بكل منطقة فلاحية يوجد مكان يسمى الموقف يجتمع فيه الرجال والنساء في الصباح الباكر لأجل العمل في الحقول والضيعات..، يحمل هؤلاء قوت يومهم وأدوات عملهم المختلفة والمتنوعة حسب طبيعة العمل. النساء منهم يغطين وجوههن اتقاء لحرارة الشمس ومنهن من تضع القبعة على رأسها إلى جانب الخمار، تجد من تشتغل في ضيعة محددة ودائمة، أو من تنتظر حاجة مُشغل إلى امرأة تجني فاكهة أو خضرا أو تحصد زرعا أو قمحا كلهن ينتظرن حظهن يوميا، فإما أن تظفرن بيوم عمل أو تعدن لبيوتهن بالخيبة والأسى. استطلعنا أحوال هؤلاء النسوة وما يعانينه في عملهن اليومي في فصل الصيف حيث الحرارة المفرطة خاصة في المناطق لوسطى. ** "حديث ومغزل" على بعد ست كيلومترات من مدينة سوق السبت بإقليمبني ملال، تقع قرية أولاد يلول، نقلتنا إليها حافلة مهترئة. قال عنها أحد الركاب مازحا إنها تحتاج إلى أن تلج مركز الإنعاش، وقال آخر: بإقليمبني ملال لا توجد سوى مزبلة الحافلات، درجة الحرارة مرتفعة، والشمس تلفح وجهك بأشعتها المحرقة، وللوصول إلى بعض الضيعات الصغيرة عليك أن تمشي مسافات طوال على الأرجل وتجتاز حواجز كثيرة من قبيل سواقي المياه الإسمنتية. الكل يعمل في جد ونشاط، عمال وعاملات، حيث الأشغال متنوعة ومختلفة، نساء يقمن بجني الشمندر وأخريات يقمن بعملية التقفيف، أي فصل الأوراق عن حبة الشمندر، ومنهن من تقوم بعملية تنقية النعناع من الأعشاب الضارة ومنهن من تقوم بجني الطماطم. بضيعة صغيرة ينبت النعناع، تزحف فتيات على الأرض لأجل تنقيته من الأعشاب الضارة، يرتدين سراويل غليظة كي لا يصبن بخدوش، تدل ثيابهن المتسخة على عناء العمل الذي يقمن به، هؤلاء الفتيات هم بنات الدوار إحداهن تعمل إلى جانب أخيها. تحكي بشرى (23 سنة) عن أسباب لجوئها لهذا العمل: أبي مريض ولا أحد في أسرتنا يتحمل المسؤولية فلجأت للعمل لتدبير مصاريف البيت. تقاطعها زميلة لها في العمل قائلة باستياء وهي تنقي النعناع لأن مُشغلها سمح لها بالكلام بعد أن اشترط عليها تطبيق المثل الشعبي القائل: حديث ومغزل أي أن تتحدث إلينا وفي الوقت ذاته تزاول عملها إنه عمل مضن لكننا مضطرات إلى ذلك. تتنهد بشرى وقد حجبت وجهها بخمار يقيها حر الشمس، فقالت بصوت ينبئ عن الشعور بالقهر والظلم: إنها ظروف قاسية دفعتنا لهذا العمل، فمنذ أن بلغت سن السادسة عشرة وأنا أعمل أجيرة في الفلاحة، فلو كان لي إخوة ذكور لجلست ببيتنا معززة مكرمة، ولكن الحمد لله على كل حال. ** الزواج يساوي الخلاص عائشة فتاة في سن العشرين على ما يبدو، فهي لا تعرف كم عمرها، ما تعرفه أنها لم تدرس، وأنها منذ أن خلقت وهي تعمل في الحقول، تارة تجني الطماطم ومرة تجني البصل، وأحيانا تعمل بحقول الشمندر، وجدناها تجني الطماطم وقد لفت يديها بجوربين صنعت منهما قفازين بعد خياطتهما، وعن مدى شعورها بالرضا أثناء مزاولة جني الطماطم، تقول عائشة باستياء عميق: اعملي يوما كاملا هنا وستعرفين ما نعانيه خاصة في هذا الجو الحار، تقاطعها