وكانت الجزائر قد حددت موعد تسلم فرقاطتين ألمانييتن في 17 من الشهر الجاري ، كما أطلقت طلب عروض للحصول على أربعة أخرى ، مما خلق تنافسا شديديا بين ألمانيا و فرنسا وإيطاليا. ويشكك العديد من المراقبين في النوايا العسكرية الجزائرية، ويتساءلون عن الدافع الحقيقي لهدا الإنفاق الضخم من طرف السلطات الجزائرية على شراء السلاح، في وقت يقوم فيه الشعب بهبات اجتماعية تطالب بعدد منتوغير حياة اجتماعية كريمة. ويضيف المراقبون للشأن الجزائري، أن الجزائر لا تعيش حالة حرب فهي بعيدة عن "إسرائيل"، كما أن حدودها مؤمنة وليست في حالة حرب مع جيرانها. ويرفضون تقبل تبريرات السلطات الجزائرية أن شراء السلاح يدخل في مواجهة الجماعات الإرهابية، ويعللون رفضعم بأن نوعية السلاح الذي تقتنيه الجزائر لايستعمل في الحرب على الإرهاب. ويشير التقرير ذاته، إلى أن الولاياتالمتحدة تبقى أول مصدر للتجهيزات العسكرية ب 30 بالمائة، وأن 44 بالمائة من صادراتها كانت موجهة إلى أسيا والمحيط الهادي، و28 بالمائة إلى الشرق الأوسط و19 بالمائة إلى أوروبا. ويقوم معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام المستقل، الذي تأسس سنة 1966 ، بإعداد أبحاث حول النزاعات المسلحة وسوق السلاح في العالم ومراقبته ونزعه، كما يقدم معطيات وتحاليل وتوصيات تعتمد على معلومات مستقاة من مصادر مقربة من أصحاب القرار السياسي والباحثين ووسائل الأعلام المتخصصة. احتلت الجزائر المرتبة الثامنة في لائحة أكثر الدول اقتناء للسلاح خلال سنة 2010 متفوقة بذلك على العديد من الدول العربية الخليجية، وبذلك حافضت الجزائر على"ريادتها" في شراء السلاح بحسب تقرير أنجزه معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام المعروف اختصارا باسم "سيبري". ورغم أن الجزائر تراجعت من المرتبة الخامسة سنة 2009 إلى المرتبة الثامنة، فإنها لاتزال في مراتب متقدمة في شراء السلاح بالمقارنة مع عدد من الدول العربية والإفريقية. وهو الأمر الذي يخلق شكوكا لدى العديد من المراقبين حول النوايا الحقيقية للسلطات الجزائرية التي يتموقع الجيش في قلبها ويقول التقرير إن الجزائر استحوذت على 48% من كميات السلاح المباعة في القارة الإفريقية متقدمة بفارق كبير عن دولة جنوب إفريقيا التي حازت 27% من السلاح المشترى في القارة السمراء.كما أن نسبة الجزائر دوليا من شراء السلاح تعد هامة، إذ تصل إلى 3%من المجموع السلاح المصدر دوليا، وتاتي بدلك وراء كل من الهند ب9% والصين6% وباكستان5%. وتجاور الجزائر في مقدمة المشترين للسلاح دول عربية مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر. في حين أن دولا عربية أخرى تتموقع بعيدا عن الجزائر، فالمغرب مثلا احتل المرتبة 36 في سنة2010 بعدما كان في المرتبة 63 في السنة الماضية. وقفزت تونس إلى المرتبة 102 بعدما كانت تتموقع في المربتة 127، ودخلت موريتانيا نادي المائة الأوائل في شراء السلاح واحتلت المرتبة 99 بعدما كانت في الصف 130. وتركز الجزائر في اقتنائها للسلاح على الطائرات المقاتلة والمركبات المدرعة والمدفعية والصواريخ والسفن الحربية. وتتعامل السلطات العسكرية الجزائرية مع عدد من الدول الاوربية في الحصول على السلاح. وتعتبر روسيا المصدرالأول لها حيث تستأثر التانية ب13%من مبيعات الأولى من السلاح. لكن روسيا تلقى اليوم منافسة قوية من كل من ألمانياوفرنسا وإيطاليا.