بايتاس: ارتفاع الحد الأدنى للأجر إلى 17 درهما للساعة وكلفة الحوار الاجتماعي تبلغ 20 مليارا في 2025    "ما لم يُروَ في تغطية الصحفيين لزلزال الحوز".. قصصٌ توثيقية تهتم بالإنسان    إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات بميناء طنجة المتوسط وحجز 148 كيلوغراماً من الشيرا    رابطة علماء المغرب: تعديلات مدونة الأسرة تخالف أحكام الشريعة الإسلامية    بايتاس: مشروع قانون الإضراب أخذ حيزه الكافي في النقاش العمومي    كربوبي خامس أفضل حكمة بالعالم    كمية مفرغات الصيد الساحلي والتقليدي تبلغ بميناء المضيق 1776 طنا    وهبي يقدم أمام مجلس الحكومة عرضا في موضوع تفعيل مقترحات مراجعة مدونة الأسرة    وكالة التقنين: إنتاج أزيد من 4000 طن من القنب الهندي خلال 2024.. ولا وجود لأي خرق لأنشطة الزراعة    بايتاس يوضح بشأن "المساهمة الإبرائية" ويُثمن إيجابية نقاش قانون الإضراب    نجاة مدير منظمة الصحة العالمية بعد قصف إسرائيلي لمطار صنعاء    توقيف القاضي العسكري السابق المسؤول عن إعدامات صيدنايا    بورصة الدار البيضاء .. تداولات الإغلاق على وقع الإرتفاع    خلفا لبلغازي.. الحكومة تُعين المهندس "طارق الطالبي" مديرا عاما للطيران المدني    احوال الطقس بالريف.. استمرار الاجواء الباردة وغياب الامطار    السرطان يوقف قصة كفاح "هشام"    الكلاع تهاجم سليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين المدانين في قضايا اعتداءات جنسية خطيرة    قبل مواجهة الرجاء.. نهضة بركان يسترجع لاعبا مهما    "الجبهة المغربية": اعتقال مناهضي التطبيع تضييق على الحريات    في تقريرها السنوي: وكالة بيت مال القدس الشريف نفذت مشاريع بقيمة تفوق 4,2 مليون دولار خلال سنة 2024    جلالة الملك يحل بالإمارات العربية المتحدة    ستبقى النساء تلك الصخرة التي تعري زيف الخطاب    مدرب غلطة سراي: زياش يستعد للرحيل    العسولي: منع التعدد يقوي الأسرة .. وأسباب متعددة وراء العزوف عن الزواج    تحديد فترة الانتقالات الشتوية بالمغرب    نشرة انذارية.. تساقطات ثلجية على المرتفعات بعدد من مناطق المملكة    حصاد سنة 2024.. مبادرات ثقافية تعزز إشعاع المغرب على الخارطة العالمية    المغرب يفاوض الصين لاقتناء طائرات L-15 Falcon الهجومية والتدريبية    "زوجة الأسد تحتضر".. تقرير بريطاني يكشف تدهور حالتها الصحية    330 مليون درهم لتأهيل ثلاث جماعات بإقليم الدريوش    أبناك تفتح الأبواب في نهاية الأسبوع    المحافظة العقارية تحقق نتائج غير مسبوقة وتساهم ب 6 ملايير درهم في ميزانية الدولة    بيت الشعر ينعى محمد عنيبة الحمري    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    الثورة السورية والحكم العطائية..    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلام السلاح الفتاك الغير محرم دوليا
نشر في مراكش بريس يوم 04 - 06 - 2011

- لا أحد يخامره الشك في كون الإعلام سلاح جديد في يد من يحسن استعماله بشكل متقن, ففي زمن المعلومة يصبح الرافد الإعلامي, وجالب المعلومة, وصاحبها, والمتحكم بهم جميعا, هو المحور الأساسي المدير للأحداث في مجملها إما ظاهرا أو باطنا , فالمحصلة هي النفوذ القوي في نهاية الأمر .وهنا يجب علينا الرجوع إلى الخلف قليلا , إلى زمن التحكم الغربي في الإعلام جميعه ,وسرد أمثلة واضحة على هذا الكلام يأتي مكتوبا و مرئيا , فقناة CNN ومن جرى على شاكلتها ضللت الأمريكيين و معظم متابعيها ردحا من الزمن إذ صورت لهم الوضع مثلا في فلسطين مقلوبا في مجمله , ذلك بأن إسرائيل دولة آمنة وقديمة وفلسطين كيان معادي ومرتع للمجرمين والقتلة والإرهابيين والمخربين من اصغر طفل إلى اكبر شيخ هرًَِِِم ,وهذا القول صدقه ملايين كثيرة في الولايات المتحدة وحول العالم مما أعطي الصراخ الفلسطيني والعربي نوعا من كاتم الصوت لافتقارهم للبوق الإعلامي القوي رغم ما تميزت به سواء بعض البلاد العربية أو البلاد المجاورة المتعاطفة مع القضية العربية من نفوذ إعلامي في بعض القنوات أو الروافد الإعلامية المكتوبة المرئية وحتى المسموعة .
