تعالت مجموعة من الأصوات بعد نجاح ثورة 25 يناير، منادية بمقاطعة عدد من الفنانين المصريين الذين كانت لهم مواقف معادية للثورة المصرية كما هو شأن "سماح أنور" و"تامر حسني" أو كانت مؤيدة لطرح التوريث كحال "عادل إمام"، كما تناقلت وسائل الإعلام نبأ طرد الفنانة يسرا والمخرجة إيناس الدغيدي من حفل أقامته الجالية المصرية بلندن احتفاء بنجاح الثورة. تحيلنا هذه المواقف والدعوات إلى ثورة الضباط الأحرار بمصر ،حين قام مجموعة من القادة وقتها بتضييق الخناق على سيدة الطرب العربي أم كلثوم بدعوى أنها غنت س ابقا للملك فاروق، لكن الراحل جمال عبد الناصر أعطى تعليماته وقتها بالسماح لها بالغناء في حضرته وبالتغني بالثورة، ولو تم وأد موهبة أم كلثوم بعد ثورة 1952، لما شهد العالم العربي صرحا كبيرا وهرما فنيا ،صدح له مغربه كما مشرقه ولم يلتئم العالم العربي على شيء مثلما التأم على موسيقى سيدة الطرب العربي التي نجحت في توحيده. فالفنان كالطائر الحر يضطره مساره إلى الوقوف عند محطات ليست هدفه بقدر ماهي محطات إجبارية في مساره فرضتها الظروف.فالفنان هو روح الأمة وصوتها ولا يجب أن نحاسبه على هذه المحطات ، وإنما علينا أن نشجع الفنان على الإبداع والعطاء ونطلق عنانه ليغرد بكل حرية خارج القفص وبعيدا عن ملاسنات السياسة - الحركة