أصدرت محكمة مغربية يوم الخميس حكما بسجن صحفي مغربي شهير سنة مع النفاذ وغرامة مالية قدرها ألف درهم (128 دولارا) بعد محاكمته بتهمة محاولة التأثير على القضاء . وقال محامون وصحفيون إن المحكمة الابتدائية بعين السبع بالدار البيضاء أصدرت حكما بالسجن سنة نافذة على رشيد نيني مدير يومية المساء المستقلة وصاحب عمود (شوف تشوف) المثير للجدل والمعروف بانتقاداته اللاذعة . وقال المحامي خالد السفياني عن هيئة دفاعه لرويترز " الحكم جائر جدا ولا يبعث على الاطمئنان على ما نسمعه اليوم من هبوب رياح التغيير على المغرب " . وأضاف" هذه إشارة سلبية جدا عن حقيقة ما يدور حاليا عن الرغبة والإرادة في التغيير واستقلالية القضاء " . وقال إنها " محاكمة سياسية بامتياز ومن حرك الملف هم مسؤولون لا يريدون أي تغيير في المغرب بل يخافون من التغيير " . وكان دفاعه المكون من عشرات المحامين قد انسحب في جلسة سابقة احتجاجا على" انعدام شروط المحاكمة العادلة ورفض متابعة صحفي بالقانون الجنائي " . وطالبت النيابة العامة في جلسة سابقة هيئة المحكمة أن تمنعه من الكتابة الصحفية نهائيا . ووجهت المحكمة إلى نيني تهمة " التقليل من شأن قرار قضائي ومحاولة التأثير على القضاء ونشر معلومات عن جرائم غير معترف بها " . وقال محللون في وقت سابق إن نيني طرح مواضيع في الفترة الأخيرة حساسة جدا كتشكيكه في الأحداث الإرهابية للدار البيضاء في ماي من عام 2003 وانتقاداته لشخصيات أمنية ومخابراتية تطالب حركة 20 فبراير الاحتجاجية بمساءلتها عن الضلوع في قضايا الفساد السياسي والاقتصادي . واستنكرت نقابة الصحفيين المغاربة يوم الخميس " الحكم الجائر المبني على متابعة خاطئة " . وقالت النقابة إنها " ستواصل النضال إلى جانب الفعاليات الأخرى للتعبير عن تنديدها بهذا الحكم وبخاصة باستعمال القانون الجنائي في قضايا النشر " . وأضافت أن الحكم جاء في ظرف ينتظر الصحفيون " وكافة القوى الحية في المجتمع التقدم في إصلاح قانون الصحافة وحذف العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر " .