خرج آلاف المغاربة إلى شوارع المدن الكبرى في مظاهرات حاشدة للمطالبة بمزيد من الحقوق المدنية ووضع حد للفساد . وقال بوسته مسيف ، وهو واحد من ألفي متظاهر على الأقل خرجوا اليوم إلى شوارع العاصمة المغربية الرباط " ينبغي أن يستخلص المغرب بعض الدروس المفيدة مما يحدث حولنا " . وانضم آلاف المغاربة إلى المتظاهرين في الدارالبيضاء ، وهي كبرى مدن المغرب ، وكذلك في طنجة إلى الشمال وأكادير المطلة على المحيط الأطلسي ، حيث قال شهود عيان إن قوام المظاهرات يقدر بالآلاف . وأضاف بوسته مسيف قائلا إن " الملك لم يلب المطالب التي أعلنت أثناء الموجة الأولى من الاحتجاجات ، ولذلك نحن هنا اليوم من جديد ، لقد وعد بإصلاح الدستور ، وكلنا نعرف إلى أين أوصلتنا تلك الوعود " . وكان الملك محمد السادس قد وعد في التاسع من مارس الجاري بإصلاح النظام القضائي وتعزيز دور البرلمان وتخفيف القيود المفروضة على الأحزاب السياسية وتقوية الصلاحيات المخولة للمسوؤلين المحليين ، وتشكيل لجنة تعمل مع الأحزاب السياسية واتحادات الشغل ومؤسسات المجتمع المدني لوضع المقترحات التنفيذية لتلك الإصلاحات بحلول شهر يونيو القادم . وفي مظاهرات اليوم ، خرجت كثيرات من النساء المغربيات ، وبعضهن بالحجاب ، وهن يحملن صورا لأقاربهن المعتقلين منذ الحملة التي نفذتها قوات الأمن عام 2003 واعتقلت خلالها آلاف المغاربة الذين تلقى بعضهم أحكاما بالسجن لمدد طويلة على خلفية اتهامهم بالضلوع في تفجيرات نفذها 12 شخصا وأسفرت عن مقتل 33 شخصا في الدارالبيضاء . وقالت والدة أحد المعتقلين إن ابنها " محكوم عليه بالإعدام منذ سبع سنوات ، فقط لأنه يصلي " ، وتساءلت : " أي نوع من العدالة هذا ؟ .. هل لأن الأمريكيين يعطونهم المال ليعتقلوا أبناءنا " ، واتهمت السلطات المغربية بعدم منحها أي فرصة للدفاع عن ابنها . وورث الملك محمد السادس عام 1999 سلطة مطلقة عن والده وثروة تقدر ب 32.6 مليون دولار ، وحمل بعض المتظاهرين صور الملك وقالوا إنهم يريدون تغييرات سياسية مع الإبقاء على النظام الملكي . وطالبت المتظاهرة دليلة بإقالة رئيس الوزراء ومساعدي الملك ، في إشارة إلى رئيس الوزراء عباس الفاسي ، ومحمد منير الماجدي ، المكلف بإدارة الثروة والدعاية الخارجية ، وفؤاد عالي الهمة ، صديق الملك في الدراسة ونائب وزير الداخلية السابق . وأضافت دليلة ، وهي سيدة مغربية ترتدي ملابس غربية ، قولها " نريد وضع حد للفساد ، والذي يمكن أن تجده في كل مكان " . وحمل بعض المحتجين مكانس فيما كانوا يرددون " نريد وضع حد للفساد ". وكتب آخرون على الورق المقوى مفردة " واو " ، في إشارة إلى موقع " الفايس بوك " على الإنترنت والذي لعب دورا هاما في المساعدة على تنظيم الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح السياسي . وأعلن حزب " الاتحاد الاشتراكي " في وقت متأخر يوم السبت أنه سينضم للاحتجاج ، رغم مشاركته في الائتلاف الحكومي الذي يقوده رئيس الوزراء عباس الفاسي . وينظر إلى المغرب على أنه الأقل احتمالا لمواجهة الاحتجاجات التي شهدتها بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط الأخرى ، غير أن الواقع أثبت تصاعد النداءات المطالبة بالتغيير في هذا البلد ، وتولد إحساس لدى المغاربة بأنها فرصة نادرة لتحقيق مطالبهم .