قبل صياغة الدستور الجديد القديم ,وقبل تناول الشعب لمهدئ "أسبرو" 25 نونبر ,كنت على يقين ان ما قام ويقوم به المخزن ليس إلا محاولة للتضليل واحتواء البركان الديمقراطي الذي انفجر من تونس ليصل الى مصر ثم ليبيا,فالنظام المغربي كعادته يتقن الانحناء للعاصفة حتى تمر بهدوء,كنت دائما في النقاش الذي أخضه مع أصدقائي الذين يحاولون لي أعناق الافكار لإقناعي بالتصويت بنعم للدستور والمشاركة في مسرحية 25 نونبر,اقول ان ما بني على باطل فهو باطل كيف يعقل أن أصوت للدستور واللجنة التي عدلته لم يختارها الشعب جاهلين بذلك المقولة الشهيرة للزعيم الهندي "غاندي" حيث قال :اذا كنت تقوم بإصلاحات دون استشارتي فإنها ستكون ضدي.أما فيما يتعلق بالمضمون فهو لم يأتي بجديد لان جميع السلط التنفيذية,التشريعية ,العسكرية ,الامنية ,الدينية,القضائية حتى سلطة تعديل الدستور لازلت في يد القصر ,كل هذا جعلني أقتنع بأهمية العزوف ومقاطعة الانتخابات ,لان الحكومة والبرلمان المنبثق عنها لاتمثل شيئا امام جبروت حكومة الظل والمجلس الوزاري الذي يحدد ويقرر السياسات العامة للبلد في مختلف المجالات.بعد صعود الاسلاميين ومرور مئة يوم على تسييرهم بدأ بعض أصدقائي يقتنعون بفكرة عجلة الاحتياط والاطفائي الاجتماعي وكل الاوصاف التي تكشف حقيقة الاستثناء والربيع المغربي.ان ما يجري الان في الساحة السياسيةالمغربية يفند مصداقية أن الاصلاح في ظل الاستبداد كالذي يشيد قصورا من الرمال بجوار الشاطئ ظنا منه أن البحر لن يهيج مستقبلا,اذا وصل حزب العدالة والتنمية الى الحكم في المغرب لماذا يهدد النائب البرلماني "بوانو" داخل قبة البرلمان بالنزول الى الشارع في حالة رفض دفتر التحملات الذي أعده وزير الاعلام الخلفي هنا نتساءل ما الذي له الحق في رفض هذا المشروع اذا صوت عليه البرلمان بالإجماع؟ ما الذي جعل رئيس الحكومة يتراجع وينحني للعاصفة ويقول أن دفتر التحملات ليس قرآنا منزلا؟ اذا وصل حزب العدالة والتنمية الى غرفة القيادة لهذا الوطن لماذا فشل في منع مهرجان "كلشي زين" الذي يصفه مناضل هذا الحزب بمهرجان العري والمجون.لماذا السيد الرباح عندما كان في المعارضة وقف ضد مشروع قطار فائق السرعة وبعد تسلمه لحقيبة النقل يرى أن هذا الاخير مشروع مهم ومربح.لماذا فشلت الحكومة التي تدعي الشفافية والوضوح في الكشف عن راتب غريتس؟ لكن ماذا ننتظر من أحزاب باعت نفسها ,ماذا ننتظر من أحزاب ادارية مدجنة,ماذا ننتظر من أحزاب هللت وصفقت لدستور غير ديموقراطي ... سوى قرارات وسياسات غير ديموقراطية بقلم الاستا