- الأمثلة كثيرة وتحتاج لسرد أكاديمي مفصل سواء من حيث المعطيات أو الأحداث أومن حيث الإحصائيات وموارد الدعم وغيرها وبالخصوص توضيح الخيوط المتحكمة في جميع السابق بحيث تكون المصالح والمال هي المتحكمة في السياسة التي إما هي مع أو ضد الإعلام في نهاية الأمر , الآن في العالم العربي الذي عرف تجارب إعلامية عديدة منها ما لاقى نجاحا منها من باء بالفشل علينا دراسة عدد من الأمثلة التي أصبحت في نظري مدارس مستقلة في فن الإعلام بغض النظر عن كنهها ومآل تجربتها,وقد وجدت من المفيد دراسة خمس أمثلة واضحة ثلاث منها مرئية و احدها مطبوع والأخير رقمي الكتروني .
- بداية نستهل بالمرئي ومع القناة (الفضائية) التي شدت الملايين من أبناء العالم العربي والإسلامي بخطها المتبني للمقاومة ولونها الإسلامي المعتدل ظاهريا وهي قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله والتي داع صيتها وأخذت بريقها مزامنة مع انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية إذ أخذت آلتها الإعلامية في دك كل فرضيات الاحتلال عبر التسجيلات وعبر البرامج الحوارية وجزء كبير من التوظيف الفني والمعلوماتية في طريقين مختلفين الأول شد التأييد العربي والحصول على مصداقية لدى الشارع والمتلقي والثاني عبر ضرب إعلام الكيان الإسرائيلي وخلخلة ثقته في إعلامه وأجهزت الدولة (حكومة,جيش,كنيست) هذا كان عبر إذاعة التسجيلات لما اسماها حينها الجهاز الإعلامي للحزب المذكور العمليات النوعية التي نفذها ضد إسرائيل بالإضافة إلى بث صور وتسجيلات تظهر الخذلان الإسرائيلي وبكاء ونواح جنوده في مقابل معنويات رجال الحزب المسلح اللبناني المرتفعة بالإضافة إلى إظهار العديد من الأشياء ميئسة للجيش المعادي بالإضافة إلى كون القناة اعتمدت مقابل هذه المبدئيات تحديثا تقنيا وذلك باستخدام أجهزة حديثة للبث تصل إلى العمق الإسرائيلي لإيصال البث الأرضي بالإضافة إلى كونها تبث فضائيا هذا إذا ما أغفلنا الكم الكبير من البرامج الحوارية السياسية التي تجلب فيها عدد من المثقفين والصحفيين والكتاب والأدباء والرموز وعدد كبير من المعارضين لإسرائيل لتصبح صوتا موجها ضد الإعلام المعادي حاز جانب كبير من الحظوة لدى المشاهد وما زكى هذه الحظوة هو النصر على الأرض بين قوسين طبعا هذا النصر وان كان ضئيلا أو غير موجود أصلا فهو يبقى مادة للتوظيف الجيد والدءوب لانجاز تكافئ على الساحة ولو بنسبة ضئيلة وغير واضحة , حوالي الثلاث سنوات وقناة المنار تعتمد ما ذكرناه في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل ومع حلفائها ,غير أن هذا البريق بدئ يختفي وتلك المصداقية المكتسبة بدأت تزول بعد حرب تموز لأسباب عديدة أولها أن الفضائية انعدمت عندها المصداقية في نقل الإحداث ,إذ صورت كما صور غيرها أن النصر كان لجانب الحزب واخفت مواطن الضعف الحقيقية وأوردت معلومات الكثير منها مغلوط مما ضرب المصداقية كميزة لدى الفضائية , الأمر الآخر هو أن الإجماع الذي كان حول المبدأ(العدو -المقاومة) لم يعد نفس الإجماع بعد حرب تموز إذ ظهرت مغامرة حزب الله ومقامرته بأمن الشعب في سبيل مشروع خارجي لا يمط للبنان بصلة ,هنا تحولت الفضائية من رافد معلوماتي للملايين حول العالم العربي إلى بوق إعلامي لنشر فكر معين لفائدة جهة معينة لا يهتم به إلا مناصروه مع الأخذ بعين الاعتبار غوص القناة في الدعاية الداخلية ولعبة الحزب السياسية مع بعض الطائفية التي هي السمة الغالبة على لبنان , فضائية المنار كانت تجربة قصيرة في هيمنة الإعلام العربي (نسبيا) على ساحة الاحذاث رغم إنها لم تتجاوز الخمس سنوات من عمرها .