الزهرة: نظل يوميا غارقات في العرق ، ثم سرعان ما يتجنبن الإجابة عن الأسئلة ليتسلين بالضحك للتخفيف عن معاناتهن، فتقول السعدية: كثرة الهم بيضحك. ربي اللي عالم بما في القلب، وتقاطعها حفيظة قائلة: نعمل يوميا، ولما نعود في المساء نشعر بالتعب الشديد، وننهض في الصباح باكرا لأجل العمل، وهكذا تمر أيامنا خاصة في وقت أصبحت النساء تعمل فيه أكثر من الرجال. تركنا هؤلاء الفتيات لإتمام عملهن، خاصة أن رئيسهن يأمرهن بالسرعة في العمل وعدم استغلال فرصة الحديث إلينا لأجل الراحة وبقي حلم هؤلاء الفتيات هو الظفر بأزواج يرحنهم من ممارسة هذه الأعمال المضنية، تقول عائشة وهي ترتدي لباسا بدويا: الزواج يساوي الخلاص من هذا العمل بالنسبة إلينا". ** رائحة كريهة عند الساعة الخامسة صباحا يتوجه العمال والعاملات إلى الموقف، منهم من يطلب رزقه، ومنهم من ينتظر الشاحنة التي تنقله لعمله الدائم، عندما تأتي الشاحنة يصعد الرجال والنساء، حيث تلتصق الأجساد ببعضها البعض، الازدحام يكاد يخنق أنفاسك ولا وجود لشيء اسمه الحياء أو حشومة أثناء الكلام، بعضهم يفضل الغناء بصوت عال ولا يأبه بمن حوله، وأخرى تشرع في سرد النكت، وعند وصول الشاحنة يبدأ العمال في القفز وإن كنت لا تتقن هذه الرياضة، فعليك أن تكون آخر النازلين وإلا تكسرت قدماك. بعد الوصول إلى ضيعة الطماطم، كل واحدة تذهب إلى مجموعتها لتبدأ يوم عملها برفقة رئيس المجموعة ، تحمل كل واحدة صندوقا بلاستيكيا صغيرا فتبدأ في جني حبات الطماطم التي اكتمل نضجها ابتداء من مقدمة الخط ، ولا حق لها في الراحة أو أن تضع الصندوق أرضا إلى أن يمتلئ. تقول فاطنة (44 سنة): يتحدثون عن المرأة وحقوقها ربما يتكلمون عن صنف آخر من النساء، أما نحن فمحكوم علينا بالأعمال الشاقة ولا من رقيب، ولا خيار لنا سوى الصبر والعمل في صمت وإلا سيكون مصيرنا الطرد. فاطمة (30 سنة) امرأة مطلقة هربت من مدينتها الصغيرة تجنباً لملاحقة أعين الفضوليين لها، ولجأت إلى مدينة بيوكرى بإقليم اشتوكة آيت بها لأجل العمل، تصف التعب الذي تلقاه في عملها وهي ترينا يديها التي أصيبت بالحساسية: المُشغل لا يهمه سوى أن يجني أرباحا مهما كلف الأمر، فمن خلال عملنا في تنقية الطماطم من الأغصان الزائدة، تتسخ أيدينا وتنبعث منها رائحة كريهة لا يزيل آثارها إلا وضعها في كيس بلاستيكي يتم ملؤه بماء جافيل الخالص والنتيجة إصابة اليدين بمرض الحساسية لأن هذه العملية تتم بشكل يومي.،فيما تفضل بعض العاملات وضع قفازات بلاستيكية، لكن بعضهن تصاب أيضا بأمراض جلدية نتيجة ذلك، تقول إلهام (19 سنة): لا يمكنني أن أعمل دون أن أخفي يدي في قفازين، وإن لم أفعل فلن أستطيع الأكل لشدة نتانة الرائحة التي يخلفها هذا العمل. ** أعمال شاقة "الأعمال الشاقة لا تقتصر على الرجل دون المرأة هنا، ففي إحدى الضيعات الصغيرة بإقليم اشتوكة آيت بها تعمل المرأة على إزالة الأغصان الزائدة لشجر الموز ، فتحمل الفأس الصغيرة وتهوي بها على