أكد السوسيولوجي والأستاذ الجامعي بكلية الآداب بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، عبد الرحيم العطري، على أن شباب اليوم أصبح ضائعا بين عالمين أحدهما واقعي والآخر افتراضي، وأن المجتمع انتقل من «الجمعي» إلى «الفردي». وأوضح العطري، في محاضرة بعنوان «الشباب بين الافتراضي والواقعي»، ألقاها بقاعة العروض بدار الشباب بن خلدون بميدلت، أن المجتمع انتقل من الجمعي إلى الفردي وأصبح يعيش حالة "البين بين"، مبرزا التحولات الكبرى المجتمعية بالمغرب والمتثملة في "الانتقال الديموغرافي، حيث ارتفعت معدلات أمد الحياة وسن الزواج ونسبة التمدرس مع انخفاض معدل الخصوبة والأمية"، وفي "الانتقال المجالي حيث ظهرت الفراغات السكانية في القرى نتيجة الهجرة القروية، وتحول السكن من أفقي لعمودي"، وفي "الانتقال الاجتماعي حيث أن 19 % من الأسر تسيرها نساء، كما انتقلنا من أسرة متضامنة ممتدة إلى نووية فردية"، وفي "الانتقال القيمي، حيث اختل سلم القيم والهوية وما ينتج عن ذلك من نتائج" . وطرح الأستاذ الجامعي إشكالية "عن أي شباب نتحدث وفي أي قائمة يمكن إدراجه؟ وهل هو معني بما يجرى أم لا ؟"، وقال "إن الشباب اليوم أصبح لديه كوجيطو جديد (أنا في الافتراضي إذا أنا موجود "، موضحا أن "الكلام في الواقع الافتراضي مباح ومظاهر الاعتراف والتغيير والبحث عن الذات والهروب من الواقع تبدوا بارزة خلف في مواقع التواصل الاجتماعي". واقترح عبد الرحيم العطري، في المحاضرة التي نظمتها الجمعية الأطلسية للمبدعين الشباب، لحل هذه الإشكالية "الانطلاق من الذات في التغيير وتحيين الروابط الاجتماعية" مع "ضرورة التوزيع العادل للخيرات والتركيز على التمكين الاجتماعي ثم السياسي"، و"ضرورة صناعة الأمل في عز الضياع وذلك بالترحيب بالآخر وشكره ثم المرونة في التعامل معه لإيجاد الحلول الناجعة " .