أمضى الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي أطاحته انتفاضة شعبية ، يومه الأول أمس في المنفى بالسعودية ، وسط تكتم شديد . وقد امتنعت السلطات السعودية عن الإدلاء بأي معلومات عن مكان إقامة الرئيس المخلوع أو مدة إقامته في السعودية . من جهته أكد الإعلامي السعودي جمال خاشقجي أمس أن الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي سيعامل في السعودية " كلاجئ سياسي لا كرئيس دولة ". وتابع " لن تسمح السعودية للرئيس المخلوع بالتصريحات السياسية أو ممارسة أي نشاط سياسي ولا إجراء اتصالات لترتيب أموره في تونس " ، مؤكداً على وقوف المملكة إلى جانب الشعب التونسي . وأكد شهود أنهم رأوا موكبا رسميا يتجه بعيد وصول طائرة بن علي نحو قصر الضيوف في حي الحمرا الراقي القريب من الشاطئ . وكان بن علي وصل ليل الجمعة السبت إلى مطار مدينة جدة على البحر الأحمر ، يرافقه ستة من أفراد عائلته بينهم زوجته ليلى ، كما ذكرت مصادر متطابقة . وأعلنت الحكومة السعودية رسميا استضافة بن علي وأسرته . وقال الديوان الملكي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية " رحبت حكومة المملكة العربية السعودية بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة ". وأكد البيان على " تقدير حكومة المملكة العربية السعودية للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء ، وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي الشقيق " . وقد غادر زين العابدين بن علي الذي حكم تونس 23 عاما ، البلاد الجمعة على إثر تظاهرات شعبية غير مسبوقة ضد النظام . وكانت طائرته حلقت في البداية مساء الجمعة في المجال الجوي المالطي " متجهة نحو الشمال " ، كما قال متحدث باسم الحكومة المالطية. لكن مصدرا قريبا من الحكومة الفرنسية ذكر أن باريس " لم تكن ترغب " في استقبال الرئيس التونسي المخلوع ، مبررة هذا الموقف بالاستياء الذي يمكن أن تعرب عنه الجالية التونسية في فرنسا ، القوة الاستعمارية السابقة .