قال أحد الظرفاء -- وهو يعلق على المشهد الكارثي للمحكمة الوحيدة التي بناها المستعمر الفرنسي بمركز " كرامة " منذ عشرينيات القرن المنصرم ، و القابعة في المكان الذي ينعقد فيه السوق الأسبوعي -- بأن هذه المؤسسة المهجورة و الآيلة للانهيار في كل وقت وحين ، تستحق الخراب الذي لحق بها ، و أنواع النفايات المحيطة بها ، لأنها - على حد قوله - شهدت في عهد الحماية البغيض ، أبشع صور الظلم والاستبداد ، سواء من قبل المحتل أو أزلامه...... موقف قد يبدو غريبا إلى حد ما ، لاسيما و أن البناية جماد ، و لا دخل لها فيما يقترفه البشر من آثام.... لكن المتأمل في حالتها المأساوية ، التي تقشعر لها الأبدان ، ولمنظرها المشين الذي يشوه قلب البلدة المشوه أصلا... سيتساءل عن الدوافع التي جعلت المسؤولين في عهد الحرية والانعتاق ، طيلة ستة عقود بالتمام والكمال ، ينتقمون منها شر انتقام... حين تجاهلوها ، وتركوها عرضة للنوائب ومختلف الأدران.....فلا هم أزالوها وأراحوا السكان من أخطارها وأوزارها ، ولا هم رمموها وأصلحوا أحوالها ...... فهل ستلتفت وزارة العدل والحريات ، ووزارة الداخلية - يوما ما - إلى هذا الصرح المهترئ ؟؟؟؟؟ ذاك ما ينتظره المواطنون بأحر من الجمر........