MBC- ...كثيرا ما نمر على قنوات ومحطاتها أو مراسليها أو برامجها ولا نهتم للأمر سواء كان موجه لنا او ضدنا قناة MBC هي أقدم و أول تجربة إعلامية عربية موجهة للعائلة ,إذ ان العديد من المشاهدين العرب في أواسط التسعينيات كانوا حين اقتناء اللواقط الفضائية يوجهون سؤالا للعامل الثقني (هل تبث لنا قناة MBCفي الرقم 1؟) فقد كانت حينها أول قناة عربية وأقواها من ناحية جلب انجح وأول المسلسلات عرض احدث الأفلام بالإضافة إلى الأخبار المميزة والمفصلة والبرامج الحوارية الحية الممتعة والتي كانت تتميز ببعض الجرأة حينها ..وحتى أكون منصفا انه كل الأجهزة الالتقاط العادية فقدت قيمتها حين انتقلت القناة المذكورة إلى البث على الأجهزة الرقمية..فقد كانت قناة للتسلية والمتعة والفائدة والمعلومة..مع اتساع وتنوع شريحة المشاهدين وظهور ما يسمى بالقنوات المتخصصة اتخدت الفضائية نهج جديد وهو توزيع البث إلى قنوات ضمن الشبكة التي تبث بشكل مفصل في كل مجال وتحولت القناة المذكورة إلى شبكة ومجموعة MBC فأصبحت تظم ثلاث قنوات متخصصة بالأفلامMBC MAX –MBC2 –MBC ACTION وقناة للأطفال MBC3وقناة شبابية MBC4 بالإضافة إلى القناة الأولى MBC1 التي تخصصت في الأسرة والمجتمع وعدد من الراديواهات بالإضافة إلى أهم قناة في المجموعة وهي القناة التي تهتم بالإخبار السياسية وغيرها (قناة العربية) هذه القناة كانت ضرورة ملحة في ظروف عصيبة مرت بها وتمر بها منطقة الشرق الوسط والعالم العربي عموما وكانت أيضا ضرورة ملحة جدا لمواجهة إعلام معادي أخر يستهدف بعض مصالح مؤسسي قناة العربية , تأسست العربية في شهورها الأولى وكسبت مشاهدين كثر ,اسميهم بفيالق الاستطلاع , فكل منتوج جديد يجب ان يجرب , لكن مع الأسف لم تنجح في الاختبار بل أفلست من أول تجربة إذ بدأت مسيرتها بمعاداة أنظمة والسعي إلى إسقاطها كما فعلت إبان الغزو الأمريكي الغاشم على العراق ,ومضت أيضا في أسلوب التعتيم والتضليل نفسه ,ووضع الخطوط الحمر الكثيرة أمام محرريها وطاقمها الصحفي فالمال السعودي المتحكم ممسك بكل خيوط القناة ومناحيها,إذن فقناة العربية خاصة ومجموعة MBCهي ذراع سعودي في الجسد الإعلامي وليست مستقلة حتى نمنحها صفة الإعلام الفاعل أو الحر أو إعلام الحقيقة ,هذا منطقي لكن بالمقابل هي درع ضد قنوات أخرى في نفس مضمارها تعتبر أدرعا لأنظمة أخرى تحاول مثلا النيل من النظام السعودي والإعلامي السعودي ويجب مواجهته بالمثل ,فالمحصلة لا يوجد إعلام مستقل مائة بالمائة سيقبل الدفاع عن نظام ما مجانا وخدمة مصالحه هكذا دون وجه منفعة أو مصلحة , لكن الخطأ هنا من قبل (العربية) على وجه الخصوص هو أنها لا تتجاهل الجانب السعودي في تغطيتها بل تلمع أحيانا وجهه بما لا يستحقه أو لا يمكنه أن يكون فيه ولو أراد القائمون على العربية إحراج العديد من أدرع الإعلام المتنوعة لقاموا بتشريح واضح ومفصل للواقع السعودي وبدعوى للإصلاح الحقيقي وليس التلميع الخارجي مما سيجعل للقناة مصداقية في الداخل السعودي وعلى العموم العربي من محيطه إلى خليجه, غير إن قناة العربية قد ماتت فعلا وانتهى أمرها منذ رصاصة العذاب (وليس الرحمة)التي أطلقها عليها الإعلامي حافظ الميرازي حين أعلن انه في موضوع حلقته المقبل من أستوديو القاهرة سيتكلم عن الداخل السعودي وفي حالة كانت القناة تحابي النظام ستكون أخر حلقة له في البرنامج وودع المشاهدين , وفعلا كانت آخر حلقة للإعلامي وثم إقالته وانتهى أمر قناة آل سعود العربية وانتهت تجربة إعلامية لم يكن لها عمر طويل بسبب علاقة مصاهرة بين مالك القنوات بن إبراهيم وبين الملك فهد الشيء الذي أعطى ذراعا لأمراء آل سعود بالنفوذ الإعلامي .
