طوت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، صفحات الملف رقم 12/507، وأدانت المتهم(ع.أ) بعشر سنوات سجنا، بعد مؤاخذته من أجل جناية الضرب والجرح العمديين المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه، وبأدائه لفائدة المطالبين بالحق المدني، في شخص أرملة الهالك وأبنائه الأربعة، تعويضا إجماليا قدره 160 ألف درهم، مع الصائر والإجبار في الأدنى. مؤشر الزمن يؤرخ لزوال ثلاثاء قائظ وحار من أيام رمضان الأبرك، الذي صادف تاريخ 24 يوليوز 2012، عندما عاد قطيع الماشية لوحده، على غير العادة، إلى حظيرة صاحبه(لحسن.أ)، ما أثار شكوك أفراد العائلة، ضمنهم ابنه (محمد) الذي انطلق مسرعا بدابته إلى الفدان الذي كان يرعى به والده ماشيته، الواقع في دوار آيت حمو أوحقي بجماعة أغبالو(عمالة ميدلت). وبمجرد وصوله إليه أصيب بالذهول، بعدما وجد والده ملقى أرضا وهو يئن من شدة الألم، حاول التحدث إليه لكن ولا مجيب، ليتأكد أن أباه دخل في غيبوبة لم يعرف سببها، وإن تبادر إلى ذهنه في أول وهلة أنها نتيجة تأثير عامل الصيام على جسم نحيل بلغ صاحبه من الكبر عتيا واشتعل رأسه شيبا، خصوصا وأنه لا تظهر عليه أية جروح بارزة. ساعتها حمل والده على ظهر الدابة ثم بادر إلى ربط الاتصال هاتفيا بأسرته من أجل توفير وسيلة نقل لإسعافه، قطعا مسافة كيلومترين، أي مسيرة حوالي 25 دقيقة، قبل أن يصلا إلى الطريق المعبدة حيث وجدا في انتظارهما هناك أحد أبناء الدوار في شخص المسمى(كريم)، الذي نقلهما متن سيارته من نوع (رونو 18) إلى مقر سكناهما ومنه إلى المركز الصحي ببومية، الذي رافقهم إليه عمه(الحسين)، وهناك استقبلتهم الطبيبة الرئيسية، التي لاحظت خلال الفحص السريري أن المعني بالأمر يحمل كدمات على شكل زرقة أسفل ركبته اليمنى. وداخل قاعة الكشف شاءت مشيئة الله أن يستعيد(لحسن) وعيه للحظات قليلة كانت كافية لإخبار أخيه(الحسين) أنه وقع ضحية اعتداء بالضرب من طرف أحد قاطني دوار آيت حمو أوحقي البريجة، الذي لم يكن سوى المدعو(عصام.أ)، قبل أن يدخل من جديد في غيبوبة. وبعدما قامت الطبيبة بتقديم الإسعافات الأولية للشيخ(لحسن) أخبرتهم أن حالته الصحية جد حرجة وتستدعي نقله على الفور إلى المستشفى الإقليمي بعاصمة التفاح ميدلت، التي لفظ آخر أنفاسه على مشارف مدخلها على متن سيارة الإسعاف التابعة للمركز الصحي المذكور، متأثرا بنزيف داخلي حاد نتيجة إصابته في رأسه، وذلك استنادا إلى تقرير التشريح الطبي الذي خضعت له جثته. جنبت شهادة الراحل أفراد الدرك الملكي بمركز بومية عناء البحث عن المعتدي، الذي بمجرد استفساره حول القضية اعترف بالمنسوب إليه بكل تلقائية، مصرحا أنه يوم الواقعة استيقظ باكرا وباشر رعيه ماشية والده، قبل أن يتقدم عنده الضحية، الذي كان هو الآخر يتولى رعي غنمه وماعزه، متهما إياه بترك قطيعه بالرعي في أرض فلاحية توجد في ملكيته الفلاحية، وأخذ يرشقه بوابل من الحجارة إلا أنها لم تصبه. وأضاف أنه أمام هذا الوضع ثارت ثائرته وقام برشق الضحية بواسطة حجارة متوسطة الحجم أصابته إحداها في ركبته اليمنى وتركه قاصدا أحد الفدادين المجاورة وواصل رعي ماشيته. ونفى المتهم أن تكون لديه نية إصابة الهالك بأذى، نافيا كذلك حضور أي شخص وقت تبادلهما الرشق بالحجارة. وهو الادعاء الذي نفاه الشاهد(باهي) حينما صرح أنه كان منهمكا في سقي منتوج البطاطس فاسترعى انتباهه المتهم يقوم برشق الضحية بالحجارة لمدة دقيقتين تقريبا.