كشفت مصادر حقوقية بجماعة " توغمرت – أرغن " التابعة لدائرة ولاد برحيل بإقليم تارودانت ، عن تدخل أمني عنيف في حق سكان دوار " أزربالو " المهمش ، مما خلف عددا كبيرا من الجرحى في صفوف النساء والأطفال ، وهلعا في المنطقة . وترجع أسباب هذا التدخل الأمني ، إلى رفض رئيس الجماعة تزويد الدوار بالكهرباء ، بدعوى عدم منح ساكنة الدوار أصواتهم لشخصه في الانتخابات الجماعية الأخيرة ، وإصراره على استثناء ساكنة " أزربالو " من ذلك الحق دون غيرها من الدواوير ، فيما يشبه الانتقام والعقاب الجماعي . وقالت ذات المصادر أن دورات المجلس الجماعي العادية والاستثنائية تعقد في غياب المعارضة والمجتمع المدني ، وكذلك في غياب مصداقية المنتخبين أمام الساكنة المحلية ، حيث ظل المواطنون ينتظرون تعبيد الطريق الرابطة بين توغمرت وتفركي وتنغليلت لسنوات طويلة رغم رصد أزيد من مليار ونصف المليار سنتيم من أجل تشييدها . كما ذكرت أنه تم تشييد ثماني قناطر صغيرة بشكل ارتجالي ودون دراسة مسبقة ، مما أدى إلى انهيارها بفعل السيول ، حيث رصد المجلس الجماعي أزيد من 300 مليون سنتيم في عملية الإنشاء ، ذهبت كلها أدراج الرياح ، وسط سخط الساكنة . ويروج وسط السكان ما يعتبرونه " تسلط " ممثل السلطة المحلية بحق خصوصياتهم الشخصية ، إلى حد أن " المقدمين والشيوخ " يزرعون الرعب في صفوف سكان الدواوير المهمشة فيما يشبه إلى حد كبير فترات الاستعمار الفرنسي المباشر للمغرب . ويحكي شهود عيان، مقتل أربعة أشخاص في حادث سير أثناء انتظارهم شاحنة لنقل عشرات المواطنين ، استقدموا من منطقة بعيدة بأمر من الشيخ حيث ترجلوا ثلاث ساعات ، خصيصا لتحية الملك محمد السادس أثناء زيارته الأخيرة لإقليم تارودانت ، وبدل أن تنقلهم الشاحنة إلى مقصدهم أوقعتهم أرضا نتيجة السرعة المفرطة أمام أنظار أعوان السلطة . وأكد هؤلاء الشهود ، أن القتلى كانوا المصدر الوحيد لعيش أسرهم الفقيرة ، دون أن يتلقوا أي تعويضات من السلطات المغربية ، ولا يزال ملفهم قيد المداولة في المحكمة الابتدائية بتارودانت ، مع إصرار الشهود على تأكيد استمرار أعوان السلطة في ممارسة ضغوطات على الأهالي في حال رفضهم ما يصطلح عليه هناك ب " السربيس " .