-المثال الثالث الأصعب على الفهم وذي التشعب الكبير في المجال الإعلامي والسياسي وذات البداية مشبوهة والتغطية الواسعة ,إنها قناة الجزيرة الفضائية ,في بدايتها كان التوجه لتكون ذراعا سعودية وترجمة عربية ل bbcالانجليزية بحكم أن اغلب العاملين فيها عند التأسيس كانوا بجنسيات مزدوجة واغلبها ابرطانية ,غير أن السعودية لم تكن مستعدة لتطبيق هذا المثال الإعلامي الجديد المبني على الشفافية ,الوضوح ,التصريح بكل الأسماء ,الإشارة لكل الأفراد, مهاجمة السياسات, كشف المستور , ونوع حرفي جديد من الريبورتاجات والتي يمكن أن نطلق عليها اسم التحقيق الصحفي بالإضافة إلى البرامج الحوارية التي تستضيف أناسا ممنوعون من قبل أنظمة أو مطاردون من قبل أنظمة أخرى ,وغيرها من سبر في أعماق الأعماق للحصول على الحقيقة الكاملة والكامنة المترسبة في القاع,في حين كانت شبه جزيرة عبارة عن دويلة صغيرة منسية يكاد شعبها لا يتجاوز مواطنيه ومجنسيه عدد أفراد هجرة (قرية) سعودية مستعدة لتتحمل هذه الشروط إنها إمارة خليجية منسية تدعى (قطر),استضافت قطر فضائية الجزيرة واستطاعة أن تتحمل فاتورة بناء الثقة بين الفضائية وبين المتلقي العربي فكانت أولى أيام البث كافية لتصبح الجزيرة مادة دسمة يتناقل الناس أخبار برامجها التي بدت حينها أنها مختلفة جدا عن البرامج النمطية وعن القنوات سواء الفضائية أو المحلية بالمقابل أصبحت الدوحة التي لم تكن معلومة إلى الأمس القريب محط أنظار الكثير من الدول والشعوب ,اشتهر كثيرا برنامج الاتجاه المعاكس لمقدمه ومعده الدكتور فيصل القاسم السوري الأصل البريطاني الجنسية , كما اشتهر عدد من زملائه مثل سامي حداد و جمال ريان وغيرهموعرف بعض الائمة ايض وصار لهم صيت مثل الدكتور يوسف القرضاوي عبر برنامج الشريعة والحياة...الجزيرة بدأت بنشرات إخبارية مختلفة أخبار موثقة ومحل ثقة ' شافية وكافية تجاوزت جميع الخطوط الحمر وعرض الواقع كما هو تقدمت الجزيرة في السنوات ومع كل سنة تمر تترسخ قدم الجزيرة في عقول الناس وفي يومياتهم فلا يخلوا بيت من إطلالة مذيعيها ولا توجد مقهى لا يشكل بث الجزيرة الإخبارية على الأقل %70 من حيز عرضه للبرامج المتلفزة , تطورت الجزيرة كثيرا لتصبح هي أيضا شبكة ومؤسسة إعلامية كبيرة بالإضافة إلى كونها أصبحت مؤسسة اقتصادية أيضا , أصبحت الآن تضم القناة الإخبارية(الجزيرة)الأصلية بالإضافة إلى الجزيرة مباشر التي تعتبر صلة وصل اجتماعية ومنبرا حرا لعموم الشعب العربي بالإضافة إلى الجزيرة انجليزية و الجزيرة أطفال والجزيرة وثائقية و الجزيرة الرياضية التي تمتد من 1+ إلى الجزيرة الرياضية 14+ ,هذا كله يساهم في بناء الشبكة العملاقة التي تدير الندوات ومركز إعلامي يعتبر الأول من نوعه في العالم العربي بغض النظر عن الوسائط الرقمية التي لا نعتبرها متصلة برافد الجزيرة الأم بل هو عندنا متداخل مع ما يسمى بالصحافة الحرة الغير مراقبة والغير مؤطرة, لكن هنا ما خفي هو كيف استطاعت دولة أن تصبر على هذه المقاطعة العربية بعد أن وقعت عدة أزمات دبلوماسية بسبب برامج الجزيرة ضد دول عربية أخرى ,السبب جد بسيط و واضح إنها فاتورة الشهرة التي لم تكن لتحصل