ان النزاع حول الارض والماء بين ايت يعقوب واداليون ليس وليداليوم وانما تعود يداية الصراع الى 2008.عندما حرث اداليون ارضا بورية كانت ضمن المجال الوظيفي لقبيلة ايت موسى اوحدو.وفضاء رعي للقريتين معا.واثر ذلك الحدث قام ايت يعقوب بمسيرة احتجاجية يوم الثلاثاء 04نونبر 2008في اتجاه عمالة الرشيدية انذاك ؛وبعد وصول المحتجين الى تيحينوست بالريش بعد قطع 60كلم مشيا على الارجل وتم توقيفهم وبعد حوار قصير مع بعض المسولين اقتنعوا بالعودة الى قريتهم بعد وعود لم يتم الوفاء بها.ولفهم اصل الاشكال وجوهر النزاع لابد من الرجوع الى الماضي البعيد وطرح السؤال المفتاح لماذا تواجد اداليون في مجال وظيفي لقبائل ايت موسى اوحدو فرع من ايت حديدو؟ لقد كانت منطقة ايت موسى اوحدو التي تضم حاليا عدة قرى ايت يعقوب ؛تحيانت؛ افراسكو؛تسامرت ثم اداليون في الماضي البعيد بداية من القرن 16م ارض قبائل ايت عياش بل ان قصر ايت يعقوب اقدم قصر بالمنطقة سمي بذلك نسبة الى فصيل من ايت عياش تحت اسم ايت يعقوب اويوسف والذين يقطنون حاليا بمنطقة عين الشكاك باحواز فاس والذين تربطهم منذذلك الزمن علاقات تاريخية وصوفية بابي سليم العياشي الذي استقر بهذا القصر قبل الانتقال الى تازروفت ليؤسس زاوية بايعاز من الدلائيين سميت بالحمزاوية نسبة الى حمزة احد احفاده.والى يومنا هذا فان قبائل عين الشكاك يأتون لمشاركة ذرية العياشي في احتفالهم السنوي كل اسبوع بعد عيد المولد النبوي الشريف ومن يريد ان يتاكد من صحة المعلومات فليقم بزيارة زاوية سيدي حمزة خلال هذا الاسبوع.لكن بعض الضغط والغليان القبائلي الذي عرفته منطقة المغرب الشرقي برمتها بعد تأسيس احلاف قبلية منها حلف ايت عطا وايت يفلمان وظهور بني معقل بتافيلالت مما ساهم في خلخلة البنية القبلية بعد تحالف ايت موسى اوحدو واجروان وتم طرد ايت عياش من منطقة ايت يعقوب لكن ذلك التحالف لم يدم كثيرا حيث تم اجلاء اكروان بدورهم من المنطقة من طرف حلفاء الامس بدعم من ابناء عمومتهم ايت عمرو وايت سعيد اوحدو الذي استوطنوا بدورهم ارض ايت يحيى .منذ تلك الفتر ة (بداية القرن 18م)تم تحريروامتلاك مجال وظيفي مهم يمتد من تابوفروت الى حدود قرية تازروفت .وتم بناء قرى جديدة بناحية ايت يعقوب خاصة تحيانت .وتبقى رقعة اداليون هي المزرعة السقوية التى لم يتم الاستيلاء عليها من قبل ايت موسى اوحدو باعتبارها ارض تندرج ضمن اوقاف الزاوية العياشية منحها اياها قبائل ايت عياش منذ فترة تأسيسها.ونظرا لشساعة الارض استقدم احد شيوخ الزاوية السالفة الذكر مجموعة من العمال الزراعيين لاستغلال وحرث تلك المزرعة مقابل خمس الانتاج .لكن بعد تراجع اشعاع الزاوية الحمزاوية تم قطع تلك العلاقة التاريخية بينهاواداليون احفاد اولئك العمال .ونظرا لتقادم العرف وزوال نظام السخرة المعمول به قديما تم امتلاك تلك المزرعة من طرف سكان القرية؛ ولم يكتفي هؤلاء بالاراضي المسقية والتي لايجادلهم احد في احقية امتلاكها.بل حاولوا الاستيلاء على الرض البورية التي كانت في السابق فضاء للرعي لكل من اداليون وايت موسى اوحدو رغم كونها عرفيا تدخل ضمن المجال الوظيفي لايت موسى اوحدو.اما بالنسبة لمياه " اسيف نومالو" موضع النزاع الى جانب الارض السابقة الذكر فمنذ قديم الزمن كان ايت يعقوب يستفيدون من مياه ذلك الواد. مجمل القول: بعد هذا التاطير التاريخي للمشكل نستنج ان نظام الملكية العقارية بالمغرب يتسم بالغموض والتعقيد تتداخل فيه العوامل الدينية والتاريخية والاثنوغرافية بمثابة معايير اساسية لتحديد نوعية وطبيعة الاراضي المسقية منها والبعليةح ثم احقية الاستغلال من دونه وهذا اشكالية عامة.لاتقتصر على الاطلس الكبير الشرقي لوحده وانما نلامسها في كل جهات المملكة .وحل مثل هذه المشاكل المستفحلة بين القرى والقبائل في المغرب ؛ والامثلة في هذا الشأن لاتعد ولاتحصى لن مايتم الابتشكيل لجان برلمانية من أجل اقرار وسن قوانين عقارية حديثة تستوجب لتحديات الفترة المعاصرة .اذا اردنا فعلا النهوض بالعالم القروي.