قال وزير الخارجية المغربي الثلاثاء ، إن المرحلة الحالية والتي توصف ب " الربيع العربي " ، يمكن أن تنتهي بسرعة إذا لم تسفر التحولات في مصر وتونس عن ميلاد ديمقراطية حقيقية . ودعا الطيب الفاسي الفهري إلى إطلاق مبادرة جديدة تضمن ترسيخ مبادئ المؤسسات الديمقراطية في تونس ومصر بعد الإطاحة مؤخرا بنظامين دكتاتورين حكما البلدين لفترة طويلة ، وكشف عن نيته مناقشة الموضوع مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال اجتماع الأربعاء في واشنطن مع مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى . وفي اتصال هاتفي مساء أمس الثلاثاء مع وكالة " أسوشيتد بريس " ، قال الفاسي الفهري إن المغرب " متحمس جدا " لهذا " الربيع العربي ، لأن ذلك يفرض علينا أن نبرهن على قدرة المواطنين العرب بناء ديمقراطيتهم ، وينفي وجود استثناء عربي لمبادئ عالمية " . لكنه حذر من أن العالم العربي ليس بكتلة متجانسة ، لوجود مزيج من الأنظمة الجمهورية والتي تحولت إلى ملكية تخضع لنظام الحزب الواحد . وهذه الأنظمة تواجهها العديد من التحديات بما في ذلك تحدي البطالة ، والنقص في السكن اللائق والحاجة إلى مكافحة الفساد ، وتختلف طريقة معالجة هذه المشاكل بين نظام وآخر . وقال " هناك مخاطر كثيرة ، تجعلنا غير متيقنين من أن الربيع العربي سينجح في الصيف .. العربي " ، وأضاف قوله " يمكننا الانتقال مباشرة إلى شتاء مظلم " . وقال إن العالم يتذكر عندما أطيح بالشاه محمد رضا بهلوي في إيران ، وهو أحد الزعماء الموالين للغرب ، في عام 1979 ، وحل محله آية الله الخميني والذي أطلق " ثورة إسلامية " . وأضاف الفاسي الفهري قوله " هناك ثورة في تونس ومصر ، لكننا نريد أن نؤكد إن كان البلدان سيعودان مرة أخرى إلى نفس القاعدة الاستبدادية مثلما حدث في إيران عام 1979 " . وقال الوزير المغربي " إن هناك مخاطر أخرى قد تواجه الثوار ، مثل العناصر الإسلامية المحافظة وآل القاعدة " . ونبه إلى أن تنظيم القاعدة " فوجئ بما حدث في العالم العربي ، ولكنه سيغير على الأرجح خطة اشتغاله في تحركاته المقبلة " . وعبر الفاسي الفهري عن تضامن المغرب مع شعب ليبيا وقال " لأننا معا أعضاء في اتحاد المغربي العربي " ، والذي يضم دول شمال إفريقيا " . وقال الوزير إنه سيجري محادثات مع كلينتون حول الأمن في المنطقة ، و " الربيع العربي " ، والنزاع في المغرب مع الجزائر حول الصحراء الغربية . واقترح المغرب حكما ذاتيا موسعا للصحراء الغربية ، والتي تخضع لسيادته منذ عام 1975 عندما انسحبت منها إسبانيا . لكن جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر تؤيد استقلال المنطقة عن المغرب ، وتصر على المطالبة ب " الحق غير قابل للتصرف " في تقرير مصير المستعمرة الإسبانية السابقة من خلال استفتاء حول مستقبل الصحراء الغربية . وقال الفاسي الفهري إن قرار مجلس الأمن فرض منطقة حظر جوي على ليبيا ويجيز التدخل العسكري لحماية المدنيين " يمنح فرصة للناس في ليبيا لبلوغ مستقبل أفضل " . وكان المغرب من بين المشاركين 22 في جلسة طارئة في باريس يوم السبت ، ووافق على إطلاق الضربات الجوية ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي ، لكن الفاسي الفهري قال إن مساهمة بلاده ستكون إنسانية بحتة . وحتى قبل اعتماد القرار ، أرسل المغرب فريقا طبيا إلى الحدود التونسية – الليبية لإسعاف النازحين . وبالنسبة للمغرب نفسه ، قال الملك محمد السادس في وقت سابق من هذا الشهر ، إنه ينوي إجراء تعديلات دستورية للمرة الأولى منذ 15 عاما ، وتهدف إلى تعزيز الديمقراطية في مواجهة موجة احتجاجات اجتاحت العالم العربي . وقال إنه شكل لجنة ستقترح تعديلات دستورية بحلول يونيو ، وسيتم طرح مشروع الإصلاح الدستوري على الاستفتاء الشعبي . ووصف الفاسي الفهري خطاب الملك ب " القوي والجريء جدا " ، وقال إن " المناقشات حول التعديلات الدستورية بدأت الأسبوع الماضي بين ممثلي الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية ومجموعات الشباب " . وأضاف قوله " إنه تحد كبير ، كبير وضخم ، لكنني على يقين من أن مغربا جديدا بدأ يتشكل بعد مبادرة الملك " .