بوعلام غبشي * وصل كريم الشاب المغربي المثلي إلى فرنسا قبل ثماني سنوات بعد أن حصل على تأشيرة سياحية. كان عمره لا يتجاوز ال 17 سنة، لكنه اختار عدم العودة إلى المغرب، بعد أن فضل البقاء بصحبة أخته المتزوجة في مدينة بوردو دون أن يتمكن من تسوية وضعيته كمهاجر شرعي، ما جعله معرضا طيلة هذه المدة للطرد خارج التراب الفرنسي .
لكن كريم يواجه اليوم الطرد بعد أن تلقى قرارا من محكمة فرنسية. وبحسب تصريحاته التي نشرتها صحيفة " لوبريزيان " ، تنفيذا منه لتوجيه من إحدى الجمعيات، كان الشاب المغربي توجه إلى أحد مخافر الشرطة الفرنسية لتقديم دعوى ضد أحد مشغليه السابقين، ما يفرض عليه الكشف عن هويته، إلا أنه تلقى بعد مرور أيام على هذه الشكوى قرارا بالطرد، دعي فيه إلى مغادرة فرنسا نحو بلده المغرب .
طعن كريم من خلال محاميه إلدريف أستيي، في هذا القرار لدى المحكمة الإدارية، لكنه لم يكلل بالنجاح، بعدما أيدت الأخيرة هكذا قرار، إلا أن محاميه لا يزال يحتفظ بالكثير من الأمل في وقف قرار الطرد، سيما أن ملفه نال اهتماما من لدن وزارة الخارجية الفرنسية .
وقال محامي كريم إنه "بصدد تحضير ملف متكامل لاستئناف حكم المحكمة الإدارية، كما أنه سيفتح مفاوضات مع المحافظة التي تشرف على مثل هذه الملفات على أمل أن تعدل السلطات عن هذا القرار" .
يحكي هذا الشاب الذي ينحدر من وجدة، شمال شرق المغرب، أنه عاش معاناة حقيقة في الغربة. فبعد أن مكث عند أخته المتزوجة في بوردو لمدة ثلاثة أشهر بعد وصوله إلى فرنسا، وجد نفسه في الشارع، بعد أن طرده زوج أخته .
وقال كريم في تصريحات، نقلتها " لوبريزيان " ، إن زوج أخته رفض استضافته في بيته حتى يجد حلا لوضعه القانوني ، وكان ذلك بسبب عدم موافقته على "بقائه لوقت طويل ليلا خارج البيت"، كما أنه أخبر والديه أنه "انغمس في الكحول ويتشبه بالفتيات" .
عاش كريم كل هذه المدة متنقلا بين الأصدقاء و المدن من باريس إلى مرسيليا ومن هذه الأخيرة إلى العاصمة الفرنسية، باريس، اشتغل خلالها في مهن صعبة كغسل الأواني في أحد المطاعم، ثم عثر على عمل في وكالة سفريات بفضل إتقانه الألمانية .
وتدعم كريم في معركته من أجل البقاء على التراب الفرنسي جمعية بارثونيا33،حيث اعتبر أحد أعضائها أنه "لا يمكن أن يطرد كريم"، مضيفا أنه "في المغرب مهدد بالسجن..." ، بدوره لح جون لوك بوسوترو على أهمية " أن يبقى في فرنسا، لأنه موضوع إنساني" .
وأفاد كريم أن "والده إمام ولم يعد يقبل بالكلام عنه"، وهو "لا يتواصل إلا مع والدته، التي لم يرها منذ ثماني سنوات. وإن كانت تعرف في نفسها وضعه، فهو يجاملها بقوله إنه سيرتبط قريبا بفتاة و يستقر معها"، لأنه "لا يريد أن يفقدها إن قال لها إنه مثلي"، بحسب تعبيره .
يذكر أن للمثليين المغاربة جمعية معروفة تنشط بشكل يكاد يكون علنيا، و إن كانت السلطات المغربية لم ترخص لها، كما أصدرت مجلة على النت باسم الجمعية، و تحدثت تقارير صحافية، أن هناك جمعية للمثليات من النساء في المغرب تدعى "منا و فينا" .
واعتبر عضو نشيط عن "كيف كيف" في حوار له مع صحيفة مغربية أن "منا وفينا" "هي الذراع النسوي لكيف كيف". وفي الوقت الذي اكتفت فيه عناصر الأولى بالتحرك في الظل، أصبحت أسماء مثليين مغاربة عن "كيف كيف" متداولة .
بدوره، اعتبر الكاتب محمد الطايع رمزا لهذه الفئة في المغرب، لأنه يعد أول من أعلن مثليته، كما أنه عرف شهرة كبيرة في عالم الأدب، إذ نالت أعماله المكتوبة بالفرنسية العديد من الجوائز، إلا أن صاحب "يوم الملك" فضل الاستقرار بعيدا عن بلده في باريس، كما هو شأن العديد من المثليين الذين توفرت لهم فرصة الهجرة نحو أوروبا، ويعتبرون أنفسهم مضطهدين في بلدهم .