حوار مع مصطفى ريحان سكرتير تحرير" المشعل " المتوقفة عن الصدور مرايا بريس :ماهي وضعية أسبوعية المشعل حاليا؟ + قبل أن أتطرق إلى وضعية أسبوعية "المشعل"، سأعرج على مسألة هامة ترتبط بالعنصر البشري، حيث إنه مع توصل هيئة تحرير "المشعل" بقرار شفهي من ولاية أمن الدارالبيضاء بتاريخ 10 نونبر 2009، أي أيام قلائل على اعتقال الزميل إدريس شحتان من مكتبه يوم15 أكتوبر 2009، بدأت الأمور تسوء على المستويين الإداري والتدبيري، و قد زاد من تفاقم ذلك ، قرار إيقاف الدعم المالي الذي كانت تتوصل به "المشعل" على دفعاتكل سنة، وذلكمن طرف لجنة الدعم التابعة لوزارة الاتصال وبمشاركةممثلين عن فدرالية الناشرين في المغرب،زيادة على أن وزارة الاتصال، ولحدود الأسبوع الأول من شهر فبراير الجاري ، لم تفرج بعد عن البطاقات المهنيةلصحافيي " المشعل". وجوابا عن سؤالكم، فإن "المشعل" متوقفة حاليا عن الصدور، بعدمارفضت المحكمة الابتدائية بعين السبع في الدارالبيضاء، بتاريخ 24 دجنبر 2009،تعيين مدير جديد للنشر، حيث اعتمدت النيابة العامة على الفصلين 4 و5 وكذا الفصل16 من قانون الصحافة في المغرب الذي يشترط على مدير النشر المفوض، أن يكون مساهما في الشركة التي تصدر "المشعل"،وأضافت النيابة العامة في تعليل قرارها، أن هيئة التحرير لا يحق لها تعيين مدير جديد، بل إن الشركاء أو المجلس الإداري للشركة أو هيئة أخرى ،هم الذين لهم الحق فيتنصيب مدير جديد، الأمر الذي لا يتوفر في حالة أسبوعيتنا. مرايا بريس : ماهي الأسباب الحقيقية وراء متابعة جريدة "المشعل"هل الأمر يتعلق بنشر ملف حول مرض الملك أم بمتابعات اخرى كقضية خالة الملك؟ + اعتمادا على المعطيات والمعلومات المتوفرة لدي، كسكرتير تحرير ل "المشعل"، أرى أن ملف "مرض الملك " ينفصل انفصالا كليا عن ملف "خالة الملك" حفصة أمحزون، واعتقال الزميل إدريس شحتان تم على خلفية نشر ملف تحت عنوان " حقيقة مرض محمد السادس" في العدد 191، أما ملف حفصة أمحزون، فما زالت استئنافية الدارالبيضاء تنظر في حيثياته و دفوعات محاميي الطرفين ، وذلك بحضور الزميل إدريسشحتان الذي يتم نقله أسبوعيا من سجن عكاشة بالدارالبيضاء إلى محكمة الاستئناف في ظروف جد قاسية. ربما قدتعود أسباب متابعة "المشعل" لظروف ترتبط بالخط التحريري المشاكس للأسبوعية، بحيث أن "المشعل" ناقشت في زمن قياسي لا يتجاوز الأربع سنوات، مواضيع كانت تدخل ضمن خانة الطابوهات المسيجة بهالة من الصمت.. فالمعروف عن السلطة في المغرب، أنهاتترك الأمور بدون مراقبة لبعض الوقت ،لكنهاتعود بعد حين، لتعاقب مدراء الجرائد و بعض الصحافيين عبر " فبركة " المحاكمات أو اتباع " تقنية " إيقاف" صنابير " الإشهار ،وتأليب الصحافيين بعضهم على بعض، خاص أولئك الذين يشكلون خطرا وتهديدا على مصالحها ومصالح من تحميهم. مرايا بريس : ماهي الوضعية الصحية للأستاذ إدريس شحتان، وماهي ظروف الاعتقال؟ + الزميل إدريس شحتان يمر حاليا بأوضاع صحية ونفسيةجد صعبة وقاسية ، فهو يعاني من مرض السكري، كما أنه يعاني من مرض خطير على مستوى الأذناليمنى التي تستدعي عملية جراحية عاجلة، حيث يغمى عليه بين الفينة والأخرى من جراء مضاعفاتها، وكل هذا مثبت في تقرير طبي سلم له مؤخرا من طرف طبيبه الخاص، كما يعاني إدريس شحتانمن ضغوطات نفسية حادة ترتبط بغيابه عن زوجته الحامل في شهرها الخامس، وكذا عن صغيرته صابرينا التي لم تكمل بعد سنتها الثانية. أضف إلى ذلك أن إدارة سجن عكاشة التي ناشدناها بقوة من أجل السماح له بالخضوع للمراقبة الطبية، انصاعت لطلبنا، وسمحت لشحتان بالتطبيب والعلاج شريطة أن يرتدي لباس السجن ونزع الحذاء ووضع الأصفاد، وهو الإجراء الذي رفضه بقوة، لأنهمعتقل رأي وليس سجين حق عام، إثر ذلك رفضت إدارة السجن بدورها الترخيص لزميلنا في المراقبة الطبية. مرايا بريس :هناك أنباء عن خوض إضراب عن الطعام، ما صحة هذا الخبر؟ + ليست لدي معلومات مضبوطة عن خوض الزميل إدريس شحتان إضرابا عن الطعام في الظرف الحالي، وإن قرر ذلك سيكون موقع " مرايا بريس"أول من سيحصل على هذه المعلومة / الخبر.وهنا اغتنم هذه الفرصة لأطالب بإطلاق سراحهمع حلول مناسبة عيد المولد النبوي ، فيجب هنا على المعنيين بهذا الملفتطبيق مقولة عامية شهيرة " للي غلب إعف"، زيادة عن أن "مهمة"من سجنوا الزميل شحتان قد أنجزوها بدقة متناهيةولم يعد ألان أي منبر في المغرب، يتحدث عن مرض الملك ، سفرياته أو راتبه الشهري و مصاريفه السنوية...أو مرايا بريس :ماهو تعليقكم عن تراجع حرية التعبير ومحاكمة الصحافيين والمدونين في الآونة الأخيرة؟ + هناك تراجع وكذا سوء فهم كبير بين الصحافيين والسلطة، وبين الصحافيين أنفسهم، الأمر الذي يدفعنا إلى المطالبة بعقد مناظرة وطنية جديدة حول الإعلام، مناظرة تطبق توصياتهالا أن تبقى كسابقتها بين الرفوف ، وذلك للبحث عن الأسباب الكامنة وراء تراجع حرية التعبير والرأيوكذا في العدد الهائل من المحاكمات المسيئة لبلدنا والتي تمس على حد سواء الصحافيين و المدونين ، موازاة مع ذلك لا يجب أن ننسى ضرورة تقيد الجميع بأخلاقيات المهنة وفتح نقاش واسع حول أي إعلام نريد لمغرب القرن 21.