في خطوة مفاجئة ستشكل في حال نجاحها تغييرا مهما في المشهد السياسي في العالمين العربي والإسلامي ، أعلنت الدول الخليجية الست ، أمس ، تأييدها انضمام المغرب والأردن إلى مجلس التعاون الخليجي ، متخذة في الوقت ذاته موقفا متشدداً حيال طهران متهمة إياها بمواصلة التدخل في شؤونها الداخلية ، من خلال ما وصفته ب " التآمر على أمنها الوطني ، وبث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطنيها " . وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني ، في ختام القمة الخليجية التشاورية التي عقدت في الرياض برئاسة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ، إن " القادة يرحبون بطلب المملكة الأردنية الهاشمية الانضمام إلى المجلس وكلفوا وزراء الخارجية دعوة وزير خارجية الأردن للدخول في مفاوضات لاستكمال الإجراءات اللازمة لذلك " ، مضيفاً أنه " بناء على اتصال مع المملكة المغربية ودعوتها للانضمام فقد فوّض المجلس الأعلى وزراء الخارجية دعوة وزير خارجية المملكة للدخول في مفاوضات مماثلة " . يذكر أن للأردن تواصلاً جغرافياً مع السعودية ، بحيث يشكل حدودها الشمالية ، كما أن تقارب أنظمة الحكم الملكية والتركيبة العشائرية للمجتمع في المملكتين يشكلان عاملا مساعدا في هذا المجال . وفي حال نجاح مفاوضات الانضمام ، يتوقع الخبراء أن تشهد المنطقة العربية تغييرا مهما في بنيتها السياسية والأمنية خصوصا . أما حيثيات انضمام المغرب لمجلس التعاون الخليجي فليست واضحة ، وتبدو مستغربة ، بالنظر إلى البعد الجغرافي بين هذا البلد الواقع في أقصى المغرب العربي والدول الخليجية ، علماً بأن اليمن ، الذي يعد أكثر قرباً إلى الخليج ، قد طلب الانضمام لمجلس التعاون ، لكن طلبه لم يلب لأسباب عدة . وفي رده على الدعوة ، رحّب المغرب الثلاثاء ب" اهتمام كبير " بدعوة الانضمام التي وجهها إليه مجلس التعاون الخليجي ولكنه " كرر تمسكه الطبيعي وغير المعكوس " ببناء اتحاد المغرب العربي . وجاء في بيان لوزارة الخارجية المغربية أن السلطات المغربية " مستعدة لإجراء مشاورات من أجل تحديد إطار تعاون أمثل " مع دول مجلس التعاون الخليجي " . لكن المغرب " يكرر تمسكه الطبيعي وغير المعكوس بالمثال المغاربي وبناء اتحاد المغرب العربي الذي هو خيار استراتيجي أساسي للأمة المغاربية " ، حسب ما جاء في البيان . يشار إلى أن مجلس التعاون تأسس في العام 1981 ، من الدول الست ، أي السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان .