يوما تلو الأخر تخرج مدينة دبيالإماراتية على سكانها وزائريها بابتكار فريد يكرس موقعها كمدينة مثلى للتجارة والتسوق في الشرق الأوسط فقبل أغوام قليلة افتتحت اكبر مركز تجاري في العالم، واسمته "دبي مول" وحتى تجذب المتسوقين إليه، أقامت فيه أكبر حوض سمك في العالم (دبي أكواريوم) وزودته بعشرات الأنواع من الأسماك الغريبة والمفترسة والمبهجة، وتم تسجيله في موسوعة جينس للأرقام القياسية. وبعدها بأشهر قليلة، افتتحت مركز تسوق في جزيرة النخلة الصناعية التي صنعتها دبي في مياه الخليج، واطلق على المركز اسم "اتلانتس" والتسوق فيه يتم تحت مياه البحر. ومن يتجول في دبي أيضا، يمكنه أن يتسوق في "مول الإمارات" الذي يضم مدينة ثلجية اسمها (سكي دبي)، هي الأولى في الخليج، ومنطقة الشرق الأوسط، وبسببها يشعر المتسوق خلال أشهر الصيف الحارة، أنه في تلال أوروبا الثلجية، إذ تنخفض درجة الحرارة فيها إلي 40 درجة تحت الصفر. ولم تكتف دبي بهذه المشروعات الفريدة لجذب راغبي التسوق من مختلف أنحاء العالم، بل أطلقت قبل أسأبيع قليلة سوقا، هو الأول من نوعه في الإمارات والخليج ومنطقة الشرق الأوسط، أسمته السوق الليلي. وهذا السوق لا يفتح أبوابه إلا في المساء، ويستمر في استقبال زواره حتى قرب شروق الشمس. وربما يكون هذا السوق، هو الوحيد في المنطقة الذي تسمع فيه أذان الفجر، أثناء عمليات الشراء والبيع وعندما يحل منتصف الليل، وهو الوقت الذي تغلق فيه الأسواق والمراكز التجارية أبوابها، يكون هذا السوق في ذروته، جاذبا لعشاق السهر والليل. ورغم الوقت المتأخر، تجد أمام محال هذا السوق، الكبار والصغار، والمتسوقات من مختلف الأعمار والفئات، وتتعالى أحاديث السمر في المقاهي المنتشرة فيه، وكأنك في وقت الظهيرة ،يحدث هذا على بعد خطوات من شوارع المدينة التي تغط في النوم العميق استعدادا ليوم جديد. في هذا السوق الذي لا يعرف النوم، تجد من يبيع الحلي والأقراط والأكسسوارات النسائية الحاملة للأحجار الكريمة والمعادن من الفيروز والصدف والفضة، والى جانبه من يعرض الفاكهة الأسيوية ويقطعها بإشكال فنية وكانها لوحات فنية من الجوافة والأناناسوالمانجو والكيوي. وفيه تجد الأطفال يلتفون حول عربة الذرة ، ومتاجر الحلوى الشرقية المزينة بالمكسرات والحلويات النابلسية والشامية. وهذا السوق هو الوحيد الذي يجعلك تستمتع بمشهد شروق الشمس، وانت جالس على احد مقاهيه أو مطاعمه، ويجمع في الوقت نفسه العديد من الأسر العربية والأوربية والأسيوية في تجربة تسوق قرب الفجر. ويتيح السوق الليلي لزواره شراء بضائع قادمة من أنحاء الكرة الأرضية، سلعا بأسعار مخفضة، تنافس المعروض في المراكز التجارية الأخرى. ويقول خالد سالم وهو مصري مقيم بالإمارات: أهم ما يجذبني لهذا السوق أنه يرضي رغبتي الشديدة في السهر، وكنت أنزعج جدا حين أرى المحال تغلق أبوابها في الحادية عشر مساء، ما يحرمني وأسرتي من التجول في مراكز التسوق بالصورة الكافية. وترى منى الباسل وهي أردنية تعمل في دبي، أن هذا السوق هو الوحيد الذي تتجول في بطمأنينة شديدة، ولا تخشى أن يغلق أبوابه. وتضيف: لقد رأيت في هذا السوق خاصية فريدة لم أراها في أي سوق من قبل، وهي التبضع على أضواء شروق الشمس. ويقول إبراهيم صالح نائب المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري إن السوق يضم اكثر من 50 محلا تجاريا تقدم اكبر العروض الترويجية والتشكيلات القيمة من الماركات العالمية بالإضافة إلي المقاهي والمطاعم المنتشرة بطول السوق التي تقدم أشهى المأكولات العربية والهندية والصينية . وتخصص منطقة كاملة للألعاب المطاطية التي يقفز فوقها الأطفال وأخرى كهربائية من سيارات التصادم بجانب حلقات المسابقات الشبابية التي يتنافس من خلالها المتسوقون للفوز بهدايا تذكارية من الدمى التي تحمل أشكال شخصيات المسلسل الكرتوني الإماراتي "فريج". وأضاف: نجح السوق في جذب المئات من المتسوقات خاصة العاملات التي لا يتسع وقتهن للتسوق نهارا ويزداد الإقبال بشكل ملحوظ من أبناء الجنسيات الأسيوية والعربية من الخليجيات والشاميات خاصة في العطلات الأسبوعية.حيث يحرص السوق على تقديم خصومات تتعدي 50 % على معروضاته من الملابس النسائية والأقمشة القطنية والأحذية والمصنوعات الجلدية ومستحضرات التجميل والاكسسوارات ونظارات الشمس والتحف والأجهزة الإلكترونية وأدوات المنزل بالإضافة إلي لعب الأطفال والقرطاسية المدرسية. ومن اهم المحال التجارية الموجودة في السوق محلات الأقمشة ذات القطن الياباني غير القابل للتجعد والأقطان الزيتية المصنعة في كوريا وسويسرا وإيطاليا بالإضافة إلى محلات تحف البوسلان المعدني المصنعة يدويا في أسبانيا التي يصل ثمنها إلى 2600 درهم التي تلقى إقبالا كبيرا من الأوروبيين والأجانب. وأشار صالح إلى أن السوق استقبل خلال أسابيع قليلة مليون ونصف المليون متسوق، ويحظى المتسوقون بتجربة لا تنسى من خلال توفير بيئة تسوق مسائية مكشوفة يشترك فيها جميع أفراد العائلة، مليئة بالأجواء الاحتفالية من الألعاب الاستعراضية والفقرات الفنية والأنغام الشرقية والغربية التي تقدم طول الليل لتمتع المتسوقين وتحيطهم بالبهجة والسرور وروائح العطر والبخور والعود التي تتطاير بطول السوق مما جعله مركزا تجاريا متكاملا. وأكد أن إدارة السوق تعمل على مراقبة الأسعار التي تقدمها المحال داخل السوق بشكل دائم ومستمر بحيث تكون مناسبة للجميع بالإضافة إلى مراعاة شروط الأمن والصحة والسلامة العامة التي تفرض على المحال المشاركة بكافة معروضتها