قبل بداية مباراة مصر والجزائر شاهدت فردا من الجماهير يحمل لافتة كتب عليها " لعنة الفراعنة " وهذا من الناحية الأنتولوجية والنفسية والإجتماعية يعكس أشياء لست بصدد الحديث عنها، بل بصدد الحديث عن التحكيم الغريب الذي أدار أطوار المباراة التي حرمنا الحكم البنيني فرجتها خاصة من جانب الفريقي الجزائري الذي أذهلنا بأداءه المطبوع باللمسات الفنية الأوروبية وبالجمالية الكروية الساحرة عكس عناصر الفريق المصري التي وإن كانت تحسن اللعب الجماعي إلا أن أداءها طبعه نوع من الإندفاع وغياب المتعة والجمالية حتى يمكنني القول إن لعب المصريين لا يشبه لعب أي فريق في العالم، في حين لعب الفرق : المغرب وتونس والجزائر يشبه لعب الأوربيين والفرق الإفريقية يشبه أداءها أداء البرازيليين، كل ذلك من حيث اللمسة الفنية وجمالية الأداء. يبدو أن معتقد كوفي كوجا لا يزال مشوبا بذلكم الخوف من اللعنات الخرافية كقدماء المصريين البلهاء الذين كانوا يهلعون من تهديدات رجال المعابد بلعنات الآلهة الفرعونية، وإذا كانت الحضارة الفرعونية نموذجا رائعا لحضارات التاريخ الإنساني فهي كذلك نموذج لتخلف الوعي الإنساني واستحكام الخرافات فيه واستغراقه في العبودية لآلهة مزيفة ! والحكم البنيني لا يزال وعيه متخلفا ربما مما انعكس على تحكيمه في المباراة فقدم قربانا لحفدة الآلهة المصرية المعتزين - لا بالإسلام – ولكن بخرافات الأجداد المتألهين ! نحن مجمعون على رداءة التحكيم وظلمه لفريق صاعد ورائد إفريقيا هو المنتخب الجزائري الفتي..ضربة جزاء نفذها أحد حفدة الفراعنة أعداء موسى وهارون تشبه ضربات الجزاء التي كنا ننفذها ونحن صغار حين نخدع الحارس فنقذف الريح حتى إذا ارتمى قذفنا الكرة إلى الجهة الأخرى ! ثم ثلاث بطاقات حمراء اثنتان منهما كانتا خياليتين أوحى بهما الشيطان لكوفي كوجا فارتعدت فرائصه خوفا من لعنة الفراعنة.. في الحقيقة لست مع أي فريق سواء مصر أو الجزائر أو المغرب مادامت الكرة قد تغلغل فيها النموذج المادي الرياضي الذي لا هم له سوى إحراز الإنتصار بعيدا عن أية قيمة..بل إن القيم التي تشكل الوعي والذاكرة القريبة والبعيدة للمجتمع الذي ينتمي إليه الفريق تروج في أجواء المباراة كما رأينا في مباراة مصر مع فرد اللعنة الفرعونية ومع فرد الطاقم الفني لفريق مصر الذي أخرج القرآن وقبله ! هنا تصبح القيم والدين مفروغة المحتوى بحيث تستتبع لعدوانية الفريق ورغبته في إحراز الإنتصار هدفا أعلى وأسفل بأي طريقة كانت سواء تماشت مع الدين والقيم أم لا ! فالذي أخرج القرآن بعد انتهاء المباراة كان أولى به ثم أولى أن يخرجه أثناء ظلم الحكم الذي نجا من لعنة الفراعنة،لكنه قد لا ينجو من دعوة المظلوم الجزائري لو كان يعلم ! [email protected] http://elmeskaouy.maktoobblog.com http://elmeskaouy.maktoobblog.com