الذي .. يستيقظ باكرا، يودع فراشه الدافئ للذهاب إلى حقول التعب جائعا، تلسعه ريح الصباح الباكر، تتجمد يداه و تتألم بطنه من شدة الجوع .. يضرب بطن الأرض بفأس حافية، وعند كل ضربة أرض يخفق قلبه بشدة لأبنائه ... من أجل لقمة عيش . الذي .. يمشي قرب الحائط ، ينظر إلى وجوه المارة .. أو إلى أحذيتهم، أو إلى قففهم المملوءة بالخضر والفواكه .. وأشياء أخرى . تمر من أمامه سيارة شبح أو( حوليه)ينظر إليها وكأنه يشاهد فلم رعب من أفلام هوليود الساحرة .. بعد لحظات ينظر إلىنفسه : قميص متهالك، بنطلون متسخ، صندل بلاستيكي .. و أشياء اخرى. ترى ما الذي سيفعله ! ( و بلاها الحديث هنا عن نظرية الصراع «أو الحقد» الطبقي ) . الذي .. يفكر و عيناه تدمعان في صمت، يحمل ورقة شمطاء بيده اليسرى تشهد على حالته الضعيفة، يمد لك يده اليمنى ( تاعت الله) في مقهى حقير وسط المدينة، المدينة التي سرقت أحلامه و خبزه في سالف الزمن ... و حاضرها ! الذي .. في لحظة لم يعد يشبه وجهه، طال غيابه في المنفى، بعيد عن تراب وطنهوأهله . الذي .. يحزن مع ضوء القمر، وعند فاتورة الكهرباء و الماء، ومع عودة كل عيد، وفي الدخول و الخروج المدرسي، ومع قدوم الصيف و الشتاء و الخريف و الربيع .. وعند الولادة أو الوفاة، أبو العيال التي تصرخ في وجهه كل دقيقة ..من لعنات الفقر ! الذي .. مجرد مواطن، مجرد رقم أو إنسان ... لماذا ؟ لأنه لا يبحث عن شيء أكثر من مجرد لقمة عيش .