يقع المعتقل الذي يصفه حقوقيون ومعارضون مغاربة بالسري في مقر للمخابرات المغربية على مسافة عشرة كيلومترات تقريباجنوبي العاصمة الرباط ، ويقولون إنه استخدم في إطار ما سمي الحرب على الإرهاب . واستخدم المعتقل وفقا لهؤلاء الحقوقيين والمعارضين لسجن واستجواب وتعذيب مغاربة وأجانب ممن يوصفون بالسلفيين الجهاديين خاصة عقب تفجيرات الدار البيضاءيوم 16 ماي 2003 التي خلفت نحو 50 قتيلا . وحسب المصادر ذاتها ، فإن المعتقل الذي يقع ضمنغابة تضم حديقة حيوانات ، استخدم بالوكالة عن دول أخرى في إطار ما سمي الحرب على الإرهاب التي بدأتها الولاياتالمتحدة عقب هجمات 11 شتنبر 2001 التي اتهم تنظيم القاعدة بتنفيذها . وأثيرت حالات تعذيب في هذا المعتقل شملت أجانب نقلوا إلى المغرب بعد اعتقالهم في بلدان أخرى . وإذا صح ذلك فهذا يعني أن معتقل تمارة كان من ضمن معتقلات سرية كُشف عنها في دول كثيرة - بما في ذلك دول من أوروبا الشرقية والوسطى - نقل إليها أشخاص اعتقلوا في إطار ما سميالحرب على الإرهاب للتحقيق معهم قبل نقلهم إلى معتقلات أميركية منها معتقل غوانتانامو . وأشارت بيانات لمنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش منذ 2004 إلى معلومات متداولة عن أعمال تعذيب في هذا المقر التابعللإدارة العامة لمراقبة التراب المغربي ( ديجيأس تي ) . بيد أن الحكومة المغربية التي أفرجت في أبريل 2011 عن أكثر منمائة من السلفيين الذين كانوا محتجزين في معتقل تمارة ، لم تعترف حتىذلك التاريخ بالطابع السري للمعتقل . وقال معتقلون مفرج عنهم إنهم كانوا يسمعون في الليل أصوات حيوانات ، وهذا يؤكد حسبتأكيدهم أنهم كانوا محتجزين في معتقل تمارة . وفي الشهر ذاته ، توجه نائب في البرلمان المغربي بسؤال شفوي إلى وزير الداخلية الطيب الشرقاوي عن المعتقل السري ، إلا أن الوزير تفادى الإجابة عنه ، واكتفى بالقول إن بلاده تجرم التعذيب والاختطاف والاحتجاز . وفي أبريل 2011 أيضا ، دعا ناشطون من حركة 20 فبراير المطالبة بإصلاحات دستورية إلى وقفة احتجاجية أمام المعتقل منتصف الشهر التالي ( ماي ) للمطالبة بغلقه ، ومحاسبة المتورطين فيأعمال التعذيب المفترضة .