عناد نظام الرئيس حسني مبارك يزيدنا إصراراً على طلب رحيله" وبناءً على ذلك، اتسعت رقعة الاحتجاجات في مصر في يومها ال15 وال16، حيث احتل المتظاهرون الشارع الذي يقع فيه البرلمان ومجلس الوزراء، فيما عمت المظاهرات عدة مدن أخرى في مختلف محافظات البلاد للمطالبة بتنحية الرئيس المصري حسنى مبارك. وقد دعا المصريون إلى ما أسموه "جمعة الحسم" يتم فيها محاصرة القصر الجمهوري، محاصرة مبنى التليفزيون في ماسبيرو، محاصرة مجلسي الشعب والشورى، محاصرة قصر التين في الاسكندرية، ولن يتم ترك ميدان التحرير بل سيبقى 100 ألف متظاهر في الميدان، لن يتم استخدام أي عنف فنحن ثورة سلمية وستستمر سلمية. الحصار سيستمر إلى أن يسقط النظام بالكامل. وعلى قادة الجيش أن يختاروا بين مبارك وبين الشعب كما أكد متحدثون من ميدان التحرير من ائتلاف شباب "ثورة الغضب". وفي اليوم السادس عشر حاصر الشباب مقر الحكومة ومجلس الشعب مما أعاق وصول رئيس الحكومة إلى مكتبه مما اضطره الى نقل اجتماع مجلس الوزراء إلى مكان آخر. وفي بورسعيد، قال شهود عيان إن محتجين حطموا اليوم الواجهة الزجاجية لمبنى ديوان عام محافظة بورسعيد بشمال شرق مصر وأشعلوا فيه النار. وقال الشهود إن المحتجين أشعلوا النار في سيارة المحافظ الحكومية وان قوات الجيش أخلت مبنى ديوان عام المحافظة من العاملين فيه خشية أن تلتهمه النار. وأضافوا أن المحتجين توجهوا الى مقر اقامة محافظ بورسعيد وحطموا المرآب وأخذوا سيارته الى مبنى ديوان عام المحافظة حيث أشعلوا فيها النار. وتشهد مصر منذ الخامس والعشرين من شهر يناير الماضي احتجاجات تطالب بتنحي الرئيس حسني مبارك عن الحكم. وشكلت مظاهرات أمس أول خطوة بعد تعهدات قيادة الانتفاضة بمظاهرات مليونية أيام الأحد والثلاثاء والجمعة من كل أسبوع، سعيا منها لزيادة الضغط على السلطات لتحقيق مطالبها الأساسية، وعلى رأسها رحيل الرئيس مبارك الذي تقول تقارير إعلامية إنه قد يسافر إلى ألمانيا لتلقي العلاج فترة طويلة بما يكون مخرجاً مناسباً له. وإلى جانب الاعتصام أمام مجلسي الشعب والشورى ومقر وزارة الداخلية, قالت الناشطة إسراء عبد الفتاح إن المتظاهرين قرروا تنظيم اعتصام عند مبنى التلفزيون الرسمي تأكيداً لمطالبهم بتنحية مبارك، وسط تصاعد الاحتجاجات على الدور الذي لعبه الإعلام الحكومي منذ تفجر الانتفاضة وفي تطورات ذات صلة قالت الناشطة نوارة نجم إن أجهزة النظام الحالي ما زالت تحتجز تسعة من النشطاء، ودعت العمال للانضمام للثورة. من جهته, قال الأمين العام للمؤتمر الناصري العام صلاح الدسوقي إن مئات الآلاف من أبناء القاهرة قرروا أن يتجمعوا بعدة ميادين ردا على محاولات السلطات محاصرة ميدان التحرير. وكان المعتصمون بميدان التحرير قد منعوا الجيش من فتح مجمع الدوائر الحكومية -أهم مجمع حكومي بمصر- بهدف استمرار اعتصامهم الذي ينفذونه بجوار المبنى، حيث خرجوا من الميدان وأقاموا حاجزين بشريين على طرفي المدخل الخلفي للمجمع الحكومي. المراهنة على النفس الطويل وفي تصريح له شدد منسق "حركة شباب من أجل العدالة والحرية" على انه "مثل كل الثورات في العالم، لا يتم إسقاط الأنظمة الديكتاتورية في ليلة واحدة، والأمر يعتمد الآن على طول النفس، ونحن باقون في الميدان وسنقوم بتصعيد الاحتجاجات تباعاً، حيث قررنا إطلاق دعوة للإضراب العام في مصر كلها، لكننا لم نحدد حتى الآن تاريخ الإضراب، هذا بجانب الفعاليات الأخرى ومنها المظاهرتان المليونيتان يوم أمس ويوم "الجمعة" المقبلة". واعلن انه "تلقينا اتصالات عديدة وقمنا بإرسال مطالبنا مع بعض نشطاء المعارضة، الذين شاركوا في الحوار، وأكدنا تمسكنا بموقفنا من أنه لا حوار إلا بعد رحيل مبارك". وعن الاتهامات بالعمالة لدول أجنبية وتلقي تمويل من الخارج التي تلاحق المحتجين أكد ان "تأثير تلك الاتهامات عكس ما أراده النظام، والدليل على ذلك استمرار تدفق المواطنين على الاعتصام، لأن الجميع يدرك جيدا أنها اتهامات ساذجة، ونحن لدينا لجنة للإعاشة تتولى توفير الطعام والمواد الغذائية من خلال ما نقوم بجمعه من نقودنا الخاصة، وإذا أراد أي شخص أن يتبرع لصالح الاعتصام، فإننا نطلب منه أن يشتري بالمبلغ الذي يريد التبرع به طعاماً ويقوم بتوزيعه بنفسه على المعتصمين". اصرار المصريون على رحيل مبارك أكبر من عناده بين عناد مبارك وإصرار المصريين على التغيير، أكد وكيل مؤسسي حزب الوسط ابو العلا الماضي، ان كل الشعب المصري يتجه للاستجابة لمبادئ الثورة.
