرى،هي عبارة عن متفجرات طبيعية، قام العثماني بمزجها واختبارها في غابة قرب أسفي، ليقوم بعد ذلك بتنفيذ مخططه الإرهابي في ساحة الفنا بمراكش.
وكشفت المصادر ذاتها، أن فريق الشرطة العلمية، استبعد منذ البداية فرضية الانتحار، لتنطلق الأبحاث في مسرح الجريمة، حيث عثر على شظايا المسامير، بالإضافة إلى أجزاء من الهاتف النقال المستعمل في عملية التفجير عن بعد. وهي المرة الأولى التي يتم فيها القيام بعمل إرهابي عن طريق التفجير عن بعد.
وذكرت المصادر نفسها، أن الخبرة التي راكمتها الشرطة العلمية في تفجيرات 16 ماي 2003 وتفجيرات 2007 ، مكنت هذه الأخيرة من التوصل إلى تحديد أنواع المتفجرات في ظرف 20 ساعة وهو ما اعتبرته المصادر ذاتها إنجازا مهما.