على مذكرات الثقافة العربية نقش تاريخ يوم السبت 05أكتوبر 2013, بالخزانة الجهوية بالقنيطرة بلون الورد الجميل لقاء أدبي تقديمي دراسي للمجموعة القصصية:"عاشقة الورد" لصاحبها الشاب القنيطري :"يوسف كرماح", هذا الكتاب عرف مخاض سنوات طويلة ليتشرف أدب القصة بقدومه, تاركا بصمته الخاصة على هذا النوع السردي الجميل,وهذا ما شهد به تقديم ذ.العربي بن جلون والمقال النقدي الذي خط معالمه. الناقد ذ.محمد خريف, كذلك القلم القلم النسوي خديجة عماري, بالإضافة لثلة أخرى من كبار الأساتذة, والذي نشرته مجموعة من الجرائد الوازنة الورقية منها والإلكترونية . حفل التوقيع الذي استضافته مدينة القنيطرة تخللته ثلاثة فقرات حيث في جزئه الأول قدمت أوراق دراسية وتحليلية بعيون متفحصة للعمل والتي خطها بذكاء الدكتور مصطفى يعلى بمداخلاته القيمة التي تحدث فيها عن الكتابة الشبابية في علاقتها مع مدارس القصة القصيرة وكل ضوابطها التي يجب أن يلتزم بها من اختار هذا النوع من الأدب الحديث. و قدم كإسقاط على الموضوع نماذج من القصص التي أتقن حبك سلاسلها الكاتب يوسف كرماح. القاص محمد الشايب انطلق من تجربته كقاص له عمر من الإبداع و الاحتكاك مع المبدعين حيث وشح ذلك التشابه الرفيع بين العمل المحتفى به وأعمال كبار كتاب مدينة القنيطرة, هذه المدينة التي أنجبت العديد من الأقلام الراقية إبداعيا والتي دخلت خزانة الأدب المغربي والعربي أيضا من أوسع أبوابه, وكان ذكر الأسماء من أمثال: القاص والروائي محمد زفزاف, القاص عبد الرحيم المودن و سعد سوسان بالإضافة لأسماء أخرى أغنت رصيد السرديات. لم يكن القاسم المشترك بين هؤلاء الكتاب وكاتبنا يوسف كرماح الانتماء لنفس المدينة فقط و لكن الإخلاص والوفاء لما يزخر به القلم من كلمات مبدعة تعكس تجربة المجتمع في أنا الكاتب. فهو بذلك أصبح حقيبة التاريخ التي من خلالها يسرد بروعة الأحداث المتداخلة مضامين القرن الواحد والعشرين. الناقد الدكتور مصطفى الغرافي تناول النص بالجمع بين المدرسة الشكلانية الروسية والبنيوية ليتجاوزها لتحليل الفواعل و الأحداث داخل النص, وقد أكد برأيه القيم تمكن الكاتب من نقش أسلوب أنيق واحترامه لضوابط الكتابة القصصية وكل مقومات السرد بالإضافة لانتقال سلس بين الزمان والمكان في تناغم متناسق مع الشخوص وأسمائها وعلاقاتها مع بعض،وكذا الحفاظ على جمالية الأسلوب وشاعريته. أضاف الأستاذ الغرافي شيء مشهودا به من خلال كتابات كرماح, وهو ذلك التشابه والتناغم بين إبداعه وإبداع الراحل محمد شكري من حيث الوفاء للعالم السفلي وتناولهما للمحظور، الشيء الذي أكد نفيه الكاتب بنفسه بالجزء ما قبل الأخير بالحفل، عندما أعطي الكلمة ليقدم نفسه ككاتب, ويتحدث عن تجربته مع الكتابة ويقدم عمله كأول وليد له رسم به ليس فقط ملامح:"عاشقة الورد" ولكن مساره الأدبي الإبداعي، فبعد تقديمه كلمة الشكر للجنة المنظمة وللأساتذة المشاركين على تحليلهم ودراستهم الراقية للعمل، قدم شكره لكل الحضور الذي حج من مناطق متعدد متحملين مشقة السفر من أجل الكلمة الإبداعية (القصر الكبير, تيفلت, سلا, طنجة, الرباط, القنيطرة بالتأكيد...), بعد كلمة الشكر نفى الكاتب اقتداءه بشكري مضيفا أن لكل واحد قبلته التي هو موليها في علاقته مع الكتابة فلكل تسكعه, تهميشه و صعلكته، وان كانت تجمعهما قواسم مشتركة كالاستقلالية مند الطفولة والتشرد والصعلكة... من هذا المنطلق تحدث الكاتب عن تجربته الخاصة كقارئ نهم ولد كاتبا ليس فقط محترفا ولكن مبدعا حقيقيا، ليكون له مداده الخاص الذي يصبغ به لوحته الإبداعية التي تعكس صورة المجتمع بالدرجة الأولى. في الجزء الأخير من الحفل لوحظ تفاعل وانسجام راقيين بين الأساتذة المشاركين, الكاتب والحضور, الشيء الذي أكد نجاح الكاتب في الرقي بالقصة القصيرة المغربية خاصة والعربية عامة. لينتقل الكاتب يوسف كرماح لتوقيع تحفته الفنية الجميلة:"عاشقة الورد", لكل المحتفين بها. بقلم خديجة عماري 07-10-2013