ابو العلا وفي حديث ل"المنار"، رأى أن عناد حقيقي وشخصي لدى الرئيس المصري حسني مبارك وفريقه يجعلهم يقاومون للبقاء بالحكم، مؤكداً أن اصرار المصريين على رحيله أكبر من عناد مبارك على بقائه بالسلطة. وعن ما نشر في الصحف، أشار الى أن التسريبات لا يعول عليها بالمواقف، والناس ترتاح عندما تصبح التسريبات حقيقة. نيويورك تايمز: الإصلاح المصري يحمل بطياته المزيد من الأمل للشرق الأوسط من نيويورك، أعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" البريطانية، من خلال مقال نشرته تحت عنوان "مبارك يصارع"، أن حملة انتقام النظام المصري بإثارة شبح الفوضى عبر جماعات من المسلحين والسفاحين بدأت، في الوقت الذي يتعهد فيه الرئيس حسني مبارك بالتغيير، مشيرة إلى أن أن أغلب المصريين لا يصدقون هذه المحاولة وعروض الرئيس لتعديل الدستور وإجراء انتخابات حرة أيلول القادم دون أن يرشح نفسه فيها. ولفتت الصحيفة، إلى أن "الإنتقال المنظم هو هدف الإدارة الأميركية، وأهم أولوياتها"، معلنا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تحدث عن بداية جديدة في خطابه بالقاهرة عام 2009، وهو ما لا يمكن تحققه في وجود أنظمة عربية متشددة تحارب الحداثة". وأعلنت أن الإصلاح المصري يحمل في طياته المزيد من الأمل للشرق الأوسط، ومن ثم إسرائيل، لأنه قد يمثل أول سلام بين الديمقراطية العربية واليهودية، مضيفاً أن الولاياتالمتحدة لا تستطيع الإستمرار في خدمة مصالحها بنفس المعايير المزدوجة التي يدركها كل ذي عقل في العالم العربي، والتي لم تنجح في تحقيق أي من أهدافها لدعم الديمقراطية في المنطقة، موضحا أن مبارك كان حليفًا قويًّا للولايات المتحدة، واستطاع المحافظة على اتفاق السلام مع إسرائيل طيلة ثلاثة عقود، ولا يوجد من يريد إذلاله أو إهانته، ولكن ينبغي أن يقف أوباما الآن إلى جانب الشباب المصريين الحريصين على الديمقراطية في وجه نظام فاسد. نيوزويك: إدارة أوباما بين خطوط الشرطة والمتظاهرين من جهتها، ذكرت مجلة "نيوزويك" البريطانية، في مقال لها بعنوان "غضب على النظام"، أن "الدولة قطعت كل خطوط الإتصالات التي تربط مصر بالقرن الواحد والعشرين، ولكن المظاهرات لم تهدأ في شوارع مصر والتي تطالب بإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك"، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بدت وكأنها محتجزة بين خطوط الشرطة والمتظاهرين وغير متأكدة لأي الفريقين يجب أن تنضم. من جهته، أشار أوباما في مقابلة له على "اليوتيوب"، أن "أملي الأساسي الآن ألا يكون العنف هو الحل لهذه التحديات في مصر"، معبرًا عن خشيته من أن يلجأ أي من الجانبين إلى العنف، موضحا أنه يعتقد أنه من الضروري أن تكون للشعب آليات يتمكن من خلالها من التعبير عن مظالمه الشرعية. بان كي مون: الانتقال في مصر "كلما كان أسرع كان أفضل" وجدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، دعوته للحكومة والشعب المصري بتنفيذ انتقال منظم وسلمي للسلطة، مشيرا إلى أنه كلما تم الإسراع في ذلك سيكون أفضل. وانتقد بان من جانب معظم المصريين لتدخله في شؤونهم الداخلية بالدعوة لبدء فوري لانتقال السلطة في مصر. غير أنه تجنب دعوة الرئيس حسني مبارك إلى الاستقالة الفورية، ليتخذ بذلك نفس الموقف الذي تبنته الكثير من الحكومات بما فيها الولاياتالمتحدة. واكد أن الانتقال كلما كان أسرع كان أفضل، معتبرا أن عملية الانتقال ومستقبل مصر ينبغي أن تقرره الحكومة والشعب.