توجت مساء أمس الجمعة بالمركب الثقافي “الداوديات ” بمراكش، الأمسيات الثقافية الرمضانية في دورتها التاسعة التي ساهمت في تنشيط الساحة الثقافية بالمدينة الحمراء، بعرض الفقرة الموسيقية “روحانيات” ، باعتبارها آخر فقرة ضمن برنامج هذه الدورة التي انطلقت يوم رابع شتنبر الجاري. وقد سافر جمهور المركب الثقافي بالفعل ، في أجواء روحانية تفوح بالعبق الصوفي مع ابن الفارض وترانيم وأنغام زكريا أحمد ، وبيرم التونسي ، ومحمد الموجي التي صاحبها صوت الفنانة صباح زيداني ، وأضفى عليها مسحة أندلسية خاصة، رحل من خلالها بوجدان الحاضرين إلى عالم الموشحات والصنائع الأندلسية البديعة. وقد رافق الفنانة صباح في هذه الرحلة عازفون شباب أتحفوا الجمهور بأدائهم المتميز، من بينهم محمد رشدي لمفرج على القانون ، والناياتي بدر اليثربي وشاكر صروح في الإيقاع. وأحيت “مجموعة جسور ” الموسيقية أول أمس ضمن هذه الأمسيات حفلا فنيا شيقا استمتع الحاضرون خلاله بمختارات شعرية صوفية، من بينها على الخصوص “طوت يد الفجر” للشاعر عمر الخيام ، و”غنيت مكة” للشاعر الفلسطيني سعيد عقل، إضافة الى معزوفات موسيقية وقصائد دينية لحنها أقطاب الموسيقى العربية من المغرب والمشرق. وتشتغل “مجموعة جسور” ، تحت إشراف الأستاذ يوسف قاسمي، منذ نشأتها سنة 2005 ، على الموسيقى العربية في شكل مجدد يدمج بعض اللمسات الموسيقية الغربية في نطاق التلاقح الثقافي والحضاري الذي يستهدف التناغم والتكامل وتشجيع البحث في هذا المجال خدمة لمبادئ التقارب والتسامح بين الثقافات. وكان من بين أبرز فقرات برنامج ” أمسيات رمضان” في دورتها التاسعة محاضرتان حول موضوع “الانتقال من ثقافة النسخ إلى ثقافة الطبع” لأحمد شوقي بنبين ، و”اللغة العربية بين غنى الأصول والبعد الديني والمعرفي” للأستاذ أحمد شحلان ، وتوقيع كتاب “الحضارة العربية” لمحمد الكنيدري ، وكتاب “سبع سيدات مراكشيات” ، للأستاذ محمد صالح العمراني، إلى جانب تظاهرات فنية وتراثية أخرى متنوعة