ساكنة مراكش تتطلع للنواب التسعة الذين يمثلونهم ، ويستجيبون لإنتظاراتهم ورهاناتهم الجديدة. عبد الصادق مشموم / صحافي / عدسة محمد سماع تعيش مدينة مراكش ، على غرار باقي مدن المملكة، على إيقاع الانتخابات التشريعية المقررة ليوم 25 نونبر الحالي، حيث تتطلع الساكنة إلى إفراز نخبة من النواب تستجيب لانتظاراتها ورهاناتها الجديدة على مختلف المستويات.وإن كان النقاش الدائر بمراكش ، يقف عند عدد من القضايا العامة المرتبطة بالمرحلة ومستقبلها وبأطروحات وبرامج الأحزاب السياسية لدى النخبة والعموم، فإنه لم يستثن مسألة تغيير ألوان بعض المرشحين فضلوا الانتقال إلى أحزاب يرونها “ملائمة” وتناسب ميولاتهم أكثر في الاستحقاقات المقبلة، رغم أن بعضهم مازال محسوبا على المجلس الجماعي والمقاطعات والهيئات المنتخبة أو على الأحزاب التي غادروها. لقد شكل هذا الترحال بين الأحزاب غداة الانتخابات التشريعية التي تجري في ظل الدستور الجديد ، “قلقا” لدى البعض ومسألة غير واضحة المعالم والأهداف،لدى آخرون فيما اعتبرته جهة ثالثة أمرا “عاديا” يعكس التحولات التي يعيشها المشهد السياسي والحزبي بالمغرب، ويعززه قانون الانتخابات الجديد الذي قطع الطريق على مجموعة من السلوكيات ومنها عمليات شد الرحال والقفز من هيئة سياسية لأخرى بسبب ودون سبب، التي كانت في السابق تجري أثناء الانتخابات وبعدها،ليدرك المرشحون والأحزاب بمقتضى القانون الانتخابي الجديد، أن من رغب في التخلي عن الانتماء للحزب السياسي الذي ترشح في الانتخابات باسمه، فإنه سيجرد من عضويته في الهيئة المنتخبة، وأي خرق لهذه القوانين سيعرض المرشح أو الحزب إلى غرامة مالية تتراوح ما بين 20 ألف و100 ألف درهم. أما بخصوص الحملة الانتخابية التي انطلقت نهاية الأسبوع الأخير، فقد تعددت التفسيرات والآراء حولها، خاصة وأن بوادرها لم تظهر في مراكش حيث يسود الهدوء الشوارع والأزقة والأسواق داخل المدينة ، وكل الأمكنة العامة، اللهم بعض الاجتماعات الحزبية التي لا تخرج عن فضاء المقرات بحضور المناضلين والمناصرين، وجولات المناصرين والمساندين الذين يوزعون صور مرشحي ومرشحات وكلاء اللوائح الحزبية المشاركة ، ومنهم من يوزع برامج الأحزاب التي ينتمون إليها .كما أن بعض مظاهر الحملة جسدتها بعض الأحزاب بشكل محتشم عبر إلصاق صور مرشحيها ورموز أحزابها ، بسيارات تجول هنا وهناك للتعريف بهم ولفت انتباه المواطنين إليهم.وهناك فريق آخر يرى أن المرشحين للانتخابات يرغبون في الاقتصاد في المصاريف على حملاتهم التي تتطلب وسائل لوجيستيكية، في انتظار اقتراب موعد الاقتراع للرفع من الوتيرة والتواصل مع الساكنة . فالمرشحون واعون أكثر من أي وقت مضى بما ينتظرهم في حال صرف المال في غير محله ومحاولة استعماله لاستقطاب الأصوات خاصة مع وجود ترصد لمختلف التحركات من طرف الأجهزة الأمنية والقضائية ولجن الملاحظة والمراقبة والسلطات المحلية والإدارية .كما أن هؤلاء ملزمون بالقطع مع المراحل السابقة التي شهدت تجاوزات من هذا النوع، فحتى الأحزاب أضحت بحكم القانون الجديد مطالبة بالتصريح بكل النفقات للمجلس الأعلى للحسابات الذي له كامل الصلاحية لإفتحاص ماليتها وترتيب الجزاء عليها وحرمانها من المنحة إن لم تقدم جردا بمصاريفها ومداخليها.كما أن هناك من يرى بأن “الهدوء” يدل على أن استعداد الأحزاب بفروعها الإقليمية بمراكش غير كاف لمواجهة هاته الانتخابات التي تأتي في مرحلة جد دقيقة من تاريخ المغرب السياسي، ويشوبها بعض “الارتباك” جراء التحولات التي يشهدها الشارع المحلي والوطني، يقابلها تنامي وعي المواطن الذي رفع من سقف انتظاراته ورغبته في سلوك انتخابي جديد.أما بخصوص المرشحين فتختلف القطاعات التي ينتمون إليها، وعلى رأسهم الفاعلون الاقتصاديون، إلى جانب فلاحين ومحامين وأطر تربوية وأجراء، إلا أن السؤال الذي يطرحه الشارع المراكشي، بإلحاح هو “ماذا سيقدم هؤلاء لمدينتهم؟”، خاصة وأن عددا من الوجوه سبق وأن مثلتها في مجلس النواب، إلا أن المدينة ،حسب تقديرهم، ظلت تتخبط في مشاكل بنيوية وخدماتية ووظيفية وتنموية لا حصر لها، على وجه الخصوص في المدينة العتيقة التي تعيش تحت وطأة المنازل الآيلة للسقوط يتجاوز عددها 1000 منزل ، حسب إحصاء أجرته مصالح ولاية مراكش سنة 2010 وكذلك تداعيات مجاري الصرف الصحي داخل ترابها ، وغياب الخدمات البيئية والصحية والتجهيزية وهكذا فمراكش ترزح على تداعيات وإيقاعات الحملة الانتخابية النيابة ليوم25 نونبر ، إذ بلغ عدد اللوائح بالدائرة الانتخابية النيابية الأولى ، المتضمنة لمراكش العتيقة وسيدي يوسف بن علي وتسلطانت 11لائحة ، و 15 لائحة في الدائرة الانتخابية النيابية الثانية 15التي تشمل جليز حربيل أولاد حسون ، و18 لائحة بالدائرة الانتخابية النيابية الثالثة التي تغطي المنارة السويهلة أكفاي، في حين بلغ عدد المرشحين لهذه الانتخابات البرلمانية في الدوائر الثلاثة المعنية بمراكش 132 مرشح ومرشحة بالنسبة للوائح المحلية والوطنية ، وعلينا جميعا انتظار يوم الجمعة 25 نونبر، يوم التصويت أو الاقتراع آنذاك : ستظهر لنا النخبة التي ستمثلنا بمجلس النواب المكونة من 9 نواب ذكورا كانوا إم إناث أو شباب ... عبد الصادق مشموم صحافي