للبلد المنسي الضئيل (قطر) عليها لولى فضائية الجزيرة , فلا مقومات صناعية حقيقية ظاهرة على معالمها كما هو حال دول المغرب العربي ولا هي ذات أراضي فلاحية خصبة أو مردود فلاحي لافت كما هو حال مصر والسودان ولا هي دولة قوية ذات سيادة وتطور وتقدم كبير كما هو حال العراق ولا هي دولة بمقومات بشرية و تاريخية كبيرة مؤثرة كحال اليمن مثلا ولا هي دولة إقليمية اقتصادية وسياسية كحال السعودية وسوريا والإمارات والأردن.
فقطر لم تكن لتتجاوز كونها دولة شواطئ سياحية وبلد مولاًٍََِِت (أسواق ممتازة) ولا تزيد لكنها استطاعة عبر الجزيرة وعبر المزايدة في الولاء لدول الغرب (أمريكا وفرنسا وبريطانياو اسرائيل...), كان أولها قبول استقبال اكبر قاعدة أمريكية في منطقة الخليج,واستضافتها على أراضي السيلية والعزيزية وترحيل أكثر من ثلاث ألاف نسمة من ساكنة المنطقة ثم باستهداف كل العرب والتنقيب في سياسات هذه الدول وما يوصف بالخروقات وإظهار فصائل المعارضة و إعلامها , ثم بالتحقيق وافتعال الأزمات الاجتماعية (الشذوذ –الدعارة-الإدمان...)داخل الدول العربية ,وعبر هذا أصبحت الجزيرة (كما وقع للعربية بعدها) محض ذراع لبيت الإمارة القطري تتحكم فيه زوجة أميرها موزه بنت المسند وحمد بن جبر آل ثاني عبر مجموعة من الوسائل ومن رجالات بيت الإمارة داخل مكاتب وإدارة القناة ,المواطن عربي ربما أفاق متأخرا لكنه بدأ يفيق بعد أن وقعت الجزيرة في مجموعة من الأغلاط التي لم تكن لتفقد بريقها ومصداقيتها لو تجنبتهم وبالمقابل, لو لم تتجنب الجزيرة تلك المسائل فماذا سيستفيد منها النظام القطري ؟ بعض تلك المسائل كون الجزيرة لم تتطرق يوما من قريب أو بعيد إلى كيف جاء أمير قطر (حمد بن جبر آل ثاني)للحكم ,هل انتخب أو اختاره الشعب أو جاء بتنصيب ..أو ..أو..والحقيقة انه جاء عبر انقلاب الابن على أبيه وطرده إلى السعودية بدون مال ولا متاع ,هكذا جاء الأمير الجديد وبعد الانقلاب ب 24 ساعة طار إلى إسرائيل ليقول لهم لا تهمنا القضية الفلسطينية كنوع من إظهار الولاء والدليل على هذا إن قطر دولة سياحية واقتصادية مهمة في منظومة إسرائيل وكان هذا سبب عداء قطر مع السعودية وهو اعتبار الأمير الحالي غير شرعي في سدة الإمارة واستقبال والده في رحابها وكذا الحال بالنسبة للمغرب الذي لم يعترف بهذا الانقلاب وسبب هذا جفوة في نفس الأمير الجديد ما فتئ يظهرها عبر قناة الجزيرة في حملاتها الفاشلة على المغرب ,والأمر الأخر حول الحكومة والبرلمان المنتخبان في قطر , والحقيقة انه لا يوجد أي حكومة منذ تولي الأمير الحكم إلى الآن فكل أعضاء الحكومة هم بيادق إما من أسرة آل ثاني أو من أسرة آل المسند يحركها الأمير كما يشاء ويغير أماكنها كل حين والبرلمان هو محض خرافة لا يذكرها احد في دويلة قطر من قريب ولا بعيد , وهكذا ثم تغييب أي تغطية إعلامية للمجتمع القطري وللسياسة القطرية , في حين لم تنجوا أي دولة عربية من هجوم الجزيرة وشعارها المعروف الرأي والرأي الآخر والذي أصبح خلال مسيرتها الرأي والرأي نفسه , بل تجاوزتها إلى حذف أي رأي مخالف عكس ما ترفعه من شعار الحيادية فقد ساهمت وكآلة إعلامية قوية في الحرب