جذع الشجرة ليتساقط ثم تحمله على كتفها إن كان كبيرا لترميه خارجا، آثار هذا العمل يترك بقعا على الثياب لا يمحوها أي شيء، كما يخلف رائحة كريهة تتقزز منها الأنفس. فتيحة كانت من العاملات في هذا الميدان، فهي ما تزال تذكر كيف كان مُشغلها لا يرحمها إذا تهاونت في أداء عملها مقابل 350 درهم لليوم الواحد، ولا حق لها في المرض لأن مرض يوم يعني ضياع مبلغ يسد على الأقل بعض حاجياتها. هذا العمل من المتعارف عليه أنه خاص بالرجال دون النساء بالإقليم، غير أن بعض الانتهازيين يستغلون حاجة بعض النساء وفقرهن فيستغلونهن في هذا العمل الشاق الذي ينهك أجسادهن اللينة. الأعمال الشاقة في اشتوكة آيت بها كما في إقليمبني ملال، فالمرأة تحمل الصندوق ممتلئا بالبطاطس على كتفها والعرق يتصبب من جبينها، عن هذه العملية تقول رقية (50 سنة): منذ أن كنت صغيرة وأنا أعمل في مجال الفلاحة، أفعل كل شيء مثلي مثل الرجل، من حمل الصندوق على الكتف وقلب التراب بالفأس، ولا من يشفق لحالي إلا القليل. ** تحرشات جنسية اعتادت بشرى العمل في الضيعات والحقول بقريتها الصغيرة بضاحية مدينة بني ملال منذ صباها، فهي لا تغادرها خوفا من أن تمتد إليها أيادي المنحرفين والمستغلين، لذلك آثرت الحفاظ على نفسها رغم عدم استمرار العمل، ولا تريد أن تلقى مصير بعض الفتيات اللواتي يذهبن للعمل في الضيعات ابتداء من الموقف، فيتعرضن لصنوف وألوان من التحرشات الجنسية من قبل العمال أو غيرهم، تقول بشرى (23 سنة)، باستغراب واستنكار: لا يمكنني العمل خارج الدوار، حفاظا على شرفي وكرامة أهلي، فهنا يعرفني الجميع، لذلك أفضل العمل في ضيعات الجيران وبالقرب من بيتنا. وتقول رشيدة: لا يمكنني العمل خارج قريتي لأن أهل بلدي يعرفونني ويحرصون على كرامتي وشرفي ويدافعون عني إذا اعترضني أي مكروه، أما الفتيات اللواتي يذهبن إلى الموقف بسوق السبت فسمعتهن سيئة، والمتعارف عليه أن أخلاقهن فاسدة، حيث يتعرضن للتحرش الجنسي. وكم من فتاة كانت ضحية الاغتصاب أثناء ذهابها للعمل. تقاطعها عتيقة لتحكي لنا قصة فتاة اغتصبها ابن مُشغلها وهي في سن صغيرة قائلة: أعرف فتاة صغيرة السن استدرجها ابن المُشغل فاغتصبها ولم تخبر أمها إلا بعد مرور سنتين عندما أيقنت أنه لن يتزوجها ورفعت عائلتها دعوى قضائية في الموضوع. قصص الاغتصاب والتحرش الجنسي كثيرة في صفوف العاملات بالضيعات، فإن لم يكن من قبل المُشغل فيكون من قبل عمال الضيعة نفسها أو ضيعة مجاورة، يقول مصطفى (فلاح): هناك من أرباب الضيعات من يستغل سذاجة بعض الفتيات فيتم استدراجهن لارتكاب الزنى أو اغتصابهن، ثم يستدرك قائلا: لكن لا ننسى أن هناك عاملات يردن ذلك وبرغبتهن". ** نجاة من إغتصاب محقق تحكي فاطمة عن ما عانته من اضطرابات نفسية لحظة أن بدأت تبحث عن عمل في ضيعة بإقليم اشتوكة آيت بها برفقة صديقة لها بها فاعترض سبيلهما شابان مسلحين بسكينين، لم تستطع المسكينة المقاومة، فجثت على ركبيتيها، وأخذت تبكي، أما صديقتها