ملك البحرين نجح في اجتياز تصاعد الاضطرابات ضد حكمه، والعاهل الاردني عبد الله الثاني ناور بحذاقة للبقاء في السلطة. لندن - توصلت الإدارة الأميركية التي تواجه سلسلة من الانتفاضات في الشرق الأوسط، إلى معرفة تامة بأن ملوك هذه الدول سيحافظون على الأرجح على عروشهم فيما أرجحية السقوط أكثر للرؤساء.وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنه في موجة التظاهرات الحاصلة سقط حتى الآن رئيسان، هما المصري حسني مبارك، والتونسي زين العابدين بن علي، بينما يعتقد مسؤولو الإدارة الأميركية بأن وضع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في هشاشة متزايدة.أما من جهة الملوك، قالت الصحيفة إن ملك البحرين نجح في اجتياز تصاعد الاضطرابات في بلاده فائزاً بدعم أميركا، رغم وحشية القوات الأمنية في قمع المتظاهرين.ويستبعد المسؤولون الأميركيون أن يُخلع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز من منصبه، في حين أن أمراء الخليج نجو حتى الآن من الاضطرابات، وحتى في الأردن، حيث اندلعت احتجاجات خطيرة، فقد ناور الملك عبد الله الثاني بحذاقة للبقاء في السلطة، رغم انه ما زال أمامه التعامل مع السكان الفلسطينيين الذين يصعب التحكم بهم.وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النمط من الملوك المتمسكين بالسلطة يؤثر على رد الإدارة الأميركية على الأزمة، فقد أرسلت دبلوماسيين كبار خلال الأيام الأخيرة لتقديم النصيحة والطمأنينة لهم، بينما تنأى بنفسها عن الرؤساء "الاستبداديين" الذين يقاتلون من أجل السلطة. ولفتت إلى أن ذلك يعد احتساباً لمصالح أميركا أكثر من أي شيء آخر، مضيفة أن الولاياتالمتحدة تقر بأن لا خيار لا إلا دعم بلدان مثل السعودية ، وأن كل الأوضاع قد تتغير بسرعة. أما في حالات مثل ليبيا حيث الزعيم معمّر القذافي، لا ملكا ولا رئيساً، فإنه على حافة الانهيار بسرعة مذهلة. وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأميركية حثت السعودية على عدم إعاقة محاولة ملك البحرين إجراء إصلاحات في بلاده التي تعتمد على الدعم السعودي السياسي والاقتصادي. وأشارت إلى ان المسؤولين والخبراء الأميركيين يظنون بأن ما قام به ملك الأردن في إبراز استعداد لإعطاء بعض السلطة للحكومة المنتخبة أو البرلمان، قد يسمح له بالتمسك بالسلطة. طريق السقوط وذكرت أن واشنطن تأمل بتحول هذه الممالك كلها أخيراً إلى ملكيات دستورية. وقال المستشار في شؤون الشرق الأوسط بإدارة الرئيس السابق جورج بوش، اليوت ابرامز، إن "المراقبة تجاه الأردن والبحرين صائبة، فهذين البلدين مشيا في الاتجاه الصحيح، لكن ليس بشكل كاف".. مضيفاً أن "الملكية الدستورية هي نوع من الديمقراطية".
ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي السابق في سوريا تيودور قطوف قوله إن "المجتمعات الغنية مثل قطر والإمارات والكويت لديها مزايا افضل"، مضيفاً أنه "في كثير من الأحيان فإن للممالك شرعية اكثر من الجمهوريات". وقال دبلوماسي عربي رفض الكشف عن هويته إن "الجمهوريات وبالتالي الرؤساء، غير محصنة لأنه ينبغي عليها أن تكون ديمقراطيات لكنها ليست في النهاية كذلك".