انتقلت «عدوى»التظاهر ضد السلطات المحلية احتجاجاً على الطريقة الاستفزازية التي تنهجها السلطات العمومية في محاربة القنب الهندي الى إقليموزان، وذلك بعدما كانت بعض المناطق بإقليم شفشاون مسرحاً لانطلاق الشرارة الأولى للاحتجاج. وهكذا عرف دوار أولاد بندلحة، التابع للجماعة القروية بوقرة دائرة موقريصات (إقليموزان) مساء يوم الخميس 24 يونيو الجاري، مواجهات عنيفة بين مسؤولي السلطات المحلية مدعومين بأكثر من 200 من عناصر القوات المساعدة وعناصر الدرك، وبين ساكنة الدوار وغالبيتهم من النساء والأطفال، وذلك بعدما اختار رجال الدوار التواري عن الأنظار خشية تعرضهم للاعتقال. وحسب مصادر من دوار الدوالح، فإن الشرارة الأولى للمواجهة بين ساكنة المنطقة والسلطات المحلية، أوقدتها التعاملات الاستفزازية لرئيس الدائرة، حيث شرع هذا الأخير في تعنيف امرأة مسنة وقام بصفعها أمام الجميع، لينتفضوا ضد هذا السلوك الاستفزازي، وتتطور الأمور الى مواجهات عنيفة بين سكان الدوار مدعومين بسكان الدواوير المجاورة والسلطات المحلية، حيث تم تكسير سيارة رئيس دائرة موقريصات (سيارة الدفع الرباعية) وسيارة قائد المنطقة والسيارة الخاصة لخليفة قائد جماعة بوقرة، كما تم تهشيم وتكسير شاحنة تابعة لجماعة زومي استعملت في نقل عناصر القوات المساعدة، كما خلفت المواجهات هاته حدوث إصابات فيما بين الطرفين، حيث أصيب عدد من سكان المنطقة ورئيس الدائرة برضوض وجروح،وكذا أحد عناصر الدرك التابع لسرية زومي وكسرت رجل أحد عمال الإنعاش الذين استعين بهم قصد اجتثاث القنب الهندي، فيما سجل اعتقال أربع نساء وأربعة أطفال أحيلوا على الضابطة القضائية بوزان. وحسب مصادر من عين المكان، فإن المواجهات بين السلطات المحلية والساكنة كانت متوقعة الحدوث، نظراً للإفراط في المقاربة الأمنية المستفزة في محاربة ظاهرة القنب الهندي، هذا دون الحديث عن استهداف مناطق دون أخرى، والانتقائية في اختيار المزارعين دون آخرين، مما أجج غضب السكان الذين غالبيتهم من المزارعين الصغار، ففي الوقت الذي كان ينتظر الجميع معالجة ظاهرة زراعة القنب الهندي بقبيلة بني مسارة التي ابتليت بها إلى عهد قريب معالجة تنموية واجتماعية واقتصادية، نظراً لسنوات التهميش والعزلة، أبت السلطات المحلية إلا أن تفرط في التدابير الأمنية. كما أن المسؤولين لم يستخلصوا العبر والدروس مما حدث غير بعيد عن المنطقة، خصوصا بمنطقة باب برد التابعة لإقليم شفشاون، والتي خلفت حدوث تظاهر سكان المنطقة ضد التدخلات الاستفزازية للجنة المحلية لمحاربة ظاهرة زراعة القنب الهندي. وطالب العديد من المهتمين بضرورة تغليب منطق المعالجة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية عن منطق المعالجة الأمنية، خوفاً من حدوث أحداث وتظاهرات ومواجهات بين السكان والسلطات المحلية، وضرورة إعمال مبدأ المصالحة الجماعية. إذ لا يعقل أن تكون المنطقة من بين أكثر مناطق المغرب من حيث عدد المبحوثين عنهم في قضايا زراعة المخدرات، أغلبهم بناء على وشايات وشكايات كيدية، وأن لجوء ساكنة المنطقة الى زراعة هاته النبتة الخبيثة جاء بسبب التهميش والإقصاء وانعدام فرص التنمية، وكذا لضمان الحد الأدنى من العيش والكرامة.