فتيحة فشرعت تصارع من يريد اغتصابها. عن هذه اللحظة تقول فاطمة: لم أستطع المقاومة. أحدهما حمل السكين ووضعه على بطن صديقتي، لإجبارها على الخضوع له، طالبا منها الاستسلام وأن لا أحد يستطع أن يمنعه من اغتصابها، ثم تضيف فاطمة وهي ما تزال تحفظ تفاصيل الواقعة: لم أستطع المقاومة شعرت بالانهيار وسقطت أرضا، فأخذ الشخص الثاني يتودد إلي ممسكا بيدي، لم أجد سلاحا غير البكاء والدعاء في قرارة نفسي لينقذنا الله من اغتصاب محقق تكمل فاطمة وهي تتنهد، وتنظر إلى طفلها الجميل: لكن ربي القادر على كل شيء استجاب لدعائي فتوقفت شاحنة تقل رجلا شابا، فحمل الرجل عصا كبيرة وسارع لنجدتنا، فلم يجد المعتديان بدا من الفرار، فحملنا الرجل في شاحنته إلى المدار الحضري، وتضيف فاطمة وهي تحمد الله على نجاتها من ذئاب كانوا سيفترسونها: منذ ذلك الحين عدت إلى مدينتي الصغيرة وجلست ببيتنا وقلت لوالدي لن أعمل ثانية، وسأتزوج أول رجل يتقدم لخطبتي إن توفرت فيه الأخلاق الحميدة ويستطع أن يوفر لي ضروريات العيش الكريم، وهذا ما حدث فعلا. لم تكن قصة فاطمة لوحدها بل هي مجرد مثال من بين القصص التي تزخر بها المناطق الفلاحية، التي تتعرض فيها المرأة لمحاولة الاغتصاب أو الاعتداء، تقول سناء: إن الذهاب للعمل أو البحث عنه باكرا يعرض المرأة لمخاطر كثيرة، فذات مرة اعترض سبيلي لص كان يريد سرقتي ولم أجد بدا من الصراخ عاليا ولم تنقدني سوى امرأة كانت هي الأخرى خارجة للعمل، وتقول السعدية: إن ما تعرض له المرأة من اعتداءات لا تتصور، فذات مرة أجبر أحد المجرمين فتاة كانت ترافق أمها لأجل العمل على ركوب الدراجة النارية خلفه . ** ساعات العمل إحدى عشر ساعة في اليوم كلها عمل مستمر دون انقطاع، ففي الضيعة العمل ولا شيء غيره، الكلام ممنوع والراحة حرام. قائد المجموعة مهمته هي مراقبة النساء أثناء أداء عملهن، وكل من تهاونت أو تراخت سيخصم من أجرتها لا محالة تقول السعدية: نعمل في اليوم 11 ساعة ولا حق لنا في الراحة، وإن مرضت بعض الشيء وأردت العمل قرب الضيعة يرفض ذلك لأن ما يهمه هو المردودية وتقول بشرى بصوت خافت خشية أن يسمعها المراقب: نعمل من الساعة السادسة صباحا إلى الثانية عشرة ومن الثانية إلى السابعة مساء، ولا نرتاح طوال اليوم". غير أن بعض العاملات يرين أن المشغلين تختلف معاملتهم، فهناك من يشفق لحال فتيات دفعهن الفقر والحاجة للعمل في الضيعات فيطعمهن صباحا ومساء، ويغض الطرف إذا أردن الراحة بعض الشيء، وهناك من إذا أضناها العمل لا يشفع لها ذلك في أن ترتاح لدقائق معدودة. تقول عتيقة: تتغير الأحوال حسب المشغل قائلة: يوجد من المشغلين من يطعمك ويصبر عليك عند التعب ثم تقول رشيدة: الاشتغال في هذا المجال يجعلك تتعرف إلى كثير من أرباب الضيعات وتربيتهم المختلفة، فمنهم من يعتبرني مثل ابنته ويشفق علي ويدعوني للراحة إذا تعبت وللأكل إذا جعت، ومنهم من يعتبرني مثل آلة حديدية لا حق لي في الشعور بالجوع أو التعب، وإذا