الأمريكية على العراق وساعدت في التعتيم على جميع الاحذاث التي من شأنها أن تضر بمصالح حلفاء قطر , كما مارست نوعا من التضييق الإعلامي على الناشطين الأحوازيين ولولى بعض عمليات الاتصال بطريقة التنكر بالفضائية لما سمع صوت أبو المنتصر البلوشي و صدى القضية الاحوازية ,المشاهد رغم سنوات من الغفلة استطاع بعد مدة وان طالت أن يعرف حقيقة الجزيرة وحقيقة أنها لا تمارس الحياد ولا الإعلام العرضي بقدر ما هي فاعل في القضايا مساهم فيها بقليل أو كثير بشكل من الأشكال ,فذراعها السياسي الذي يظم عددا من المثقفين والناشطين بالإضافة إلى عدد من حلفائها الإعلاميين والمتنمرين من أمثال عزمي بشارة عضو الكنيست الإسرائيلي السابق (المتهم من قبل قوى سياسية إسرائيلية بالعمالة لحزب الله وإيران) وطاقم صحفييها الذي هو من أكفئ وأنشط الطواقم بالإضافة إلى المال القطري والإيراني والتركي والسوري الذي أصبح متدفقا بعد اتفاق الدول المذكورة على اقتسام كعكة التحالف والشق الديني المتمثل في شرعية مثلها الدكتور يوسف القرضاوي في تصويغه الكثير من الأشياء سواء لدار الإمارة أو لدار الإدارة في الفضائية ,هذا بالإضافة إلى مدير الشبكة وضاح خنفر الذي من الممكن أن نقول فيه انه بدون وطن يحزن على ضياعه فوطنه الوحيد هو مكتب إدارة قناة الجزيرة, لكن السقوط الحقيقي لقناة الجزيرة بدأ مع انكشاف مؤامرتها على امن واستقرار عديد من الدول العربية إذ كانت ولتزال تعرض فقط ما يروقها من الأخبار تضخم عدد القتلى والجرحى وتركز على السلبيات بل وتدعوا أحيانا لفئة علانية دون أخرى في انتخابات إيران التي عرفت اختلافا كبيرا بين كروبي ونجاد وقفت على الحياد مع ميل طفيف إلى نجاد كون التأزم في إيران واشتعالي أي فتنة داخلها لا يفيد دار الإمارة ولا الجزيرة وعرضت لكل الأطراف ,في مصر لم تقف على الحياد بل وقفت ضد نظام مصر وصوت أن مصر تحترق وركزت على مظلومات جماعة الإخوان المسلمين ذات القوة الأكبر والانتشار الأوسع وحق السبق في الانتخابات على حد رأي تغطيت الجزيرة رغم أنها لم تذكر يوما أن في سنة 2008 ثم اللقاء بين قيادة إخوانية وممثلين للسفارة الأمريكية للتفاوض على إمكانية دخول الإخوان للحكم في مصر والاندماج في لعبة السياسة وتوضيح مواقفهم من قضايا إقليمية ..كما لم تظهر حقيقة حكومة العراق العميلة وما ترتكبه من تدمير وتقتيل ولم تعرض لما يقع على الأرض من تقتيل طائفي وتصفية للمواطنين السنة والمسيحيين من قبل مخابرات إيران , بالمحصلة هذه التغطية لن تفيد حلفائها في إيران ولن تخدم دار الإمارة سيعمل مقص الرقيب الحاد جدا في هذه المسائل, في المغرب ساندت حزبا معين (المصباح) وعملت كأداة داعية له (بموافقته أو تطوعا منها لا يهم إلا ما حصل على الأرض) و حينما وقعت مشاكل اجتماعية في منطقة العيون صورته الجزيرة على انها حرب تقودها الدولة ضد المدنيين لكن المغرب كان دوما مستعد لها ومتأهب في موريتانيا مشاكل اقتصادية ومجاعة ..في الجزائر اضطهاد للأقليات وقمع لسكان منطقة القبايل ..في اليمن تهميش للشعب واحتكار السلطة من الدولة ..في لبنان المحكمة الدولية تريد تصفية حزب الله المقاوم لحساب أمريكا وإسرائيل وحلفائها ..