الريش:إ.ي حركية كبيرة تلك التي تعرفها أوساط مربي الأغنام في منطقة ميدلت ، حيت موسم جز الصوف في أوجه مع كل ما يصاحب هذه العملية من طقوس و أفراح و مظاهر تضامن و تعاون بين الأفراد و الجماعات المعنية ب "دز" أغنامها. كنت محظوظا – و أسرتي الصغيرة - بحلولي ضيفا على عائلة "سي علي " بدوار إمزداغ جماعة النزالة غير بعيد عن فج تيزي نتلغمت الشهير، حيث تابعت عملية جز الصوف( الفيديو)التي يسميها الأهالي هنا " تلسى" ، الأجواء المصاحبة رائعة حقا : ثلاثة من الأهالي - ليس بالضرورة من أصحاب الغنم بل أيضا الجار أو الصديق أو حتى الضيوف- هم من يقومون بهذه العملية في جو من المرح و الغناء و المزاح الذي لا يخرج أبدا عن نطاق الاحترام و التقدير المتبادل ، دون أن ينس الواحد منهم أنه في مسابقة تحد غير معلنة حيث تكون النتيجة أيضا غير مصرح بها بل المتوج ضمنيا هو من يسرع و يتقن عملية الجز دون أن يجرح الخروف أو النعجة. ما أثارني أكثر هو هذا الريبرتوار الغني من الأهازيج و الأغاني المحلية التي يرددونها طوال عملية الجز ، فرغم صعوبة لغتهم المحلية إلا أنني أفهم في غالبية الأحيان المعنى العام للأغنية و أنغمس من حين الى آخر في ترديد بعض الكلمات في اشارة الى اندماج لاشعوري نظرا لسحر المكان و اللحظة . دور المرأة لا يقل أهمية ؛ فمنذ وصولنا و مظاهر الترحيب بادية في كل البيوت التي زرناها ،حيث ثنائية السخاء و البشاشة لا تفارقهن ما يثير لدى المرء تساؤلا فلسفيا عميقا: كيف يمكن لهؤلاء الجمع بين ضيق الموارد و بساطة العيش و بين كرم و سخاء الاستضافة : ذبيحة لدى و صول الضيوف، موائد مملوءة عن اخرها بشتى أنواع الأكلات المحلية، كؤوس شاي على مدار الساعة... فتحية للمرأة المغربية القروية خصوصا. يجدر الذكر أن الصوف من موارد الدخل الثابتة عند مربي الأغنام ورغم كساد سوق هذه السلعة و المنافسة الشديدة التي يتلقاها الصوف من الألياف الصناعية وخاصة في السنوات الأخيرة إلا أنه مازال محتفظاً بمكانته بين بقية الألياف الهامة في الصناعة لأهمية خواصه التركيبية والطبيعية والكيميائية فهو يمتاز بالمتانة والمرونة وقوة الاحتمال وهو عازل جيد للحرارة وله خاصية التلبد ويعطي الدفء وهو يلي القطن في أهميته بين الألياف الطبيعية. في الأخير أترككم مع الفيديو التي ربما تلخص ما سبق و قلته لكن بالتاكيد لن تغنيكم عن متعتة التجربة . Dimofinf Player جز الغنم