في السفوح الشرقية لجبل العياشي توجد منطقة أغبالو نسردان وهي تابعة لعمالة ميدلت،والتي تشمل السكن المتفرقة،حيث تضم 17 دوار،المنتشرة على مساحة 642 كلم 2 .وهي منطقة فلاحية ،وتعتبر كل من الفلاحة وتربية الماشية من اهم موارد الدخل للعائلات، فإذا انطلقنا من وجهة نظر تاريخية نقول بان المنطقة كانت معروفة بمواردها المائية المتنوعة المصدر و التي تضم "نهر ملوية" الدائم الجريان و "نهر اودغس" و "نهر الزقلان"و"تاغيا"... إلى جانب الأنهار نجد العيون الكبرى و التي تشمل "اغبالو نومان" المعروف بصبيب متنوع و الذي يشكل المزود الأكبر لقبيلة ايت اعزيز، إضافة إلى عيون "الرواضي""طيط نعمر" كلها تشكل مصادر مياه شرب للساكنة. إذن كيف أصبحت اليوم كل هذه الأنهار و العيون الكبرى صحيح أن المنطقة اليوم أصبحت تدق ناقوس الخطر بسبب ندرة المياه التي أصبحت اليوم احد المعضيلات الكبرى خاصة في سنوات الجفاف المتتالية. و ندرة التساقطات و عدم انتظامها التي تعد المصدر الأساسي لتنمية الفرشة المائية الباطنية، و الأكثر من ذلك و المعروف أن المنطقة تعرف زراعة البطاطس التي أصبحت ترتكز على المياه الجوفية نظرا للزيادة الخطيرة في معدلات الاستهلاك أصبح يشكل أزمة مائية بالإضافة إلى أن المنطقة أصبحت تعرف عدد كبير من الآبار العصرية التي تنخر أعماق المياه الجوفية. و التي تتجاوز 300 بئر بالمنطقة و يتراوح عمقها حوالي 160متر مما يهدد الفرشة المائية، و كذالك مما اثر سلبا على صبيب الينابيع خاصة "اغبالو نومان" الذي يعرف تدبدبا كبيرا لأنه يخضع لحركة المياه الجوفية و هذا ما أدى أيضا ببعض الينابيع إلى أن تكون موسمية بصبيب غير ثابت خاصة في فصل الصيف. وكماأكده بعض المبحوثينأثناء بحث ميداني الذي قمنا به في هدا الصدد فان عمق الآبار يتزايد سنة بعد سنة. ادن فكيف يمكن أن تصبح هده الفرشة المائية مستقبلا؟كما نعلم أيضاأن القاعدة الفلاحية عرفت توسعا كبيرا ودلك بفضل المكننة وتبني تقنيات حديثة (القطرة/القطرة) بالإضافةإلىأن المنطقة أصبحت تستقبل الأجانب في استغلال معطيتها الطبيعية لزراعات هكتارات من البطاطس مما يؤدي الى التزايد الخطير على حفر الآبار بالآلات العصرية بحثا عن الماء. ولكي تستمر الحياة في هده المنطقة وللحفاظ على الاستقرار واستمرار الزراعة العائلية .فلابد من تدخل كل من المجتمع المدني و السياسي وكل السلطات المعنية إلى و ضع الحد لهذه الآفة الخطيرة أو على الأقل التقليص منها: كالتقنين في حفر الآبار. دعم الفلاحين لبناء أحواض لتخزين مياه التساقطات. إعادة تأهيل التقنيات التقليدية (الخطارات مثلا). التوعية المائية،والاستغلالالأمثل للمياه الجوفية.