في السودان كانت تدعوا إلى التقسيم وتزكيه كأنه يخدم مصالحها وهو كذلك بالفعل فلا ننسى الدور القطري في قضية السودان ..دائما تزكي الطائفية والعرقية وتركز على مظلومية الأقليات وتدعي ما ليس موجودا على الساحة , في ثورة الشباب التونسي (كما توصف) وقفت بسفور ضد الدولة وضد بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي ولم تفعل هذا أبدا يوما ضد موزة بنت المسند ولن تفعل, في مصر وقفت جنبا إلى جنب مع الثوار في ميدان التحرير ودعت إلى سقوط نظام الرئيس حسني مبارك في اليمن كلما خمدت أو بدأت بالخمود زادتها اشتعالا بتقاريرها واستضافة اعظاء خارجيين من المعارضة , في ليبنا وقفوا مع من يسمون أنفسهم بالثوار وصورت كل شيء على عكس حقيقته بما يخدم المصالح فعلا ...وغير هذا كثير جدا ..جدا لا يتسع لنا لعرضه إلا بحث مفصل حول حقيقة أهداف القناة , قد تحولت الجزيرة من جهاز إعلامي إلى كيان سياسي فاعل ومتحرك ومؤثر لحساب مصالح مختلفة ومتشابكة ,تتجاذبه القوى الإقليمية المتصارعة يختار الوقوف إلى جانب من تقف بجانبه دولة قطر ويسعى إلى تحقيق أهدافها وهذا مآل الجزيرة كما العربية قناة عائلة حاكمة لها مصالح تدافع عنها واخلف مرة أخرى العرب موعد خلق كيان إعلامي نزيه في حين أصبح ما أسسوه لخدمة مصالحهم وقضاياهم يوجه ضدهم كشعوب و كمكون اجتماعي عبر مهاجمة الدول وتسفيه السياسات وقلب الأنظمة المفضي لانعدام النظام.
- من بين أقوى الوسائل الإعلامية الجرائد ورغم أن بعضها لا يصل إلا لعدد قليل من الناس قد لا يتجاوز بضعة مئات من الآلف غير انه لا يقع فيه الهذر ,بمعنى انه لا يقتني الجريدة أولا إلا الشخص المتعلم (المثقف أو المتحاور متلقيا كان أو محاضرا) أي انه لا يمكن لشخص جاهل أو أمي أن يقتني جريدة بدون استطاعة قراءتها وفهمها ,من جهة لا يمكن للمهتم بالرياضة أو الفن اقتناء جريدة سياسية أو أدبية والعكس أيضا ,إذن فالجريدة بوصولها إلى الطبقة المستهدفة من قبل تحقيقاتها ونمط تحريرها تكون قد أفرزت نجاحا واسعا ,على سبيل المثال جريدة الشرق الأوسط التي تصدر من لندن والتي تهتم بالعالم العربي بحيز كبير من مقالتها وتحقيقاتها توزع تقريبا في جميع عواصم الدول العربية ,وتلاقي أيضا رواجا كبيرا ,وكذلك جريدة القدس العربي لمديرها (عبد الباري عطوان) تجد أيضا رواجا كبير حين كانت تمارس الحيادية وتهتم بالشأن العربي من جانبه الايجابي ,وجه الاختلاف بين الشرق الأوسط والقدس العربي هو التفاصيل الكثيرة ونوع العرض الموزع على كافة المجالات ,ولكن ما تتعرض له القنوات من تحزب وخدمة المصالح تتعرض له حتى الجرائد فالشرق الأوسط هي ذراع سعودي يعرض ما يخدم مصالحه والقدس العربي أصبحت ذراعا في التحالف الذي يحرك فضائية الجزيرة (قطر -إيران -تركيا) بما لا يتعارض قطعا مع مصالح أمريكا وإسرائيل باطنيا طبعا إما ظاهرا فالعداء مسموح وهذه سياسيات قديمة ومتصلة ,لا تنال من حقيقة فراغ محتوى التوجيه البنيوي عند الصحافة المكتوبة شيئا ,فتضخيم الأمور وعدم المصداقية وأحيانا الكتابة بالأجر ,تجعل من الصحافة المطبوعة غير ذات فعالية إلا في جانب واحد هو أرشفة الأحداث لا غير .
