في أول وقفة تاريخية لهم تجمع المئات من أئمة المساجد مساء الأمس قبالة مقر البرلمان، للتعبير عن امتعاضهم واستيائهم العميق للوضع المزري الذي يعيشون في ظله بعدما باءت كل مساعيهم الحوارية بالفشل الذريع، هذه الوقفة الأولى من نوعها لأئمة المساجد كان مصيرها القمع والعصى المكورة من طرف القوات الأمنية التي نزلت إلى المكان فلم يشفع للمحتجين انتماؤهم النبيل لحقل من الأهمية والقدسية بما كان، ولا حتى شعاراتهم المستنجدة بشخصية الملك ولا حتى الأعلام الوطنية وصور عاهل البلاد يصرح المتظاهرون بمرارة وجود الأئمة بشارع محمد الخامس للتظاهر والاحتجاج جاء نتيجة ضيم وظلم قديم من سلسلة المضايقات وعدم الاستجابة لمطالبهم التي سبق ورفعها إمامان بجلبابيهما الأبيضين أمام قبة البرلمان مطالبين بإنصاف القيمين الدينيين المادية والمعنوية وإيلاء أسرة المساجد الرعاية اللائقة بمقام نواب أمير المؤمنين. لقد شعرت جموع الأئمة المتظاهرة بالغبن الكبير وتوعدت بثورة قادمة أبطالها أئمة المساجد الذين التحموا حول كلمة واحدة هبوا إليها من كل أرجاء الوطن للتعبير عن استيائهم وتماطل الوزارة الوصية عن تحسين مستواهم المعيشي والاستجابة لمطالبهم المشروعة، فكم يعاني هؤلاء من تعسفات مناديب الوزارة الوصية وبعض رؤساء المجالس العلمية الذين لم يعينوا حسب تعبيرهم باستشارة منهم باعتبارهم أبناء المساجد العاملين بها، هذا فضا عن أئمة مسنين يشردون ويرمون في سلة المهملات رغم جهودهم وأدوارهم الكبيرة في التربية على الدين الحنيف والوطنية وثوابت الأمة، بينما طلبة المدارس القرآنية تسحب منهم المنح بداعي عدم قبول نظام التعليم العتيق، هذا فيما تفرض عليهم بعض من الكتب والمراجع والأجهزة دون استشارة، ومما زاد الطين بلة يصرح أحد المتظاهرين هو زحف العديد من رجال التعليم للعمل بالمساجد فيما الطلبة لايجدون العمل إلا بها، وهذا ما أدي بالعديد من الطاقات منهم إلى الهجرة خارج الوطن سواء بالدول العربية أو غيرها حيث وجدوا التكريم المادي والمعنوي. إن الدور الذي يضطلع به أئمة المساجد لهو من الأهمية بما كان سيما في الوقت الراهن الذي نحن في أمس الحاجة لمن يضمن الغذاء الوحي والإرشاد الديني لناشئتنا، تلك التي تتعثر في بحر من المتناقضات والمغريات المخلة والتي بإمكانها أن تحيد بهم عن سكة الصواب، دور وجب أن يحظى بكامل الاهتمام سيما أن الرواتب الهزيلة التي يقتات منها الأئمة الذين يعيلون أسرا بأكملها، هي دون مستوى الكرامة وحقوق الإنسان في الوقت الذي تعد فيه الوزارة الوصية من أغنى الوزارات، فإن كان لكل قطاع رب يحميه فمن يحمي أئمتنا من هذا الحيف والجور؟وماموقع وزارة الأوقاف من الإعراب في كل ما يجري؟ منير امحيمدات