في محاضرة متميزة إحتضنتها قاعة العروض بدار الشباب ابن خلدون بميدلت نظمتها الجمعية الأطلسية للمبدعين الشباب , تواصل الدكتور عبد الحيم العطري ( أستاذ بكلية الآداب سيايس بفاس ) مع الجمهور الحاضر في موضع : الشباب بين الافتراضي والواقعي . حيث أكد أن السياق العام للموضوع يأتي بعد انتقال المجتمع من الجمعي إلى الفردي مبرزا عيشه حالة البين بين وهو الأمر الذي يؤطر المجالات الأربعة الكبرى لتلك التحولات المجتمعية وهي : - الانتقال الديموغرافي : ارتفاع معدلات أمد الحياة , سن الزواج ونسبة التمدرس مع انخفاض معدل الخصوبة والأمية . - الانتقال المجالي : الفراغات السكانية في المدن نتيجة الهجرة القروية, وتحول السكن من أفقي لعمودي . - الانتقال الاجتماعي : 19 % من الأسر تسيرها نساء , الانتقال من أسرة متضامنة ممتدة إلى نووية فردية . - الانتقال القيمي : الاختلال البارز لسلم القيم والهوية وما ينتج عن ذلك من نتائج . كما تطرق العطري في محاضرته لبعض الإشكاليات الكبرى من قبيل : التفاوض مع الواقع – عن أي شباب نتحدث وفي أي قائمة يمكن إدراجه وهل هو معني بما يجرى أم لا ؟ الكوجيطو الجديد " أنا في الافتراضي أنا موجود " , مبرزا الفرق بين الواقعي والافتراضي ( مواقع التواصل الاجتماعي ) حيث أن الكلام في الثاني مباح ومظاهر الاعتراف والتغيير والبحث عن الذات والهروب من الواقع تبدوا بارزة خلف تلك المواقع . وكحلول واقعية تطرق المحاضر في الأخير لكون لا أحد يمتلك الحقيقة حتى الساعات المعطلة , مضيفا أن التغيير ينطلق من الذات وذلك بتحيين الروابط الاجتماعية إذ "ما المانع من أن تكون إيجابيا " , مضيفا "ضرورة التوزيع العادل للخيرات والتركيز على التمكين الاجتماعي ثم الساسي من بعد بهدف تغيير سياق الأزمة و إلى ضرورة صناعة الأمل في عز الضياع وذلك بالترحيب بالآخر وشكره ثم المرونة في التعامل معه لإيجاد الحلول الناجعة " . كما حث إلى ضرورة الاعتناء بالثروات البشرية لكونها أساس كل تنمية وكل تغيير "استثمرنا في الحجر ولم نستثمر في البشر " إثر ذلك وخلال المناقشة تفاعل الحضور مع الموضوع بشكل كبير قدموا خلالها إضافات واستفسارات أجاب عن عمومها العطري في الختام . عقب ذلك كان حفل توقيع كتاب الدكتور عبد الرحيم العطري" بركة الأولياء " .