- إسلام اون لاين من أقدم الوسائط المتعددة في الشبكة العنكبوتية (الانترنت)استطاع بعد مدة قصيرة من إنشائه أن يصبح مصدر معلومة ليس فقط دينية بل اجتماعية ومعرفية وأصبح متنوعا بحث لا يمكن لأحد من مرتادي الشبكة العرب أن لا يكون قد زار أو رأى أو قاده البحث عن موضوع أو رافد ما,إحدى صفحات الموقع المذكور ولو لمرة واحدة على الأقل ,لكن المشكلة التي أصابت الموقع هي قصر عمر الفاعلية داخل الشبكة فلا عكس كل وسائل الإعلام فإن (الانترنت) يعرف تحديثا كل ثانية وهذا ما يجعله خارج السيطرة ناهيك عن أن معلومته غير مقيدة بالدقة والموضوعية مما جعل الموقع يخبوا شيئا فشيئا , حتى أصبح غير ذي وجود فعال سوى بصفحاته التي قد تغنيك عنها صفحات أخرى أدق واقرب معلومة مثل المدونات أو مواقع الجرائد الرقمية بالإضافة إلى المواقع المتخصصة في كل شيء من الدين إلى الصناعة مرورا بالتعليم والسياحة والتاريخ والأدب والسياسة ,وظهور المواقع الاجتماعية التي جعلت من التواصل شيئا بسيطا جدا .
-الآن بات واضحا التسيير أن الإعلام لا يمكن أن يكون نزيها وإنما تحركه أغراض سياسية ودينية وطائفية و بالأخص اقتصادية ,وأن ليس كل ما تعرضه وسائل الإعلام هو بالضرورة موجه لخدمة المواطن والأوطان فبعض ما توجه هذه الأبواق يكون على اختلافه نوع من إشعال وإذكاء نار الفتن وإحماء الصراعات وأحيانا زرعها ,فوسائل الإعلام هي اذرع لتطبيق سياسيات معينة تخدم مصالح القائمين عليها اثر علاقات لهم مع هذا أو ذاك وإذا ما عبنا على CNNخدمتها لمصالح اليهود وضرب المصالح العربية فكيف لا نعيب على الجزيرة خدمة دولة عربية ذات تحالف أجنبي وضرب مصالح عربية بل تفتيت هذه الدول العربية وتزكية الفتن و الانقسامات (طائفية –دينية-عرقية) والمساهمة في احتلال دول عربية وسقوط أنظمتها ,إن الإعلام الأجنبي علم انه لا يمكن أن يصدقه الشارع العربي بعد ما وقع فيه متلبسا من عداء للمنطقة العربية فجاء زمن استخدام الإعلام العربي لتخدير الشارع وتقسيمه وربما الأخيرة لاقت نجاحا كبيرة مقارنة بالأولى وبتكلفة اقل ومخاطرة اقل , وما يثير في الوضع الحالي هو فقدان الشارع أي نوع من احترام المثقف فما شاهده من تراشق بالسب والشتم وألفاظ البغض والكره وحقارة المنطق ألتخاطبي على الاتجاه المعاكس بين ضيوفه يجعل الثقة تنعدم بشكل كبير جدا في حين كان من الممكن إن يكون النادي السياسي على قناة ANN (عراقيون معارضون) مثالا جيدا للحوار الهادئ و الواضح والذي يعطي مثالا جيدا للمثقف العربي وللمتلقي .
-في المحصلة عندما يفقد الشارع العربي الثقة في إعلامه سيفقد الثقة في كل شيء لأنه وضع أملا كبيرا على الإعلام الذي اعتبره وجها للحقيقة التي سعى لمعرفتها أو إظهارها , لكن هذه الوسائل الإعلامية الآن تعمل لحساب سياسات قد تضر بمصالحه تقسم المتكامل وتفرق المجتمع وتسقط ما كان عصيا على الإسقاط.

كريم بنكبران


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.