مدينة الريش: المكان قاعة اجتماعات المجلس البلدي= الزمان،الإثنين 29 يوليوز 2013 عوض الخميس 25يوليوز2013المدون في إستدعاءات الأولى الموجهة للأعضاء و يبقى سبب التأجيل يلفه الغموض. الساعة الحادي عشرة و عشرين دقيقة: موعد انعقاد دورة يوليوز للمجلس البلدي بمدينة الريش المشكل، عدم اكتمال النصاب القانوني لافتتاح الدورة. الرئيس يوجه عبر هاتفه النقال نداءات استغاثة لمستشاري أغلبيته المتغيبين قصد الالتحاق بالقاعة لاستكمال النصاب . لا أحد يلبي النداء. تضيق القاعة بالرئيس بما رحبت ،وبحسرة يتنهد وكأن لسان حاله يقول " ومصيبة هادي فاش راني دبا" وأخيرا حضروا وبعد العد تبين أن النصاب لم يكتمل بعد أعاد الإتصال من جديد بعضو الذي لبى إلحاح الرئيس و حضر العضوعلى الساعة الحادية عشر و ثلاثين دقيقة وبعد توقيع حضوره في المحضر غادر في الحين. إنطلقت الدورة على الساعة الحادية عشر و خمسة وثلاثين دقيقة ومرت أجواء الدورة في سرعة قياسية حيث حرصت الأغلبية التي وصل عددها إثنى عشر مستشارا والرئيس على أن تصوت على كل النقط دون أن تناقش مضامينها و لم تتعد المدة الزمنية للدورة أكثر من عشرين دقيقة صوت فيها المستشارون عن كل النقاط المدرجة رفعت الجلسة في سبيل البحث عن كتاب غينيس للأرقام القياسية. هذا وقد سجل إحتجاج من طرف مستشارين من المعارضة الذين إحتجوا على عدم إدراج مجموعة من النقط في جدول الأعمال الذين طالبوا بإدراجها مسبقا , وكان رد رئيس المجلس البلدي للريش على طلبهم بعدم القبول لمجموعة من الإعتبارات لتبدأ ملاسانات مخلة بالحياء وما اثار إنتباهي تصرف الرئيس بيديه بحركة مخلة بالأخلاق ضد عضو معارض و نحن في شهر الغفران رمضان المعظم . مشهد من مشاهد هذه الدراما السياسية المملة التي مازال المجلس البلدي لمدينة الريش يترنح فيها منذ تنصيبه,ومن تجلياتها سرية دورات المجلس البلدي= فما هي الأسباب الحقيقية وراء سرية هذه الدورات ؟= ومن هم أبطال هذا الفصل من هذه المسرحية الدرامية ؟= وإلى متى ستبقى السلطات تخفي رأسها في التراب غير مبالية بهذه المأساة ؟ - يمكن الإقرار بأن هناك أسبابا موضوعية ساهمت بشكل مباشر في الفشل المتتالي للمجلس البلدي منذ تنصيبه وهي كالتالي: 1) يعود فشل الرئيس في التحكم في سير الجلسات في كونه يتصرف كرئيس لأغلبية مساندة له ،وليس كرئيس للمجلس البلدي لذلك فهو يمنح مستشاري الأغلبية الوقت عند تدخلهم ، في حين يصادر حق مستشاري المعارضة و حتى وإن سمح له بالتدخل فإنه يحدد له سقفا زمنيا لا يتجاوز ثلاثة دقائق وهل المشاكل الكبرى للمدينة تناقش في ثلاثة دقائق ؟ بل إن رئيس المجلس لم يتردد في العديد من الجلسات على حرمان المستشارين المسجلين في لائحة التدخلات من التدخل بسبب عدم سعة صدره للرأي الأخر. ناهيك عن عدم مبالاته بالرد على تساؤلات المنتخبين .وأحيانا تتحول جلسات المجلس إلى فضاء للسب ،والشتم ،والقذف ،وتبادل التهم بين المستشارين. 2) المفروض في المكتب المسير للبلدية أن يقود سفينة البلدية نحو برالأمان لكنه يبدو أن ربابنة هذا المكتب يقودون البلدية وسط العواصف لتبتلعها الأمواج العاتية . فلا قوة اقتراحية ،ولا تخطيط ،ولا برمجة . فماذا ننتظر من مكتب يسوده الانقسام، والتنافر، بدل الانسجام والتوافق ؟ ماذا ننتظر من اجتماعات غير منتظمة للمكتب، وحتى وإن عقدت فبجداول أعمال فارغة، وأحيانا تفض هذه الاجتماعات بالعراك ،وتبادل الاتهامات بين نواب الرئيس ؟ 3) إن الأغلبية المساندة للرئيس أغلبية غير مستقرة لكونها غير منسجمة لا سياسيا ولا أخلاقيا فتارة تصوت مع الرئيس ،وتارة تنظم للمعارضة وتصوت ضده ،وتارة تنسحب من الجلسات وتترك الرئيس يتيما والنتيجة هو فشل الرئيس في تجميع شتات أغلبيته الهشة و المنقسمة و الفاتورة يدفعها المواطن الريشي 4) هامشية النقط المقدمة في جداول أعمال الدورات توضع بطريقه عشوائية، ولا تلامس المشاكل الكبرى للمدينة ،مع استبعاد الرئيس ومكتبه للنقط المقترحة من طرف المستشارين دون تكليف نفسه عناء تبريره لأسباب رفض إدراجها في جدول أعمال الدورة كما ينص على ذلك القانون . ويلاحظ بأن أغلبية الدورات لا يتوصل المنتخب الجماعي إلا بملف شبه فارغ إلا من ورقة دعوة الحضور للدورة ،وتغيب عنه باقي الوثائق، والملفات المتعلقة بنقط جدول الأعمال المزمع مناقشتها في الدورة. 5) الإدمان على سرية دورات المجلس و استفحال الخروقات القانونية منها إقصاء الساكنة من متابعة الدورات. إن شطط الرئيس في التحكم في سير جلسات المجلس ومنع الساكنة من الإطلاع عليها لا يمكن إلا أن يفسح المجال أمام الخروقات القانونية بالجملة وتحويل الإعتمادات بطرق عشوائية . وفي الختام بعد سرد اطوار هذه المسرحية السياسية للمجلس البلدي بمدينة الريش التي عرضت حلقاتها منذ الأربع سنوات العجاف من عمر هذا المجلس المسير للشأن المحلي و التي أكلت الأخضر و اليابس فهل ياترى سيستمر المشهد السياسي بالمدينة مستقبلا بنفس السيناريو و الإخراج و بنفس الرداءة السياسية و عشوائية التسيير ؟؟ ...