الحياة... تضحك مرة تميت ألف مرة و تحيي نصف مرة...هذا ليس غريبا عني و عنكم...بل ما يبدو غريبا أننا الأموات فوق بساط الأرض نلتمس بعض الأمان و بعض السلام و قليلا من الأحلام أنظر إلى نفسك هل فكرت يوما في وجودك لم يكن محض الصدفة طبعا , ولن يكون مجرد قصة عابرة أيضا, بل سيرث عنك الأجيال شيئا و ستخلف من وراءك ما يبني حضارة أو يبيد أمة بأسرها , نعم هذه هي الحقيقة قد لا أحتاج لسرد تفصيلي أشرح فيه كلامي هذا لأنه بسيط جدا ما عليك سوى أن تفكر في الأمر بجدية و واقعية ... جرب أن تقف يوما أمام المرآة و تخاطب نفسك خطاب نفس ادمية مثقلة بذنوب الأرض كلها و باب التوبة مغلق حينها ستصل إلى الحقيقة التي أنا بصددها و ربما قد لاتصل لشيء و سرعان ما تقف عند قدميك ليس دنبك ؟؟ دنب من إذن ؟ اه ذنب الاخر(ين)...لأنهم لم يعلموك كيف تخاطب نفسك لأنهم كانوا أنانين في اعتناق أنفسهم بذلا من تعليمك فقد كانوا مشغولين بواجب و أنت غفلت عن حق ...تعلم أنك تستيقظ في الصباح و تقبل فنجان القهوة لتشعر بالدفئ و تسرد بعض الذكريات المريرة تتجرع جرعات الندم تلك و تتألم ... أنينك وصل صداه إلى العصافير فحلقت بعيدا لكي لا تسمع صراخ روحك التي حملتها ما لا طاقة لها... و عند غروب الشمس و توشح الليل بالظلام الدامس...ترمي بنفسك خارج البيت حاملا كوب شاي أو كوب قهوة مرة أخرى سوداء سواد الليل...تلك اللحظة التي ترفع فيها رأسك إلى السماء تراقب النجوم هناك ّعلى يمينك نجم التنين و على يسارك نجم الحمل أو ربما القيطس ...بالجانب الاخر دخان أحمر و سحابة كونية تحمل معاني إبداع الطبيعة الأم ...لإنه شيء أقرب للخيال أن تقلب عينيك و تمرغها في ذاك الكون العجيب ... ذاك النظام المتزامن و المتراتب ...عالم يعم فيه السلام و الأمان ...كل ما في الأمر أنك تحلم برحلة فردية إلى هناك ... لتصافح الكواكب و تحيي النجوم و تعبر السحب و تلوح للنيازك لا شيء يحدث من هذا سوى أنك تنزل عيناك من السماء فتجد كوب القهوة قد نفد.... ويحدث أنك ترغب في التغير فتجد قيود الماضي مكبلة لك أنت ونفسك الغارقة في حب الهوى.