أمام الإقبال المتزايد للمواطن المغربي على مقاطعة الجرائد المغربية المكتوبة، و عدم اقتناءه لها، لم يجد مدراء و رؤساء تحرير هذه المنابر الإعلامية من وسيلة لثني المواطن المغربي على قراره هذا، سوى اللجوء إلى إخراج ملفات أسبوعية عن الجنس، ليكون بذلك الجنس الصحفي الجديد بصاحبة الجلالة بأجمل بلد في العالم، و يحقق انتشارا ملحوظا، أبدع فيه مسؤولو تلك المنابر بلا حدود و بدون قيود، و ساهموا في ملء سدود الثقافة الجنسية للمغاربة. خلال الأسابيع القليلة الماضية، أغرقت الصحف المغربية المكتبات و بائعي الجرائد، بأعداد متتالية تحمل ملفات نهاية الأسبوع مواضيع متنوعة عن تجارة الجسد، أكان ذلك مرتبطا بالجنس على أرض الواقع أو الافتراضي أيضا، حيث كل جريدة تحاول قدر الإمكان الاجتهاد و إبراز حنكة أقلام صحفييها، و مؤهلاتهم التعبيرية في تمتيع المغاربة جنسيا و إشباع فضولهم في معرفة الإنجازات التاريخية التي حققتها و لا زالت تحققها بنات المغرب ( لا نعمم الكلام ) المتألقات و المتوجات بكؤوس الذل و الهوان. الغريب في أمر هذه الحملة الترويجية التي يتخذها الجميع تقريبا أفضل وسيلة لكسب مبيعات إضافية، هو تزعم شخص كان إلى وقت قريب، من أكثر الأشخاص انتقادا للجوء كل من جريدة الأحداث المغربية و مجلة نيشان لسلاح الجنس بهدف لفت انتباه القارئ المفترض، فكان لا يدع أي فرصة تمر دون أن يكيل لهما من الأوصاف ما لا يعد و يحصى، و أعني به مدير المساء رشيد نيني، الذي تحول بقدرة قادر من معارض شرس للاتجار في أجساد النساء على صفحات الصحف، إلى أكثر مطبق لتلك السياسة و خلال شهر بالتمام و الكمال، و قام بجولات ماراطونية للخليج و المشرق العربي قصد إعداد ملفات حصرية لتجارة الجسد هاته، رحلات تشبه تلك التي كان يقوم بها ذات يوم الرحالة ابن بطوطة، لكن لا مقارنة مع وجود الفارق كما يقول الفقهاء. و حتى لا أكون ظالما لأصحاب هذا الجنس الصحفي الجديد بالمغرب، أشير إلى أنه على الأقل أسدوا خدمة جليلة لفئة معينة من المغاربة، و قاموا بتثقيفهم جنيسا دون الحاجة لمدرس مجرب أو أستاذ محنك، حيث صار بإمكان هذه الفئة تعلم أبجديات الجنس بدون معلم في يوم واحد، و من خلال صفحات جريدة المساء مثلا أو أخبار اليوم و الجريدة الأولى أيضا...