اشتكيت أو سرقت دقائق للراحة فمصيري الطرد لا محالة إن لم يرقني العمل. ** "قهر النساء حرام" تعاني جل النساء إن لم نقل كل النساء من الغبن جراء العمل في المجال الفلاحي، فشغلهن لا يخضع لمعايير مدونة الشغل، حيث العمل دون عقد ولا التزام، فالحاجة دفعت هؤلاء النسوة لأن يلتزمن الصمت ولا يطالبن بحقوقهن. تقول خديجة (عاملة بآيت ملول): لن تجد أحدا يطبق القانون إلا القليل، النساء يشتغلن دون عقود، ويتحايل المشغل على القانون، فعندما أريد العمل في إحدى الضيعات يطلب مني المكلف بالتسيير صورتين ونسخة طبق الأصل لبطاقة التعريف الوطنية، وحين أبدأ في العمل يكون لي رقم محدد بواسطته أستطيع أن أتقاضى أجرتي كل خمسة عشر يوم، وما أن أتمم ستة أشهر حتى يعطيني فترة للراحة مدتها خمسة عشر يوما، وحين أعود لأعمل من جديد أسجل تحت رقم جديد حتى لا يكتشف أمري مفتش الشغل عند زيارته للضيعة وهذه حال كل النساء. وتقول سعاد (تقنية): العديد من النساء لا يعملن بعقود شغل، وإن كانت مدة العمل طويلة، لكن يتم التحايل على القانون للتهرب من أداء مستحقات الأجير، فالمرأة عموما في هذا المجال لا تعرف شيئا اسمه الحقوق بل عليها العمل في صمت وإن نبست بكلمة فمصيرها معروف. رفض بعض المشغلين الحديث إلينا أو حتى السماح لنا بالحديث مع عاملاته خوفا من أن نكون اتخذنا صفة الصحفي لكشف خبايا ضيعته، وبعضهم استجاب للحديث إلينا. يقول (س ح): لا يمكنني أن أتعاقد مع كل عاملة، فتصبح ساعات العمل محددة وتضاف إلي واجبات صندوق الضمان الاجتماعي الباهظة وسأكون حينها خاسرا، لكن لدي تأمين إجمالي على عدد محدد من العمال، فإن أصيبت إحداهن بمكروه يمكنني حينها أن أسجلها. فيما فضل صاحب ضيعة بنواحي مدينة سوق السبت عند سؤالنا له عن حقوق العاملات سرد معاناته قائلا: لدينا مصاريف كثيرة، ولا ربح لنا إن أبرمنا عقودا مع العاملات، فالبذور ثم البنزين والأسمدة وأجور العمال، فما الذي يبقى لنا. غير أن صاحبنا يستنكر على بعض المشغلين استنزافهم لطاقة العاملات قائلا: قهر النساء حرام. قصدنا مقر تأمينات السعادة بمدينة سوق السبت لمعرفة ما إذا كان الفلاحون يؤمنون عن حوادث الشغل، فكان جواب المسؤولة بالمقر أن الفلاحين لا يدرجون النساء في لائحة المؤمنين عن حوادث الشغل، مؤكدة أنه لا توجد حالة واحدة تحظى بتأمين في هذا المجال. ** نساء المغرب هؤلاء جزء من الصورة الحقيقية لنساء المغرب. نساء لا تعرفن شيئا عن المنظمات النسائية المغربية، ولا تعرف عنهن المنظمات المذكورة شيئا يذكر. عفوا. ربما عرفن ثم تجاهلن. فلماذا يكثر الصراخ والضجيج، وتعلن حالة الطوارئ والتعبئة في بعض القضايا والمجالات، في حين تكتم الأنفاس وتغلق الأفواه حول هذا الواقع المزري لنساء المغرب الحقيقيات. وتبقى المرأة العاملة في الحقل تخضع للاستغلال من قبل أرباب الضيعات والحقول، فلاهي فازت بعقد عمل يضمن حقوقها، ولا هي شعرت بالأمان حين توجهها إلى العمل ولا هي سلمت من ألسنة الناس. ""