كما كان منتظرا؛ اِنعقد بفضاء دار المنتزه مساء السبت 5 أبريل الجاري، لقاءٌ تواصلي بصيغة التأنيث، حيث تقاسمت المنتخبات الجماعيات هَمَّ تدبير الشأن المحلي وما يتصل به من إكراهات بالجملة، تحول دون تحقيق ما تطمحن إليه من تطلّعات تنموية. وقد حضرت تمثيليات نسائية من كلٍّ من جماعات: تونفيت وكرامة وزايدة وأيت عياش وأمزيزل وميبلادن وميدلت والريش، مع الحضور الشرفي الفاعل للسيدة مندوبة وزارة الشباب والرياضة، والآنسة نائبة مندوب التعاون الوطني، وفاعلين سياسيين وجمعويين... فكان اللقاء ذا نكهة خاصة بتعدد المشارب والتوجهات والمرجعيات. ولعل القاسم المشترك بين مداخلات السيدات المشاركات في هذه الأمسية هو أن سيادة العقلية الذكورية في التدبير الجماعاتي بالإقليم، ما تزال تعشعش في عقليات عديد المنتخبين، فتقصي الرأي النسوي "الاستشاري" من المشاركة الفعلية، وإبداء الرأي، والحق في الرفض وقول "لا" بصوت مرتفع، والحق في معرفة مساطر الصفقات ومناقشتها، وغير ذلك من الإكراهات الجسيمة. وعلى الرغم من كل ذلك، أكدت السيدات المشاركات على إصرارهن على الفعل السياسي التدبيري، واستماتتهن في المشاركة في تسيير الشأن المحلي بكل حكامة وشفافية، جنبا إلى جنب مع الرجل، إلى أن يجبرنه على نزع عباءة السيادة الذكورية التي أصبحت من علامات الفكر السياسي الغابر. ولم يفت المشاركات في نهاية اللقاء تسطير توصيات ترفعها الشبكة التنموية لإقليم ميدلت بأمانة إلى المهتمين، وإلى الرأي العام جملة، وهذه أهمها: - ضرورة تنزيل مقتضيات دستور 2011 في شقه المتعلق بالمشاركة النسوية التدبيرية والسياسية. - لزوم تحمّل الأحزاب لمسؤوليتها الكاملة في تكوين النساء ومواكبة مشاركتهن في التدبير الجماعاتي. - الدعوة إلى حذف اللائحة الإضافية النسوية؛ لأنها انتقاص لمكانة المرأة، وضرب في قدراتها. - الحفز المادي للنساء المدبّرات للشأن المحلي، لإعانتهن على القيام بواجبهن على الوجه الأكمل. - وجوب اقتناع الأحزاب السياسية بأن المرأة اليوم قد نضجت، وبما فيه الكفاية، للتأهل إلى مراكز القيادة السياسية، والتدبير المحلي والجهوي والوطني. - ضرورة سيادة الوعي الجماعي بأهمية تخليق المشهد السياسي الذي يأخذ بعين الاعتبار مقاربة النوع. - حث النساء على الترشح الفردي في الاستحقاقات الانتخابية دون الانضواء تحت أية عباءة سياسية تجعل من المرأة مجرد رقم تستعرض به العضلات في أنها أحزاب تأخذ بمبدإ المناصفة. هذا، وقد ثمّنت المشاركات مبادرة الشبكة التنموية لإقليم ميدلت، واعتبرنها التفاتة طيبة للجسم الاستشاري لمدبّرات الشأن المحلي بإقليم ميدلت، اللواتي تشتغلن في ظروف صعبة تحكّم عليهن معيار الإقصاء والدونية، واعتبرن هذه المبادرة بادرة حسنة تعيد الاعتبار للمستشارات الجماعيات، وتوصل صوتهن إلى الجهات المسؤولة، عسى أن تتدخل لتصحيح المسار، وإيلائهن المكانة اللائقة، حتى تتمكنَّ من تقديم عرض تدبيري يخضع لمقاييس الجودة، ويستجيب لانتظارات المواطنين الذين وضعوا فيهن ثقتهم.